أعلنت الشرطة في هايتي تمكنها من قتل بعض المشتبه في قيامهم باغتيال الرئيس جوفينيل مويس واعتقال البعض الآخر، بعد اشتباكات مسلحة معهم.
وأوضحت الشرطة أنها تطارد المخططين المحتملين للعملية.
وأسفر اشتباك بالأسلحة بين الشرطة ومجموعة من المشتبه بهم، عن مقتل 4 أشخاص على الأقل واعتقال ستة آخرين في العاصمة بورت أو برنس.
وحسب التقارير فإن أحد المعتقلين يحمل الجنسية الأمريكية، بينما لم يتضح بعد ما إذا كانت عملية الشرطة قد انتهت.
وفي مؤتمر صحفي مشترك لرئيس الوزراء الانتقالي كلود جوزيف، ومدير الشرطة ليون تشارلز، أعرب الأخير عن اعتقاده أن جميع المشاركين في الاغتيال قد تم الآن قتلهم أو اعتقالهم بينما لازالت الشرطة تطارد المخططين.
وقتل الرئيس مويس الذي كان يبلغ من العمر 53 عاما، بطلقات نارية وأصيبت زوجته الأربعاء بعد هجوم مجموعة من المسلحين على منزله في بورت أوبرينس.
وأضاف تشارلز، واصفا الاشتباكات بين الشرطة والمشتبه في قيامهم بعملية الاغتيال، “لقد حاصرناهم في الطريق، وهم يغادرون موقع الجريمة”.
تم تكثيف وجود عناصر الشرطة في العاصمة الهايتية، وقال مسؤولون إن المشتبه بهم يمتلكون أسلحة كثيرة وتمكنوا من احتجاز 3 من عناصر الشرطة كرهائن، لكن تم تحريرهم في وقت لاحق.
وطالب تشارلز المواطنين بالبقاء في منازلهم حرصا على سلامتهم.
وقال سفير هايتي لدى الولايات المتحدة بوشيت إدموند إن أكثر من 20 من “المرتزقة” تم اعتقالهم.
هجوم وقح
ووصف القائم بمهام رئيس الوزراء كلود جوزيف هايتي بأنها في حال “صدمة” بعد مقتل مويس.
واقتحم قتلة مسلحون بشكل كثيف، منزل الرئيس في التلال المطلة على العاصمة في الساعة الواحدة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وقصى مويس نحبه في موقع الهجوم، وعثر على آثار 12 طلقة في جسده، حسب ما قال القاضي كارل هنري ديستين لجريدة نوفيليست.
وأضاف قاضي التحقيق أن مكتب الرئيس، وغرفة نومه جرى اقتحامهما، وعثر عليه ملقيا على ظهره، وجسده مغطى بالدماء.
وتم نقل زوجة الرئيس، مارتين مويس البالغة من العمر 47 عاما، إلى ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث يقال إن حالها الصحية خطيرة، لكن مستقرة.
وحسب التقارير فإن أطفال مويس وزوجته الثلاثة تم نقلهم “لمكان آمن”، حسب ما قال مسؤولون في هايتي.
وأوضح القاضي أن جومارلي ابنة الرئيس نجت بعدما اختبأت في غرفة شقيقها، بينما كان المهاجمون يقيدون اثنين من العاملين في المنزل.
ما الذي نعرفه عن منفذي الاغتيال؟
ليس من المعروف كيف دخل المهاجمون مقر إقامة الرئيس المغدور
لم يقدم مدير الشرطة أي تفاصيل حول منفذي الهجوم، أو دوافعهم.
بينما قال سفير هايتي في واشنطن، لقناة (إن تي إن 24) التليفزيونية، إن المهاجمين “كانوا مرتزقة، تم الدفع لهم مقابل الاغتيال، وجاؤوا بهدف اغتيال الرئيس، ونحن نأمل أن يكشفوا عن هوية من يعملون لصالحه”.
وأضاف أنه تم اعتقال 20 شخصا وأن عمليات البحث لازالت جارية.
وكان رئيس الوزراء المؤقت قال في وقت سابق إن المهاجمين أشخاص “أجانب يتحدثون الإنجليزية والإسبانية”. إذ أن اللغات الرسمية في البلد هي الكريول والفرنسية.
وتحدثت بعض التقارير عن رجال يرتدون ملابس سوداء ويحملون أسلحة قوية ومتطورة، وربما تظاهروا بأنهم جزء من عملية أمريكية لمكافحة المخدرات، لكن لا توجد أي تفاصيل رسمية حول ذلك.
وتم بث مقطع فيديو بعد الاغتيال يظهر عددا من الرجال المسلحين، في ملابس سوداء، خارج مقر إقامة مويس يصرخون باللغة الانجليزية “شرطة مكافحة المخدرات الأمريكية، ابقوا جميعا منبطحين”.
وقال سفير هايتي في واشنطن إنه لا يعتقد أنهم كانوا بالفعل عملاء لمكتب مكافحة المخدرات الأمريكي، رغم أنهم حاولوا التظاهر بذلك.
الشوارع فارغة بسبب الخوف
أطاع أغلب المواطنين في هايتي أوامر الشرطة ورئيس الوزراء بالإنابة بالبقاء في المنزل حرصا على سلامتهم.
وأعلن رئيس الوزراء حال الطوارئ لمدة أسبوعين، بما يسمح له، بمنع التجمعات، واستخدام القوات المسلحة للقيام بمهام شرطية، علاوة على عدد آخر من الصلاحيات التنفيذية.
ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة، يدين فيها الاغتيال ويطالب جميع الأطراف بالهدوء.
اتهامات متبادلة
كانت الأوضاع في هايتي توصف بغير المستقرة حتى قبل اغتيال مويس، وشهدت البلاد مظاهرات عدة تطالب باستقالة الرئيس.
وكان من المفترض أن تجرى الانتخابات النيابية، عام 2019، لكنها أجلت بسبب النزاعات السياسية، ما يعني أن مويس كان يحكم كأمر واقع.
وخلال فترة رئاسته التي استمرت 4 سنوات عين جوفينيل مويس 6 رؤساء للوزارة، وقبل يوم من اغتياله كان قد عين رئيس الوزراء السابع، الذي لم يكن قد أدى اليمين الدستورية قبل الاغتيال ما ترك سلفه في المنصب رسميا.
وتشهد هايتي الآن حالا من عدم اليقين حول من ينبغي أن يقودها في الوقت الراهن.
وقال كلود جوزيف رئيس الوزراء الذي أقاله مويس قبل اغتياله بيوم واحد إنه سيتولى السلطة الانتقالية حتى انعقاد الانتخابات، لكن أرييل هنري رئيس الوزراء الذي عين قبل الاغتيال مباشرة أصر في مقابلة صحفية على أنه رئيس الوزراء دستوريا، وسيتولى قيادة المرحلة الانتقالية، وليس سلفه.
وينص الدستور على تولي رئيس المحكمة الدستورية قيادة المرحلة الانتقالية حال شغور منصب الرئاسة، لكن رئيس المحكمة الدستورية في هايتي رينيه سيلفيستر توفي جراء إصابته بفيروس كورونا، قبل نحو 5 أشهر.
وقالت واشنطن إنها تعتقد أنه يجب إجراء الانتخابات العام الجاري، لنقل السلطة بشكل سلمي.