على مدى أجيال طويلة، كان الناس يراقبون القمر بحثا عن علامات على حدوث تغيرات في الطقس ويعتقدون أن “القمر الشاحب يعني أن السماء ستمطر، والقمر الأحمر يعني هبوب عواصف، والقمر الأبيض يعني أنه لن تكون هناك أمطار أو ثلوج”. وبالفعل، ثبت أن القمر يؤثر في مناخ الأرض وأنماط الطقس بعدة طرق دقيقة.
وبحسب موقع “بي بي سي” قبل أربعة مليارات ونصف مليار عام، اصطدم كوكبان قديمان واندمجا في كوكب واحد ليصبح كوكب الأرض. وخلال الاصطدام العملاق لهذين الكوكبين – الأرض البدائية وكوكب ثيا – انبثقت كتلة صخرية صغيرة لتصبح القمر الذي نعرفه. وبالتالي، فإن أقرب رفيق لنا في هذا الفضاء الفسيح يرتبط ارتباطا جوهريا بوجودنا، كما أن إيقاعات القمر تعد جزءا لا يتجزأ من دورات الحياة على الأرض.
ومع ذلك، فإن الأنشطة التي تحدث على سطح القمر وتأثيرها في الأرض غير مفهومة تماما. ويكمن التحدي الآن في التمييز بين ما هو أسطورة وخرافات وبين التأثير الحقيقي للقمر في كوكب الأرض.
يمكن رؤية التأثير الأكثر وضوحا للقمر على الأرض في المد والجزر في المحيطات. فبينما تدور الأرض حول نفسها كل يوم، فإن جاذبية القمر تسحب الماء الموجود على أقرب جانب من الأرض نحو القمر، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع المياه.
وترتفع مياه البحر على الجانب الآخر أيضا بسبب قوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران الأرض. وتدور الأرض تحت هذه الانتفاخات المائية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع المد والجزر مرتين بالشكل الذي نراه كل يوم.