كيف يساعد تنوع الأطعمة في تقوية الجهاز المناعي لمقاومة كورونا؟

يشير خبراء إلى أهمية الجهاز المناعي القوي إضافة إلى مراعاة قواعد النظافة من أجل الوقاية من وباء فيروس كورونا.

ويوضح الخبراء أن التغذية الصحية المتنوعة والمتوازنة والنوم الجيد والتمارين الرياضية هي عناصر أساسية من أجل تقوية الجهاز المناعي.

وتعد التدابير الفردية من أهم العناصر الأساسية من أجل مواصلة الكفاح بشكل متواصل وفعال ضد وباء كورونا الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية جائحة عالمية.

وقالت البروفيسورة فوندا ألماجي أوغلو، رئيسة قسم التغذية والحمية الغذائية بجامعة إستنيا، إنه لا توجد حتى الأن حمية غذائية معينة ولا مكمل غذائي محدد لتعزيز فاعلية الجهاز المناعي، إلا أن الأشخاص يمكنهم وقاية أنفسهم من العدوى بالاهتمام بنظافة الطعام.

وأضافت ألماجي أوغلو، أن هناك عناصر غذائية هامة تلعب تلعب دورا أساسيا في قدرة الجهاز المناعي على مواصلة وظائفه بشكل سليم، مثل النحاس، والحديد، والزنك، وفيتامينات A، B12، B6، C، D.

و شددت أن تناول الأطعمة الغنية بتلك العناصر الغذائية بشكل منتظم ومتوازن، يعزز من قدرة الجهاز المناعي.

 التنويع في الطعام

ولفتت ألماجي أوغلو، إلى أن الحمية الغذائية المعتمدة على التغذية المتوازنة والمتنوعة تساعد في تقليل احتمالات الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب، والشلل، والسكري، وبعض أنواع السرطان، وهشاشة العظام، كما تساعد على التحكم في الوزن.

وأشارت إلى أن التغذية السليمة والإقلاع عن التدخين والحرص على الحركة حتى داخل المنزل هو أسلوب فعال جدا لتحسين الحالة الصحية.

وأوصت ألماجي أوغلو، بتجنب الإفراط في تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من الدهون أو الملح أو السكر.

وذكّرت أيضا بتناول 5 حصص يوميا من الخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة والمصادر الغنية بالبروتين، والبقوليات والسمك والبيض واللحوم والدجاج مع تجنب الأجزاء كثيرة الدهون في اللحوم، والحرص على عدم أكل جلود الدجاج.

ونوهت ألماجي أوغلو، إلى أهمية “تناول حصة أو اثنتين من السمك أسبوعيا، وتناول منتجات الألبان يوميا مع تنويعها، والابتعاد عن استهلاك الزيوت المهدرجة، وتفضيل تناول مقدار ضئيل من الزيوت المشبعة واستهلاك الزيوت الأحادية غير المشبعة”.

وشددت على “ضرورة استبدال الأغذية التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر والزيوت بأطعمة أخرى ذات قيمة غذائية عالية”.

تفضيل الأطعمة الجيدة ذات القيمة الغذائية العالية

وأضحت ألماجي أوغلو، أنه يجب الاستفادة بالشكل الأمثل من الأغذية التي يتم تناولها خلال فترة العزل الاجتماعي.
وتابعت: “لستم مضطرين لشراء كميات أكثر من الكميات التي تستهلكونها عادة ولا داعي للهلع وتخزين كميات كبيرة من الطعام”.
وأضافت ألماجي أوغلو، أنه يمكن للشخص السليم الذهاب لشراء احتياجاته مع مراعاة القواعد الصحية. وأفضل توصيات شراء الأطعمة خلال هذه الفترة هي شراء الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية، والأطعمة التي يمكن تخزينها لفترة طويلة وعدم شراء كميات أكثر من الحاجة.
ويجب الحرص على تناول الأطعمة الطازجة خلال الفترة المحددة. ويمكن تفضيل الخضروات الجذرية لأنها يمكنها البقاء سليمة لمدة أطول.

 ضرورة مراعاة توصيات الأمن الغذائي

وأشارت ألماجي أوغلو، إلا أنه لا توجد حتى الآن أي أدلة على انتقال العدوى أثناء تصنيع أو إعداد الطعام ولذلك يجب مواصلة اتباع التوصيات العامة للأمن الغذائي.
وشددت على ضرورة غسل اليدين وتنظيف الوجه أثناء إعداد الطعام وفصل اللحوم والأسماك النيئة عن الأطعمة الأخرى.
ولفتت ألماجي أوغلو إلى أهمية تناول كميات كافية من السوائل على مدار اليوم وعلى رأسها المياه والمياه الفوارة والعيران، وتجنب الإفراط في شرب الشاي والقهوة.
وأوضحت أن التغذية وحدها لا تقوي الجهاز المناعي إلا أن العادات الغذائية السليمة تعزز من قدرته على القيام بوظائفه.

مراعاة التوصيات أثناء فترة العزل الاجتماعي

وقالت د.آيتشا قايا خبيرة الأمراض الباطنية وأمراض الأيض، إن “العزل الاجتماعي إضافة إلى تقوية جهاز المناعة بالتغذية السليمة والنوم الجيد والتمارين الرياضية أشياء مهمة جدا في مقاومة انتشار الوباء”.

وشددت على أهمية أن تكون الأغذية التي يتم تناولها غنية بالبروتين والألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، من أجل تجاوز هذه المرحلة الصعبة بسهولة قدر الإمكان.

وأوضحت قايا، أن تناول الأسماك مرتين أسبوعيا وتناول الجوز واللوز والبندق وبذور الكتان بصورة يومية يساعد الجسم على تلبية احتياجاته اليومية من أوميغا 3.

وأكدت على أهمية تناول الكربوهيدرات من مصادرها الصحيحة، كما أكدت على أهمية صحة الأمعاء من أجل تقوية الجهاز المناعي.

وزادت قايا، أن تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل المخللات المصنوعة في المنزل، والزبادي، واللبن الرايب، وماء اللفت، والجبن، وأيضا الأطعمة الغنية بالبريبيوتيك مثل البذور الزيتية والبصل، والثوم، والموز والتفاح والبقوليات الجافة والشوفان. من أجل تقوية ميكروبات الأمعاء.

وشددت على أهمية تنويع وجبات الطعام وأن تحتوي على أكبر قدر من السلطة والخضروات، والبروتين والكربوهيدرات وأيضا منتجات الألبان.

وتابعت الطبيبة: “تلبية احتياجات الجسم اليومية من الدهون مهم جدا، من أجل الجهاز المناعي ولكن يجب تجنب الإفراط في تناول الدهون. ويجب الابتعاد عن الأطعمة التي ترفع مستويات سكر الدم بسرعة، والابتعاد عن تناول الخبز الأبيض والمعجنات واللحوم المصنعة”.

وأضافت: “يجب الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح، والابتعاد عن المشروبات الكحولية لأنها تؤثر على قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات والمعادن”.

ولفتت قايا، إلى أهمية شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم، وشرب حوالي 8 – 10 أكواب من الماء على مدار اليوم، والنوم الجيد لمدة 6 إلى 8 ساعات يوميا من أجل تقوية الجهاز المناعي.

وأضافت الطبيبة، أن هناك دراسة حديثة في الصين أكدت أن الجسم يحتاج إلى عناصر غذائية معينة من أجل تقوية الجهاز المناعي مثل فيتامينات أ، ب، ج، د، هـ، إضافة إلى الزنك والحديد، وأوميغا 3، والأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة.

وبخصوص المصادر التي يمكن الحصول منها على العناصر الغذائية اللازمة قالت: “يمكن الحصول على فيتامينات أ، د، من أطعمة مثل الكبد والأسماك ومنتجات الألبان والسبانخ والبقدونس والعدس والكراث والبروكولي والجزر والبطاطس”.

وخصصت قيا، أنه في حال ظهر نقص في فيتامين د في الدم يمكن تناول مكملات فيتامين د، كما يمكن الحصول عليه عبر التعرض المباشر لأشعة الشمس، ويمكن الحصول على فيتامين “هـ” من المكسرات مثل الجوز واللوز ومن زيت الزيتون والبيض.

وزادت أما فيتامين ج أو فيتامين سي فيمكن الحصول عليه من تناول الكيوي والحمضيات والخضروات ذات الأوراق الخضراء.
وأضافت الطبيبة، أن تناول الحبوب الكاملة واللحوم والدواجن والأسماك والبيض ومنتجات الألبان والبذور الزيتية يمكن أن يساعد الجسم على تلبية احتياجاته من فيتامين ب.

ويجب تناول الأطعمة الغنية بالحديد الذي يعد من أهم المعادن اللازمة لحصول الخلايا على الأوكسجين ومنها اللحوم الحمراء والبيض والكبدة والبقوليات الجافة والدبس. كما أن تناول مصادر الحديد مع فيتامين سي يزيد من فوائده.

و نوهت الطبيبة قيا، إلى وجود الزنك والسيلينيوم في اللحوم الحمراء والفطر والبازلاء والبقوليات الجافة وبذور اليقطين ومنتجات الألبان والبيض”.

وأوضحت أن الحركة من أهم العناصر التي تحمي الجهاز المناعي، مشيرة إلى أن القيام بتمارين رياضية داخل المنزل يساعد في تعزيز قدرة الجهاز المناعي.

 

المصدر: الأناضول

Exit mobile version