كشف مسؤول أوكراني، أمس الأربعاء، أن بلاده زودت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التقرير الأول حول استخدام الذخائر العنقودية المثيرة للجدل في القتال مع روسيا، والمقدمة لها من واشنطن.
وأضاف المسؤول لشبكة “سي إن إن”، أن “المعلومات تضمنت عدد القذائف التي تم إطلاقها وعدد الأهداف الروسية المُدَمّرة”، رافضاً الكشف عن تفاصيل هذه الأرقام.
وكان التقرير طلباً من الولايات المتحدة كجزء من اتفاق إرسال قذائف مدفعية من الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، في مقابلة مع “سي إن إن” الشهر الماضي، إنه “يخطط لتقديم التقرير إلى نظيره الأمريكي لويد أوستن”. وطلبت الشبكة الأمريكية من البنتاغون التعليق.
وبعد أسابيع طويلة من التراجع تحت سطوة المدافع الروسية، ونيران الطائرات الحربية، وحقول الألغام الشاسعة، يستعيد الهجوم الأوكراني المضاد توهجه، بفضل الذخائر العنقودية الأمريكية.
ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم يتوقعون أن تكون تلك القنابل أكثر فاعلية من قذائف المدفعية، لا سيما ضد مجموعات كبيرة من القوات والمعدات الروسية.
وبفضل الذخائر العنقودية، أصبح بإمكان الجنود الأوكرانيين أن يتقدموا قليلاً بساحة المعركة، فقد مكّنتهم من استهداف تجمعات أكبر للجيش الروسي، وتدمير مساحات أوسع من الخنادق، والآليات العسكرية، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.
وفي حين أن الذخائر العنقودية وحدها لن تغير ميزان القوى في ساحة المعركة بشكل حاسم لصالح أوكرانيا، يقول جنود أوكرانيون، إنها سهلت رحلتهم الشاقة في استعادة مواقع احتلتها روسيا من قبل.
وأبرز مكسب تحقق بفعل الذخائر العنقودية، بحسب الصحيفة، هو تغيير بعض التكتيكات، ما سمح للجيش الأوكراني بالتقدم إلى مسافة أقرب من خطوط الدفاع الروسية، وبالتالي إيقاع خسائر أكبر في صفوف الجيش الروسي.
وفي الشهر الماضي، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي إن الذخائر العنقودية “لها تأثير على التشكيلات الروسية”.
ويذكر أن الولايات المتحدة أعلنت الشهر الماضي موافقتها على تزويد كييف بالذخائر العنقودية، التي تلقى تنديداً واسعاً لتسببها في قتل وتشويه المدنيين، إذ تعارض منظمات حقوقية مثل هذه الخطوة. كما عهدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بإمداد أوكرانيا بذخائر عنقودية ذات فعالية كبيرة.
ومن جانبها، أكدت روسيا أن تزويد الولايات المتحدة نظام كييف بالذخائر العنقودية، سيشكل خطوة أخرى نحو التصعيد، يهدف إلى إطالة أمد الأزمة.
وبدوره، صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن روسيا لم تكن بحاجة إلى استخدام الذخائر العنقودية حتى الآن، ولكن إذا تم استخدامها ضدها، فإنها تحتفظ بالحق في الرد بالمثل، مشدداً على أن الجيش الروسي يمتنع عن استخدام مثل هذه الذخائر في العملية الخاصة، إدراكاً منه للتهديد الذي تشكله على السكان المدنيين.
ويذكر أن الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا ليست من الدول الموقعة على اتفاقية القنابل العنقودية التي تحظر إنتاج واستخدام تلك القنابل ووقعتها أكثر من 100 دولة.