أقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على خطوة نادرة، الأربعاء، بتحذير مجلس الأمن رسمياً من تهديد عالمي تمثله حرب غزة في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية لدفع المجلس إلى الدعوة إلى وقف إطلاق النار، خلال أيام.
وقدمت الإمارات إلى المجلس مشروع قرار مقتضب، يعمل بناء على رسالة غوتيريش بالمطالبة “بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال دبلوماسيون إن الإمارات تهدف إلى طرح النص للتصويت، الجمعة، عندما يطلع غوتيريش المجلس على الوضع في غزة.
ويتطلب تبني القرار موافقة ما لا يقل عن 9 أصوات والامتناع عن استخدام حق النقض، الفيتو من الدول الخمس دائمة العضوية، الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا ،وبريطانيا.
وقال نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة روبرت وود: “الولايات المتحدة لا تؤيد أي إجراء آخر من جانب مجلس الأمن في الوقت الحالي”.
وأضاف: “لكننا لا نزال نركز على الدبلوماسية الصعبة والحساسة لإطلاق سراح المزيد من الرهائن وتدفق المزيد من المساعدات إلى غزة وتوفير حماية أفضل للمدنيين”.
وتعارض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وقف إطلاق النار وتقولان إنه سينفع حماس. وبدل من ذلك، تدعم واشنطن إعلان هدن لحماية المدنيين، والسماح بالإفراج عن الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر(تشرين الأول) على إسرائيل.
وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة على منصة إكس: “يحظى مشروع القرار الذي تقدمت به الإمارات بدعم المجموعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والذي يعد ضرورة أخلاقية وإنسانية نحث عبرها جميع الدول على دعم دعوة الأمين العام”.
وقال المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، إن من المقرر أن يزور الوزراء العرب واشنطن اليوم الخميس، وسيناقشون مشروع قرار مجلس الأمن مع المسؤولين الأمريكيين.
وأضاف للصحافيين بينما كان السفراء العرب لدى الأمم المتحدة يقفون بجواره “على رأس جدول الأعمال ضرورة وقف هذه الحرب. يجب وقف إطلاق النار ويجب أن يحدث ذلك على الفور”.
وقال غوتيريش للمجلس في رسالته إن الحرب قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين.
واعتمد غوتيريش في ذلك على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي تسمح له بلفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المادة لم تستخدم منذ عقود.
وكتب غوتيريش في الرسالة “نواجه خطراً شديداً يتمثل في انهيار النظام الإنساني”. وأضاف أن التداعيات قد تكون لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى الأمن الإقليمي، داعياً مرة أخرى إلى إعلان وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
واتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريش بأنه بلغ “انحطاطاً أخلاقياً جديداً” بإرسال الرسالة إلى مجلس الأمن، مضيفاً “دعوة الأمين العام لوقف إطلاق النار هي في الواقع دعوة لإبقاء حكم حماس الإرهابي في غزة”.
وتقول إسرائيل إن 1200 شخص قُتلوا واحتُجز 240 رهينة خلال هجوم حماس. وردت إسرائيل بقصف غزة وفرض حصار عليها وتنفيذ هجوم بري.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن 16015 شخصاً قُتلوا حتى الآن في القطاع.
وأشار غوتيريش لمجلس الأمن في رسالته إلى أنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة. وكتب “لا يوجد مكان آمن في غزة”.