تحمل طائرات المستقبل مواصفات جديدة مستوحاة من الطبيعة، وذلك للحد من انبعاثات الكربون والمساهمة في جهود إنقاذ المناخ، وفق ما ذكره تقرير نشره موقع “جيو” الفرنسي.
ونقل تقرير الموقع عن خبير الطيران ومدير الإعلام في شركة “إيرباص” ماتيو دوفيلروي، قوله إن “طائرة الغد” تظهر بشكل مشابه للطيور، مع أنبوب وجناحين ورأس ملفوف.
وأشار دوفيلروي إلى أنّ التعديلات لن تكون محسوسة بالعين المجردة، وأنه “يجري العمل على عدة واجهات، منها الوقود الحيوي ومحركات الهيدروجين وقمرات القيادة الذكية، كما تعمل شركات الطيران على واجهة أخرى وهي تحسين مسارات الهواء وتعديل سرعة الطيران”.
وطورت شركة “تاليس” قمرة قيادة ذكية (بورفلايت)، التي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2024، ويمكن نظام الإدارة فيها من حساب المسارات في الوقت الفعلي، بناء على بيانات الطقس والحدّ من الانبعاثات بنسبة 3 إلى 4%.
ولفت التقرير إلى أنّ شركة “إيرباص” شهدت تسيير رحلة طويلة بين تولوز ومونتريال لطائرتين “إيرباص “A350 تحلقان في تشكيلات مثل الطيور المهاجرة.
وأوضح أن الطائرة بهذه الطريقة تستفيد من تأثير الشفط وبالتالي تقلل من استهلاك الوقود بنسبة 5% أو ما يعدل 6 أطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو نهج يمكن تطبيقه بسهولة إذا حصل على موافقة سلطات الطيران المدني.
وبين أن فترة توقف حركة الطيران الدولي مع تفشي فيروس “كورونا” منذُ شهر أبريل/نيسان لعام 2020، أدى إلى انخفاض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الطيران المدني بنسبة 60%.
وتساءل الموقع، “هل سيتعين على العالم أن يعتاد على هذه المشاهد إذا كان يريد الحد من الاحترار العالمي إلى أقل من 1.5 % على النحو الموصى به من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ؟”.
وفي السنوات الأخيرة أشار نشطاء بيئيون إلى تسبب النقل الجوي في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، ودعا بعضهم إلى مقاطعة الطائرة والترويج لوسائل النقل الأخرى، وفي الواقع فإنّ القطاع مسؤول فقط عن 2.56% من هذه الانبعاثات، حسب التقرير.
ولفت إلى أنّ الشركات الأعضاء في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، التي تمثل 82% من حركة الطيران العالمية، التزمت بتحقيق درجة صفر انبعاثات غازية بحلول عام 2050، لكن هل ستكون مستعدة لتقليل أسطولها؟ أم أنها تخفي خطط طائرة المستقبل وتصميم جهاز عديم الانبعاثات سيسمح للعالم بمواصلة الطيران دون القلق من الناحية البيئية؟.
ولم ينتظر اللاعبون في مجال الطيران صفارات الإنذار من تهديد المناخ للنظر في استهلاكهم الوقود، ويسعى مصنعو الطائرات باستمرار إلى خفض فاتورة النفط، ويؤكد ماتيو دوفيلروي: “لدينا اليوم أداء طاقة أعلى بنسبة 80% من أداء الطائرات في الخمسينيات”، وفق ما نقله تقرير “جيو”.
وأوضح التقرير أنّ الطريقة الأكثر وضوحًا لتقليل استهلاك الوقود هي بناء طائرات أخف وزناً لتقليل كمية الطاقة اللازمة لدفعها، مشيرًا إلى أنّ أحدث طرازات طائرات “إيرباص A350″، على سبيل المثال، مصنوعة بنسبة 70% من المواد المركبة والألمنيوم وتستهلك 25% أقل من سابقاتها.
ويستوحي المهندسون من الطبيعة طرقا لتحسين أداء الطائرات وديناميكيتها في الهواء.
ويقول دوفيلروي: “نقوم بتخصيص الطائرات بالاستلهام من الجلد الخشن لأسماك القرش، لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة ولكن هناك موجات ضوئية على المقصورة تقلل الاحتكاك”.
وأضاف أنّ الجناحين يستلهمان من أجنحة النسور، بحيث يتم تمديدها بنحو 3,5 متر لتوفير علوّ أفضل.