يستمتع هواة الغوص في فلوريدا بأسماك الهامور العملاقة التي يمكن أن يصل وزن الواحدة منها إلى 380 كيلوغراماً، لكنّ العلماء ينبّهون إلى أن أعدادها تشهد انخفاضاً منذ بضع سنوات، إذ أعادت السلطات في الأونة الأخيرة السماح بصيدها.
وقال الدكتور جيمس لوكاسيو من مختبر “موتي مارين لابوراتوري” البحري لوكالة “فرانس برس”: “من غير الممكن في أي مكان آخر الحصول على تجربة (غوص) إلى جانب سمكة بهذا الحجم وهذا القرب”.
وخلال رحلة بحرية قبالة شاطئ بوينتون بيتش في فلوريدا في مطلع سبتمبر، اندهش الغواصون بهذه الأسماك العملاقة التي يمكن أن يصل طولها إلى 2.4 متر.
ولأن زوايا فم هذه السمكة التي يمكن أن تعيش أكثر من 30 عاماً مشدودة إلى الأسفل، يخيّل للناظر إليها أنها متجهمة، ولكن في إمكان الغواصين أن يلمسوها بأيديهم.
وقال الغواص بن غاليمو لوكالة “فرانس برس”: “لقد دُهِشنا من كمية أسماك الهامور” في المنطقة. وأضاف: “لكن من حديثي مع السكان، علمتُ أن أعدادها انخفضت في الواقع مقارنة بالسنوات الأخرى”.
وبالفعل، نُشرت أخيراً دراسة حذّرت من الوضع الذي وصلت إليه هذه الأسماك.
وقال الدكتور جيمس لوكاسيو إن “أوساط قطاع الغوص أفادت بأنها تشهد عدداً أقل من هذه الأسماك في السنوات الأخيرة”.
ودفع ذلك الباحثين إلى أن يعيدوا عام 2022 إجراء إحصاء سبق أن أجريَ عام 2013 في عدد من مواقع تكاثر أسماك الهامور العملاقة. ولاحظوا الباحثون وجود عدد أقل بكثير منها في خمسة من المواقع الستة التي شملتها الدراسة.
وكان هذا النوع على وشك الانقراض في ثمانينات القرن العشرين بفعل الصيد الجائر، ولكن أمكَنَ إنقاذه من خلال جهود حمايته.
وحُظِر صيد هذه الأسماك أكثر من 30 عاماً، لكنّ سلطات فلوريدا اعتبرت سنة 2022 أن عددها زاد بما فيه الكفاية، وسمحت باصطياد 200 سمكة هامور عملاقة سنوياً في مياه الولاية.
وذكّر الدكتور جيمس لوكاسيو في بيان بأن “الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة يدرج الهامور العملاق راهناً في فئة الأنواع +المعرّضة للخطر+”، مشدداً على أنه “نوع مهم للحفاظ على توازن المنظومة البيئية”. وأضاف “لا نريد تالياً أن تنخفض أعداده”.
ويعيش الهامور العملاق أيضاً في مياه خليج المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي وقبالة سواحل البرازيل.