الثقة هي أساس كل علاقة زوجية ناجحة ومتينة لا أحد يستطيع نفي ذلك. إذا أردتِ أن تكوني سعيدة في علاقتكِ مع شريككِ يتوجب عليكما أن تكونا مستعدان لتوطيد وتعزيز الثقة بينكما بشكل مستمر.
العديد من الأزواج يعتقدون أن الثقة يقصد بها الإخلاص وعدم الخيانة المرتبطة بإقامة علاقات جنسية دون الشريك. لكن الحقيقة هي أن الثقة تدخل في الكثير من الأمور الحياتية اليومية التي تعيشانها في ظل العلاقة التي تجمعكما. بناء وتعزيز الثقة بينكما يعتمد على مجموعة من النقاط التي يجب الانتباه لها والتي سنشرحها لكِ فيما يلي لتحصلي على علاقة زوجية متينة فيها الثقة الكاملة التي بإمكانها تصدي مطبات الحياة المتوالية.
1- المصارحة وتجنب الخطط السرية
إذا كان أحد طرفي العلاقة، سواءً أنتِ أو زوجكِ، غير مخلص للعلاقة التي تجمعكما فالأكيد أنكِ لن تحصلي على حياة هنيئة. يجب أن تبدئي من نفسكِ أولاَ. حاولي الجواب عن السؤال التالي بكل صدق هل أنت حقاُ مستعدة لتقديم كل ما يلزم لإنجاح هذه العلاقة وما مدى أهمية زوجكِ في حياتكِ؟ فأول بند يرسخ الثقة في العلاقة الزوجية هو ولاء الطرفين الكامل لهذه العلاقة منذ أول يوم قررتما فيه الإرتباط بكامل إرادتكما. فمن الضروري عدم تفكير أحد الطرفين في خطط أخرى لا يرى فيها نفسه مع الشريك مستقبلاً.
إذا كنتِ غير سعيدة في علاقتكِ يتوجب عليكِ أن تتحدثي مع شريككِ في الموضوع لتحلان الأمر لما فيه من راحة للطرفين معاً. التفكير في خطط سرية بعيداُ عن الشريكِ يعتبر خيانة وهو أبرز عامل يدمر الثقة بشكل نهائي. بدل ذلك تبني المصارحة. أحياناً يكون الأمر صعباً، أتفق معكِ، لكن تظل المصارحة رغم صعوبتها أفضل من الكذب والخداع.
2- إحترام الحرية الشخصية مع وضع حدود لعلاقتكما مع الآخرين
لا يجب أن تكون الثقة المتبادلة في إطار صارم ومراقبة مستمرة لأن هذه الطريقة، سواء كانت معنوية أو جسدية، تخلق جواً من الخوف من حصار الآخر بدل توطيد الثقة معه. إن مراقبة كل خطوة وفعل يقوم به زوجكِ هو نوع من غياب الثقة وعكس بالعكس.
إذا كان شريككِ يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع أصدقائه فما يجب أن تحدديه وتوصيه به هي التصرفات المقبولة من غيرها خلال النزهة وليس منعه من الخروج بشكل قاطع. أخبريه بكل لطف أن مزاحه مع صديقاته من الإناث يزعجكِ هكذا بمعنى آخر يجب أن تتفقا وبشكل واضح على وضع حدود للعلاقة بحيث لا يتجاوزها أي من الطرفين في تعامله مع الآخرين خاصة من الجنس الآخر.
3- منح الثقة من أجل الثقة وبشكل مطلق
يجب أن تسألي نفسكِ لماذا أحببتِ زوجكِ واخترته أن يكون شريككِ لبقية لحياتكِ؟ لابد أنكِ فعلتِ ذلكِ لشخصه وليس لشيء آخر تنتظرينه. أليس كذلك؟ إن كان جوابكِ “نعم !” يجب أن تعلمي أن زوجكِ فعل ذات الشيء وأنه لم يرتبط بكِ من أجل نسبكِ أو مالكِ أو لكونكِ أجمل إمرأة التقاها يوماً أو فقط لكي ينسى علاقته السابقة. دائماً يجب أن تكوني حسنة الظن بشريككِ، أبعدي الوساوس عنكِ ما دامتِ لم تلاحظي شيئاً مريباً في تصرفات زوجكِ تدفعكِ للشكِ به.
الثقة ليست إلا وسيلة لمعرفة إلى أي مدى يمكننا الوثوق بالشخص في كل المواقف. بداية يجب أن تثقي بشريككِ دون مقدمات ودون شروط حتى يقدر هذه الثقة ويعمل على الحفاظ عليها. الأكيد أنكِ ستشعرين براحة بال وستمنحينه الحرية التي سيخشى ضياعها بدون شكٍ. من هذا المنطلق سيثق بك شريككِ بالمقابل وسيحترمكِ لصدقكِ معه وثقتكِ به وهو الشيء الذي سيحاول مبادلتكِ إياه.
4- شكلا ثنائي و لا تكونا منعزلان
العديد من السيدات يعتبرن الارتباط نهاية العلاقة وهذا أمر خاطئ! حاولي تخصيص المزيد من الوقت والطاقة رفقة زوجكِ لعلاقتكما وللأوقات التي تمضيانها معاً. شكلا دائماً ثنائياً يصعب التفريق بينهما. في وقت الأزمات لا تحمليه وحده بكلامكِ المسؤولية حتى إن كنتِ لا تقصدين ذلكِ. دائماً استعملي في عباراتك معه ضمير “نحن” بدل “أنا وأنت” طمئنيه بقولكِ “سنفعل ذلك سوياً سنجتاز معاً هذه المشكلة”. اشراكِ نفسكِ في المسؤولية بالرغم من معرفتكِ أن ليس لكِ دخل فيها وعدم القائكِ كامل اللوم عليه وتملصكِ، يقوي الثقة بينكما. كوني نصفه الذي لا يستطيع الاستغناء عنه ليكون نصفكِ الدائم.
كانت هذه بعض النصائح التي نوصيكِ باتباعها أكيد رفقة زوجكِ لكون الثقة صفة تشاركية يستحيل الاستمتاع بمزاياها إن كانت غير متبادلة من كلا الطرفين.