(كونا) — تولت دولة الكويت اليوم الاثنين رئاسة مجموعة (77 +الصين) لدى منظمات الأمم المتحدة في روما لدورة العام الحالي 2022 وهي المرة الثانية التي تتولى الكويت رئاسة أكبر مجموعة دولية منذ تأسيسها.
وتسلم مندوب الكويت الدائم لدى منظمة الأغذية والزراعة (فاو) يوسف جحيل رسميا رئاسة المجموعة من مندوب الأرجنتين كارلوس جيرنياك في مراسم بمقر مندوبية الأرجنتين شارك فيها عبر (الفيديو) رؤساء منظمات (فاو) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) وبرنامج الأغذية العالمي ممثلو دول المجموعة.
واعرب جيرنياك في مستهل مراسم التسليم عن شكره لمندوب الكويت على مساندته الدائمة ودعمه غير المشروط عبر موقعه نائبا لرئيس المجموعة في انجاح الجهد الجماعي لإبراز مشاكل البلدان النامية خلال ظروف الجائحة التي أدت الى “تضخيم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والغذائية في البلدان النامية”.
كما أكد دور مجموعة (77 + الصين) ل”تحسين نوعية حياة سكاننا كل يوم في مواجهة فجوات التنمية في بلداننا التي فاقمتها الجائحة على صعيد الفقر والجوع ونقص المياه ونقص الخدمات الاجتماعية وخاصة انعدام المساواة” مجددا الثقة في قيادة الكويت ودعم دول المجموعة لمواصلة الدفاع عن القيم والرؤى المشتركة.
من جانبه عبر جحيل في كلمته الافتتاحية عن اعتزازه لانتخابه لتولي الكويت مسؤولية المجموعة الكبيرة نيابة عن اقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا متوجها بالشكر والتقدير للرئيس المنصرف سفير الارجنتين جيرنياك وفريقه على ما بذل من جهود “من أجل مجموعتنا ومصالحنا طوال فترة قيادته للمجموعة”.
وقال جحيل “اننا على يقين تام من استعدادكم لدعمنا من أجل الوصول إلى موقف موحد بشأن القضايا التي سنبحثها لصالح بلداننا كافة” مؤكدا ترحيبه الدائم بتلقي أفكار الدول الأعضاء البناءة وتعاونها المتواصل.
وأكد ثقته التامة من أن “مجموعتنا سوف تحرز تقدما لإثراء مؤتمري (كوب 27) في مصر و(كوب 28) في الإمارات العربية المتحدة الدوليين المرتقبين مشددا على “الحاجة للعمل معا من أجل توحيد مواقفنا في هاتين المناسبتين المهمتين بما يخدم مصالح اقاليمنا”.
كما شدد حجيل على “الحاجة للتعمق في الاستراتيجيات الثلاث لمنظمة الأغذية والزراعة بشأن (تغير المناخ) و(العلوم والابتكار) واستراتيجية(انخراط القطاع الخاص) التي من شأنها أن تساعد بلداننا على تحقيق نظم غذائية زراعية أكثر كفاءة ومرونة واستدامة”.
ودعا جحيل دول المجموعة إلى “مزيد من المشاركة لتفعيل تلك الاستراتيجيات التي حان الوقت لتطبيق مخرجاتها في بلداننا”.
وأوضح أن الرئاسة الكويتية ستركز على ثلاث أولويات أولها (التطورات الجيوسياسية الحالية في أوروبا وانعكاساتها على مستقبل الأمن الغذائي الإقليمي لبلدان المجموعة) وثانيها (متابعة توصيات ما بعد قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية وتأثيراتها على نظمنا الغذائية والزراعية).
وأضاف جحيل أن ثالث الأولويات يتمثل في (تداول المشاريع والتجارب الناجحة في جميع الاقاليم وآثارها البيئية في ظل الخطط القائمة على العلوم والابتكار) إضافة إلى دور القطاع الخاص في مثل تلك المشاريع في اطار نهج جماعي منفتح لتبادل وجهات النظر والاصغاء الى ما يطرح من اقتراحات مختتما قوله “فلنعمل معا من أجل جعل مجموعتنا أكثر اتحادا وتأثيرا”.
وتتولى دولة الكويت رئاسة مجموعة (77 + الصين) عن إقليم الشرق الأدنى هذه الدورة عقب تولي مندوبها منصب نائب رئيسها لدورة عام 2021 الماضي وتعد هذه المرة الثانية التي تترأس فيها الكويت المجموعة الدولية الأكبر داخل منظومة الأمم المتحدة بعد ولايتها الأولى لدورة عام 2007 .
وتأسست المجموعة التي تضم 77 دولة في 1964 باعلان صدر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ثم أسست في أول اجتماعاتها بالعاصمة الجزائرية في أكتوبر 1967 ولها ستة مكاتب ارتباط في كل من جنيف ونيروبي وباريس وروما وفيينا ونيويورك.
واحتفظت المجموعة باسمها الأصلي برغم ارتفاع عدد الدول المنضمة الى عضويتها الى 134 دولة حاليا في حين انضمت اليها الصين ليتغير مسماها الى مجموعة (77 + الصين).
وتهدف المجموعة الحكومية الكبرى للبلدان النامية الأعضاء في منظومة الأمم المتحدة لتكون محفلا لبلدان جنوب الكرة الأرضية للعمل بصورة جماعية من اجل المصالح الاقتصادية المشتركة وتعزيز قدرات بلدانها التفاوضية بشأن القضايا الاقتصادية الدولية في نطاق المنظومة الأممية وكذلك تعزيز التعاون من أجل التنمية ما بين دول الجنوب.
وتتكون مجموعة (77 + الصين) حاليا من أربع مجموعات إقليمية تمثل دول الجنوب هي إقليم الشرق الأدنى وشمال افريقيا وآسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية والبحر الكاريبي فيما ويتناوب ممثلو الأقاليم على قيادتها سنويا في الأفرع الستة التي يتمتع كل منها باستقلالية تامة.