بحسب تقرير لصحيفة “تليغراف” البريطانية فإن تحسين عاداتك الغذائية يمكن أن يكون له نتائج مختلفة على فقدان الوزن بشكل كبير بالنسبة للرجال والنساء.
ووفقًا للروايات، فإن ذلك يعد معركة مألوفة بين الجنسين وهي معركة يبدو أنّ الرجال فيها يتقدمون للأمام من حيث سرعة وحجم فقدان الوزن.
وأفادت الصحيفة أنّ هذه “الفجوة بين الجنسين” في فقدان الوزن ظهرت عندما قامت دراسة أجرتها جامعة كوبنهاجن، العام 2018، بتحليل بيانات 2500 شخص يعانون من زيادة الوزن في مرحلة ما قبل الإصابة بالسكري، حيث يتبع كل منهم نظامًا غذائيًا صارمًا يقتصر على الحصول على 810 سعرات حرارية يوميًا لمدة 8 أسابيع.
وبحسب الصحيفة فقد كشفت النتائج أن الرجال شهدوا فقدانًا أكبر للوزن بنسبة 16% مقارنة بالنساء، حيث فقد الرجال في المتوسط 11.8 كجم مقارنة بالنساء اللاتي فقدن 10.2 كجم.
وفي نهاية المطاف، نجحت هذه الدراسة في إثبات ما اشتبهت به العديد من “النساء المحبطات” منذ فترة طويلة، وهو أن الرجال يفقدون الوزن بسهولة أكبر.
ويقول الدكتور آدم كولينز، خبير التغذية والأستاذ المساعد للتغذية في جامعة “ساري” البريطانية إن الرجال والنساء ليسوا على قدم المساواة عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن.
وأضاف: “عليك أن تقارن كل شيء بالتساوي، وأن تأخذ في الاعتبار أشياء مثل السلوك، وعلم النفس، وعلاقاتنا الفردية مع الطعام”.
وتابع: “وفي النهاية إذا اتبع الرجل والمرأة نظامًا غذائيًا متطابقًا، فسنرى أنه من الأسهل على الرجال إنقاص الوزن، لأنهم يحرقون طاقة أعلى، ويحرقون ما بين 500 إلى 600 سعرة حرارية يوميًا أكثر من النساء”.
ونقلت الصحيفة عن ريانون لامبرت، خبير التغذية ومؤسس عيادة ريتريشن قوله: “هناك الكثير من الأبحاث التي تشير إلى أننا كيانات مختلفة تمامًا عندما يتعلق الأمر بالنظام الغذائي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تقلبات الهرمونات”.
وتابع: “يتمتع الرجال بمعدل أيض أعلى أثناء الراحة، وهو ما يشير إلى حرق سعرات حرارية حتى عندما لا تقوم بأي عمل وذلك لأن الرجال بشكل متناسب لديهم نسبة أعلى من كتلة العضلات، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل الأيض الأساس (BMR)، مما يعني أنك ستحرق الأنسجة الدهنية بشكل أسرع”.
ويتعلق الأمر في الأساس بتكوين الجسم لدى النساء والرجال والطرق المختلفة التي يحرق بها كل من الرجال والنساء الطاقة أو السعرات الحرارية.
و يوضح كولينز الاستاذ في جامعة ساري البريطانية: “يميل الرجال إلى امتلاك كتلة عضلية هيكلية أكبر، لذا فهم أكثر نشاطًا في عملية التمثيل الغذائي لكل كيلوغرام من وزن الجسم”.
وتابع: “النساء لديهن نسبة أكبر من الدهون في الجسم بشكل متناسب، لذلك إذا نظرت إلى رجل وامرأة لهما نفس حجم الجسم، فإن الرجل سيظل لديه متطلبات طاقة أعلى قليلاً من المرأة”.
ولعل الأمر الأكثر تشجيعًا بالنسبة للنساء في هذا الصدد أنهن في النهاية يستطعن فقدان الوزن بغض النظر عن السرعة التي يتم بها القيام بذلك.
ويقول التقرير إن هناك عوامل لا تعد ولا تحصى في كيفية تعامل الأشخاص مع فقدان الوزن، لذلك من المهم النظر إلى نمط الحياة والمكان الذي تعيش فيه وبيئة العمل ومستويات التوتر.
ويقول لانبرت: “ذكرًا أو أنثى، إذا كنت تعيش في البحر الأبيض المتوسط وكان الجو مشمسًا، سيكون نظامك الغذائي مختلفًا تمامًا عن شخص يعيش في المملكة المتحدة ويعمل في نوبات ليلية تحت ضغط هائل، مما يعني أنه يمكن تحديد متى وأين وكيف تأكل”.
ونظرًا لأن الرجال ينتجون المزيد من هرمون التستوستيرون، يُعتقد أنهم أكثر قدرة على المنافسة من النساء، لكن هناك القليل من الأدلة العلمية التي تثبت أن جنسًا معينًا يتمتع بميزة تنافسية.
ومع ذلك، وجدت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة سيدني أن الرجال يميلون إلى تحقيق أداء أفضل من النساء عندما يتعلق الأمر بالالتزام بنظام غذائي لإنقاص الوزن، ولكن فقط إذا شجعهم الطبيب العام وعندما تكون صحتهم في خطر.
وبشكل عام، كان الرجال أقل عرضة للمشاركة في تجارب فقدان الوزن مقارنة بالنساء، لأسباب تشمل التردد في قبول أنهم ليسوا على ما يرام.
ومن الجدير أيضًا النظر في تأثير “الأكل العاطفي” حيث يلجأ الكثير منا إلى الطعام من أجل الراحة أو تخفيف التوتر أو لمكافأة أنفسنا بجرعة من الدوبامين.
ويقول لامبرت: “تشمل الأسباب الشائعة للأكل العاطفي التوتر والملل وعادات الطفولة والمؤثرات الاجتماعية التي تجعلنا نلجأ إلى الوجبات السريعة والحلويات وغيرها من الأطعمة المريحة ولكنها غير صحية”.