كشفت دراسة علمية رائدة أن جينات كل شخص تتدخل في مدى سوء معاناته إذا تعرض للعدوى بفيروس كورونا، مما يمكن أن يفسر سبب تأثر المرضى من بعض الأقليات العرقية بشكل أسوأ، بحسب ما نشرته صحيفة “تليغراف” البريطانية.
يشير البحث العلمي، الذي أجراه باحثون في جامعة كينغز كوليدج لندن، إلى أن التركيب الجيني ربما يؤثر على فرص إصابة الشخص بالفيروس في المقام الأول.
أعراض شديدة
تم استنباط نتائج البحث من البيانات المقدمة إلى تطبيق متخصص يتتبع أعراضا عانى منها مصابون بمرض كوفيد-19، والذي قام بتنزيله نحو 2.7 مليون شخص منذ إطلاقه في 24 آذار، بالإضافة إلى دراسة علمية حالية تضم 2600 توأم.
وتوضح البيانات أن هناك ارتباطا كبيرا بين الجينات والمعاناة من أعراض معينة لدى حوالي 50% من المرضى المصابين بعدوى شديدة، بما يشمل، على وجه الخصوص، الهذيان والحمى والإعياء وضيق التنفس والإسهال وفقدان حاستي التذوق والشم.
الآفارقة والآسيويون
وأكدت الأرقام الصادرة عن الهيئة العامة للصحة NHS في إنجلترا الأسبوع الماضي، أن المرضى من الآفارقة والآسيويين والأقليات العرقية يواجهون خطر الموت بشكل غير متناسب بسبب مرض كوفيد-19، وأنه من بين المرضى في المستشفيات، الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا حتى 17 نيسان، كان 16.2% من خلفيات إفريقية وآسيوية وأقليات عرقية أخرى على الرغم من أن هذه الجاليات تشكل حوالي 13% فقط من إجمالي السكان في المملكة المتحدة.
أصول هندية
كما تبين من خلال البيانات أن المرضى من أصول هندية يشكلون المجموعة الأكثر تضررًا، وتصل نسبة الوفيات بسبب كوفيد-19 بينهم إلى 3%، ويليهم المرضى المنتمون لأصول تعود إلى منطقة البحر الكاريبي في المرتبة الثانية بنسبة 2.9%.
وقال البروفيسور تيم سبيكتور، الذي ترأس فريق الباحثين في جامعة كينغز كوليدج لندن، إن هذه النسب ربما تكون إما بسبب أن بعض هذه المجموعات أكثر عرضة للمعاناة من الحالات الصحية الأساسية مثل مرض السكري، مما يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا، أو ربما يرجع إلى استعداد وراثي بشكل مباشر بدرجة أكبر.
وقال البروفيسور سبيكتور “لقد بدأنا نسأل فقط عن الأصول العرقية في الأيام القليلة الماضية. ومن المحتمل أن المتغيرات الوراثية في آسيا، على سبيل المثال، تلعب دورًا بدرجة كبيرة في كل من قابلية الإصابة بالعدوى بالمرض من ناحية ودرجة شدة الإصابة والأعراض من ناحية أخرى. ولكن، لن يكون هذا هو الحل الكامل”.
وتنعقد الآمال على أن تزود نتائج البحث العلماء بمؤشر حول كيفية البدء في تطوير العلاج، بالإضافة إلى المساعدة في تحديد المجموعات عالية الخطورة.
النظام الغذائي والمناعة
رجح البروفيسور سبيكتور أن النظام الغذائي لبعض الجاليات، وبالتالي الحالة الصحية للميكروبيوم المرتبط بالجهاز المناعي، يمكن أن يؤثر على مدى تعرضهم للإصابة بعدوى كوفيد-19. وقال إن هذا يمكن أن يفسر لماذا يبدو أن المناطق الأكثر فقرًا هي الأكثر تضررًا.
يساعد تطبيق Covid-19 Symptom Tracker (تعقب أعراض كوفيد-19) على حصول العلماء على بيانات حول تطورات فيروس كورونا، على الرغم من انخفاض العدد الذي يستخدمه بالفعل بنسبة 75% تقريبًا في وقت سابق من هذا الشهر.
ولكن يشير تحليل للبيانات، المنشورة في 8 أبريل، إلى أن إجراءات حظر التجوال والتباعد الاجتماعي حققت نجاحًا، حيث انخفض عدد الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20-69، الذين أبلغوا عن إصابتهم بأعراض كوفيد-19 من 1.9 مليون إلى 1.4 مليون في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وقال البروفيسور سبيكتور: “كانت الذروة من حيث الأعراض في 1 أبريل، ومنذ ذلك الحين انخفضت بثبات عند حوالي 7% في اليوم. لم يقتصر تطبيق تعقب الأعراض على المعايير الرسمية لاختبار أعراض كوفيد-19 التي ركزت على ارتفاع درجات الحرارة والسعال، بل إنها اشتملت في الواقع على نطاق أوسع بكثير من الأعراض. إن هذه البيانات تعطي صورة جيدة حقًا لما يحدث في جميع أنحاء البلاد”.
المصدر: تليغراف-العربية