منذ طفولتها يتملكها الحلم بأن تصبح اول رائدة فضاء كويتية، لذلك كانت سمات الشغف، والطموح، والمثابرة، أبرز المميزات التي رافقت لمى العريمان منذ طفولتها، فكبرت، وتعلمت، وبحثت، وثابرت واجتهدت من أجل بلوغ ذلك الحلم وتحقيقه.
وبهذا العنوان العريض، والحلم الكبير، بدأت الشريك المؤسس لشركة «إقنشن لاستكشاف الفضاء» لمى العريمان حديثها في لقاء مع القبس، مؤكدة انها منذ الطفولة كانت مهتمة بعالم الفضاء، حيث لم تكتف بالفضول فقط، بل سعت لأن تكون مطلعة على هذا العالم بالدراسة والبحث، خاصة بعد دخولها الجامعة.
لمى العريمان ورغم شغفها بالفضاء فانها كذلك انسانة واقعية، تجتهد للسعي لنيل احلام ممكنة التحقيق، وهي تقول: في «سنوات سابقة كان حلم ان أكون رائدة فضاء صعبا لأن الكويت لا تملك وكالة للفضاء، ووكالات الفضاء في الدول الاخرى لا تقبل الا مواطنيها» وتضيف: خلال السنوات الاخيرة وبعد دخول القطاع الخاص والشركات العالمية الى مجال الفضاء، اصبحت هذه الشركات تقبل الطلاب الاجانب، وبالتالي اصبح الحلم اقرب للحقيقة.
شغف متواصل
وتوضح العريمان ان شغفها بالفضاء لم يقف عند حد الاطلاع والقراءات فقط، بل استمر الى ان بدأت تشارك في مؤتمرات وفعاليات دولية بهذا الجانب، وعلى رأسها مؤتمر الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية، لافتة إلى انها منذ عام 2018 وهي تشارك في هذا المؤتمر، وشغلت منصب نقطة اتصال وطنية للكويت مع الاتحاد.
واسترسلت بالقول انها حصلت على جائزة «قادة الفضاء الصاعدون» المقدمة من الاتحاد عام 2022، مشيرة إلى ان هذه الجائزة تمنح للشخص بناء على سيرته الذاتية، وابحاثه ومساهماته في مجال الفضاء، ومضيفة ان هذا الامر زاد من اصرارها على تحقيق حلمها.
وعن خطواتها في المستقبل، تقول العريمان ان هناك مهارات واساسيات للراغب في ان يصبح رائدا ناجحا للفضاء، تسعى لان تحصل عليها، مشيرة إلى ان اولى هذه المهارات هي تعلّم الغوص العلمي، مؤكدة ان الغوص هو اقرب بيئة للفضاء، وبالتالي فان اجادة الغوص العلمي ستجعلها اكثر تمكناً من تحقيق حلمها اضافة الى السباحة التي تجيدها، وكذلك المحافظة على صحة بدنية كونها امرا مهما لرائد الفضاء.
واشارت إلى ان من ضمن خططها ان تبدأ بتعلم الطيران باعتباره مهارة مهمة لرواد الفضاء، اضافة الى سعيها للمشاركة في مخيمات الفضاء التي تعقد في الولايات المتحدة الاميركية، وكذلك استمرارها في حضور مؤتمرات الفضاء الدولية، مشيرة إلى انها شاركت في 10 مؤتمرات دولية حتى الان.
وختمت العريمان بالقول ان من طموحاتها كذلك ان تمثل الكويت في لجنة الامم المتحدة لتطبيقات الفضاء السلمية والمحافل الدولية الاخرى.
وشددت العريمان على أن شباب الكويت فاعلون ومتميزون وقادرون على الإنجاز، ويجب تمكينهم في المجالات كافة للمساهمة بالنهوض ببلدهم، مشيرة إلى أن الكويتيات حققن إنجازات مشهودة محلياً وعالمياً، ومؤكدة أنها تسير على خطى بنات الوطن المتميزات.
وكالة فضاء كويتية
كشفت العريمان ان امنيتها ان يزيد عدد الشباب الكويتيين الطموحين بان يصبحوا رواد فضاء، وان تؤسس الكويت وكالة للفضاء او على الاقل مركزا لابحاث الفضاء، لافتة إلى ان هناك تجارب خليجية يمكن الاستفادة منها.
عنصر مجتمعي فاعل
لفتت العريمان إلى انه رغم شغفها العلمي بالفضاء، الا انها تسعى لكي تكون عنصرا فاعلا في المجتمع، مؤكدة انها واعية ومتابعة لقضايا المجتمع، وتطمح إلى أن يكون لها اثر ايجابي ليس في مجال الفضاء فقط، بل في مجال المساهمة في حل هذه الملفات والقضايا كذلك.
خطوات مستقبلية
• اكتساب المهارات اللازمة لرائد الفضاء
• التخطيط لتعلّم الغوص وفق معايير علمية
• المحافظة على صحة بدنية عالية ومهارات
• الحرص على تعلم الطيران باعتباره مهارة مهمة
• المشاركة في مخيمات الفضاء الإقليمية والدولية.