لن تصدق ما قد يفعله العمل ليلاً بصحتك النفسية!

لا شك أن نظام العمل وظروفه وطبيعة ضغوطاته، تؤثر سلباً أو إيجاباً على صحة الموظف أو العامل النفسية والجسدية، لارتباط ذلك بالساعة البيولوجية التي تستخدم إشارات ضوئية لإخبار جسمنا بمواعيد النوم والراحة والطعام.

وقد حذرت دراسة طبية جديدة من التأثير النمطي للدوام الليلي المتأخر على حياة العاملين بنظام المناوبة إن كانت على الصحة النفسية أو الحالة المزاجية، وفقاً لما نشره ما نشره موقع New Atlas.

تعطّل الساعة البيولوجية
وتوصل الباحثون إلى دليل على أن توقيت الوجبات الغذائية يمكن أن يؤثر بشكل جيد على الحالة المزاجية.

وكشفوا أنه تم إجراء دراسات تلقي ضوءا مهما على المخاطر الصحية المرتبطة بالعمل بنظام المناوبات، وتعطل إيقاع الساعة البيولوجية، التي ترتبط على مدار 24 ساعة بدورات النوم والاستيقاظ.

كما أوضحوا أن بعض الدراسات دلّت على كيفية تأثير زيادة ساعات العمل ليلا من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وأيضاًىة على تأثير تناول الطعام في وقت متأخر بخطر الإصابة بمرض السكري والسمنة.

اكتئاب بنسبة 25-40%
في حين أجرى علماء في مستشفى “بريغهام أند ويمنز” دراسة جديدة ركزت على عادات الأكل في سياق العمل بنظام الورديات، وكيفية تأثيرها على الصحة النفسية.

ووفقا للباحثين، يتحمل العاملون في الورديات خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق بنسبة 25 إلى 40٪، ومن المعروف أن ضعف التحكم في مستويات السكر في الدم عامل خطر لاضطراب الحالة المزاجية. لذلك صمم فريق الباحثين دراسة لاستكشاف فكرة أن تناول الطعام في النهار يمكن أن يضمن ثبات الصحة النفسية لشخص ما، حتى لو كان يعمل في الليل.

نظام المناوبات
وتضمنت الدراسة 19 مشاركا خضعوا لنظام أعاد إنشاء تأثيرات العمل الليلي، تضمنت البقاء في ضوء خافت لعدد محدد من الساعات يوميا، ما أدى في النهاية إلى اختلال إيقاعات ساعاتهم البيولوجية وعكس دوراتهم السلوكية بمقدار 12 ساعة.

ثم تم وضع المشاركين بشكل عشوائي في مجموعة تناول الطعام خلال النهار أو الليل، بحيث كان هناك مجموعة تحاكي عادات الأكل للعاملين بنظام الورديات وأخرى تتناول الطعام خلال النهار فقط.

ومن خلال تقييم الاكتئاب والأعراض الشبيهة بالقلق طوال الوقت، تمكن الباحثون من قياس تأثير جداول الأكل المختلفة على الحالة المزاجية.

كما كشف هذا عن اختلاف ملحوظ بين الاثنين، حيث زادت مستويات الحالة المزاجية الشبيه بالاكتئاب بنسبة 26% ومستويات المزاج الشبيه بالقلق بنسبة 16% لدى أولئك الذين يعملون بنظام المناوبة، بينما لم تظهر المجموعة النهارية فقط هذه التغييرات.

ووفقًا للباحثين، فإن النتائج تزيد من احتمالية استخدام توقيت الوجبة لتقليل ضعف الحالة المزاجية لدى عمال المناوبات أو غيرهم من الأشخاص الذين يعانون من إيقاعات الساعة البيولوجية غير المتوازنة.

يذكر أنه على الرغم من أن النتائج، التي نشرتها دورية Proceedings of the National Academy of Sciences، واعدة وتلقي ضوءا مهما على دور النوم والنظام الغذائي في الصحة النفسية، إلا أن الدراسة صغيرة وتعتبر إثباتا للمفهوم فقط.

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لترسيخ فكرة أن توقيت الوجبة يمكن أن يخفف أعراض الاكتئاب والقلق.

المصدر :العربية

Exit mobile version