توقفت العديد من المستشفيات في جميع أنحاء الصين عن تقديم خدمات أقسام الولادة (الأمومة) هذا العام؛ وسط انخفاض- أثار قلق قادة البلاد- في معدلات المواليد، بحسب صحيفة Telegraph البريطانية، الجمعة 22 مارس/آذار 2024.
الصحيفة أوضحت أن خبراء القطاع الصحي حذروا من “خريف الولادة”، إذ تتجنب أعداد قياسية من الأزواج الشباب فكرة تكوين أسرة، ويلقون باللوم على حالة عدم اليقين الاقتصادي، وارتفاع تكاليف التعليم، وعدم توافر رعاية للأطفال بأسعار معقولة.
إغلاق أقسام الولادة
وأعلنت المستشفيات في مقاطعات متعددة، وضمن ذلك شرق تشجيانغ وجنوب جيانغشي، في الشهرين الماضيين، أنها ستغلق أقسام الولادة.
وأبلغت المرافق الطبية الجمهور بذلك على حساباتها بمنصة WeChat للتواصل الاجتماعي في الصين، حيث أكد مستشفى الشعب الخامس في مدينة قانتشو بمحافظة جيانغشي، أنه علَّق خدمات الأطفال حديثي الولادة اعتباراً من 11 مارس/آذار، والإجراء نفسه اتخذه مستشفى جيانغشان للطب التقليدي في تشجيانغ في 1 فبراير/شباط الماضي.
قلق حكومي
تتسبب هذه الإعلانات في إثارة قلق الرئيس الصيني شي جين بينغ وحكومته، التي تسعى جاهدةً لخلق حوافز لتشجيع الجيل الأصغر على إنجاب مزيد من الأطفال.
في عام 2023، انكمش عدد سكان الصين للعام الثاني على التوالي، حيث انخفض بمقدار مليوني نسمة بسبب مزيجٍ من أعلى مستوى من الوفيات في نصف قرن وانخفاضٍ في معدل المواليد بشكل قياسي.
كان إجمالي 9.02 مولود جديد لكل ألف شخص في عام 2023 يمثل انخفاضاً للعام السابع على التوالي في معدل المواليد، مما سمح للهند بتجاوز الصين كأكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
انخفاض أعداد مستشفيات الولادة
فيما أفادت لجنة الصحة الوطنية الصينية مؤخراً، بأن عدد مستشفيات الولادة انخفض إلى 793 في عام 2021 من 807 في عام 2020.
كما أفادت صحيفة Daily Economic News الصينية المملوكة للدولة، بأن انخفاض معدلات المواليد يعني أنه لم يعد من الممكن للعديد من المستشفيات إبقاء أقسام التوليد مفتوحة.
وقد ارتفع معدل التردد في إنجاب الأطفال رغم رفع سياسة الطفل الواحد الصارمة في عام 2015، ومناشدة شخصية من الرئيس الصيني شي جين بينغ، للنساء “للترويج من جديد لتكوين أسرة”.
وتقول العديد من الشابات إنهن يترددن في أن يصبحن أمهات، بسبب العبء المزدوج المتمثل في بناء حياة مهنية في أثناء القيام بالجزء الأكبر من الأعمال المنزلية.