(كونا) – أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية الشيخ نواف سعود ناصر الصباح اليوم الجمعة حرص المؤسسة على تطوير قطاع النفط الكويتي والمشاركة في توفير أمن الطاقة العالمي والمساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي والصناعي.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الشيخ نواف السعود لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة مشاركته في جلسة حوارية بعنوان “نحو نموذج أوسع لأمن الطاقة” بدعوة من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني ضمن حوارات المنتدى الثامن رفيع المستوى (ميد 2022) المنعقد في العاصمة الإيطالية اليوم وغدا.
وقال الشيخ نواف إن مؤسسة البترول الكويتية باعتبارها من المؤسسات العالمية الرائدة فإنها معنية بالمشاركة في توفير أمن الطاقة العالمي وتنمية الاقتصادات العالمية واقتصاد الكويت ومن ثم تلبية احتياجات الأسواق وعملائها حول العالم من النفط الخام والمشتقات البترولية.
وأشار في هذا الصدد إلى عمل المؤسسة على زيادة استثماراتها الصناعية داخل الكويت من أجل الحفاظ على الطاقة الانتاجية وزيادتها وتطوير المنتجات عبر مصفاة الزور الجديدة ومصفاتي ميناء الأحمدي وميناء عبد الله في إطار مشروع (الوقود البيئي) الذي انطلق في مارس 2020 وبدء عملية التسويق التجارية المقرر استكمالها في الربع الأول من عام 2023.
وأوضح أن “انتاج مشتقات بترولية صديقة للبيئة وتصدير الديزل للأسواق الأوروبية وزيادة الانتاج إلى مليون طن هذا العام والمقرر مضاعفته العام المقبل تشكل مساهمة فعلية من قبل مؤسسة البترول للحفاظ على دور المنتجات البترولية ضمن مكونات (خليط الطاقة) في إطار التحول العالمي الجاري”.
وشدد الشيخ نواف السعود على أن “الكويت ترى الأهمية المستمرة للمواد الهيدروكربونية في تلبية احتياجات العالم من الطاقة حتى في المستقبل بعد التحول نظرا لكون المنتجات البترولية مكون لا غني عنه في خليط الطاقة”.
وفي هذا السياق أكد تركيز صناعة النفط الكويتية على مواكبة الطلب المتوازن على توفير أمن وامدادات الطاقة من ناحية وعلى الاستجابة لتحديات التغير المناخي وذلك بالعمل على محوري زيادة الطاقة الانتاجية للنفط الخام لتغطي الزيادة في حصة الكويت ضمن سلة (أوبك+) بالتوازي مع تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتعلقة بالنفط الخام والمشتقات البترولية.
وقال إن اهتمامنا الرئيسي ينصب على الحفاظ على حصة النفط الكويتي ومشتقاته في (خليط الطاقة) العالمي.
وبين أن دعوة مؤسسة البترول الكويتية للمشاركة في حوارات (ميد 2022) حول أمن الطاقة تعكس الدور المهم للمؤسسة في إيطاليا من خلال 2800 محطة من بين نحو خمسة آلاف محطة من شبكة (كيو ايت) المنتشرة في أوروبا.
وأوضح الشيخ نواف السعود أن هذا الحضور والاستثمارات الواسعة يعبر عن “دورنا كقطاع نفط كويتي في التعاون مع البلدان الأوروبية الصديقة بالمساهمة في تنمية اقتصاداتها عبر امدادات المنتجات النفطية” وفي المقابل “ضمان منافذ مأمونة لمنتجات الكويت البترولية في أوروبا”.
وفي الجلسة الحوارية التي شارك فيها وزيرا النفط البحريني والطاقة الجزائري والرئيس التنفيذي لمجموعة (ايني) الايطالية لفت لشيخ نواف إلى أنه “رغم التوجه العالمي نحو تحقيق الحياد الكربوني وانعكاس ذلك على الطلب على النفط والغاز إلا إننا نرى استمرار الدور الكبير للنفط والغاز في تلبية الطلب العالمي على الطاقة حتى عام 2040”.
وقال في هذا الصدد إنه “نظرا للدور الكبير الذي تلعبه شركات النفط الوطنية مثل مؤسسة البترول الكويتية في المحافظة على امدادات الطاقة وتحقيق التوازن في الأسواق النفطية تسعى دولة الكويت لمزيد من الاستثمار في الاستكشاف البري بجانب التنقيب البحري إذ نهدف إلى رفع نسبة الإنتاج من الحفر البحري إلى حوالي 25 في المئة من مجمل انتاج الكويت بحلول عام 2040”.
وأشار الشيخ نواف إلى اهتمام المؤسسة بالمنتجات البيئية النظيفة كأحد أهم المبادرات في سياستها للتحول والاستدامة لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050 من خلال تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة المباشرة الناتجة من عملياتنا وتلك غير المباشرة الناتجة من مصادر توليد الطاقة.
وأوضح أن ذلك يتم عن طريق “الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الهيدروجين الأخضر ومشاريع الاقتصاد الدائري للكربون بما يحقق العائد الاقتصادي الأمثل للمؤسسة ويخدم عملياتها”.
وتحدث الشيخ نواف عن دور مؤسسة البترول الكويتية في تزويد عدة مدن إيطالية بمنتج الديزل ذو المحتوى الكبريتي المنخفض عبر شبكة محطات الوقود ذات العلامة التجارية (كيو ايت) حيث قال إن “المؤسسة فخورة بأن فرع شركة (البترول الكويتية العالمية) في إيطاليا نجح في تقليل انبعاثات النطاق 1 و 2 بنسبة 58 في المئة مقارنة بالأعوام السابقة”.
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية في ختام مداخلته التزام المؤسسة تجاه زبائنها بتوفير النفط الخام والمنتجات النفطية المتنوعة لتلبية جميع احتياجاتهم إذ أن العلاقات التي بنتها المؤسسة مع زبائنها علاقات متينة وتمتد إلى عقود من الزمن وأن نجاحها يعود الى سمعة المؤسسة كالشريك الموثوق والمورد الآمن المستقر للطاقة المطلوبة لتحقيق الازدهار الاقتصادي في شتى أنحاء العالم.