يتساءل مايكل فيكيوني، عالم الأحياء في أعماق البحار التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، بأمريكا عن ماذا يكمن تحت رمال وسط المحيط الأطلسي على بعد 2.5 كيلو متر في قاع المحيط.
فقد اكتشف باحثون خلال رحلة حديثة في أعماق مياه المحيط الأطلسي ثقوباً صغيرة وغريبة محفورة في الرواسب، وكلها منتظمة في عشرات من الخطوط المستقيمة نسبيا، وفقا لما ذكر موقع “ساينس ألرت”.
وعادة لا تكون الثقوب الموجودة في قاع البحر محيرة للغاية، ولكن التي جرى اكتشافها كانت متسقة بأسلوب أنيق ومتناسق بشكل لا يصدق وفق قناة الحرة.
ويقول الموقع “لولا حقيقة أنها تقع على بعد 2.5 كيلومتر (1.6 ميل) تقريبًا تحت سطح المحيط الأطلسي، في منتصف مكان مجهول، لكان من الممكن أن تكون مصممة بأيدي بشرية”.
واستخدم الباحثون على متن سفينة تابعة للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، غواصة آلية لاستكشاف سلسلة من التلال البركانية تحت الماء شمال أرخبيل جزر الأزور، بالقرب من البر الرئيسي للبرتغال في 23 يوليو.
وبعد أسبوع تقريبا، حدد الباحثون أربع مجموعات أخرى من الثقوب على بعد حوالي 483 كيلومترًا (300 ميل)، على عمق 1.6 كيلومتر (1 ميل).
وأوضح بيان صادر عن الإدارة الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي أنه و”بينما تبدو وكأنها من صنع الإنسان، فإن أكوام الرواسب الصغيرة حول الثقوب تجعلها تبدو وكأنها حُفرت بواسطة شيء ما”.
ولإضافة المزيد من الغموض، فقد ذكر باحثون أنا ليست المرة الأولى التي يرى فيها العلماء ثقوبًا مثل تلك، ففي بحث نشر في العام 2004 جرى الحديث عن رؤية ثقوب في نفس المنطقة في ذلك العام، أطلق عليها الباحثون اسم “lebensspuren” لوصف الثقوب، وهو ما يُترجم إلى “آثار الحياة” باللغة الألمانية.
وكتب المؤلفون في ذلك الوقت: “إن مصدر الثقوب أو كيفية نشؤها غير معروف، لكن الرواسب المرتفعة قد تشير إلى حفر بواسطة كائن حي أو جراء عمليات حفر وإزالة”.
وأضافوا: “لم تظهر أي من لقطاتنا المقربة أي علامة على وجود كائنات حية تعيش في الثقوب، ولم يكن واضحًا ما إذا كانت الثقوب متصلة بسطح تحت الرواسب”.
ومنذ ذلك الحين، لم يتم اكتشاف المزيد من تلك الثقوب، ولكن من المتوقع أن تقدم المهمة البحثية الأخيرة بعض الإجابات، إذ تمكن الباحثون من أخذ عينات من الرواسب من حول الثقوب باستخدام جهاز الشفط الخاص بالغواصة على أمل أن يلقي الضوء على ما إذا كان هناك كائنات تعيش هناك.
وبعد أن عمل على كل من الاكتشاف الأخير والبحث الذي جرى في العام 2004، فإن عالم الأحياء في أعماق البحار التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، مايكل فيكيوني، لا يزال لديه اهتمام خاص بمعرفة ما يكمن تحت رمال وسط المحيط الأطلسي.
وأوضح في تصريحات صحفية: “هناك شيء مهم يحدث هناك ولا نعرف ما هو”.