شكل تعيين يحيى السنوار، العقل المدبر المزعوم للهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، زعيماً سياسياً جديداً للحركة، أحدث ضربة للجهود المتعددة الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
ويخلف السنوار إسماعيل هنية، الوسيط الرئيسي الذي أدى اغتياله في إيران الأسبوع الماضي إلى تفاقم التوتر في المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أشهر.
وتقول وكالة “بلومبرغ” إن اختيار السنوار، الذي يعيش مختبئاً في غزة، يوجه رسالة تحد لإسرائيل والولايات المتحدة ودول المنطقة التي تسعى إلى التوسط لوقف إطلاق النار. وكان هنية محورياً في المفاوضات التي توسطت فيها قطر.
وعندما سُئل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن الدور الجديد للسنوار، قال للصحافيين إن “هذا يؤكد فقط على حقيقة مفادها أن الأمر متروك له بالفعل كما كان الحال منذ بعض الوقت”.
وأضاف بلينكن، الذي وصف السنوار بأنه “صاحب القرار الأساسي” بشأن وقف إطلاق النار، و”هذه هي اللحظة الحاسمة”.
ولقد وصلت المفاوضات إلى مرحلتها النهائية، ونحن نعتقد بقوة أنها يجب أن تصل إلى خط النهاية قريباً جداً.
وردت إسرائيل، التي لم تؤكد أو تنفِ دورها في قتل هنية، بحدة على إضافة السنوار للقب.
وعلق أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية، على أكس قائلاً: “لا يوجد سوى مكان واحد محجوز ليحيى السنوار، وهو بجوار محمد ضيف ومروان عيسى” اللذين قتلتهما القوات الإسرائيلية لتورطهما في هجمات 7 أكتوبر التي أشعلت الحرب في قطاع غزة.
وكان السنوار يقود المكتب السياسي لحماس في عام 2017، بعد 6 سنوات من إطلاق سراحه من سجن إسرائيلي خلال صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل والجماعة المسلحة.
وركز لاحقاً على تعزيز القدرات العسكرية للجماعة استعداداً لصراع أوسع. تم تصنيف حماس كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
وقال مخيمر أبوسعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، إن الاختيار المفاجئ للسنوار “كان رسالة تهدف إلى تحدي إسرائيل مفادها: إذا قتلتم هنية المعتدل إلى حد ما، فهذا يعني أنه سيكون هناك المزيد من المتشددين والمتطرفين على رأس المجموعة”.
وقال آرون ديفيد ميلر، الزميل البارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن “السنوار والهجمات الإرهابية التي شنتها حماس في السابع من أكتوبر أصبحا الآن وجه حماس”
وقال ميلر، وهو مفاوض سابق في وزارة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط إن “اختياره يؤكد ما عرفناه منذ أشهر الآن – أن السنوار يسيطر على حماس. كما أنه يضع حداً لأي أوهام ربما كانت لدى أي شخص بشأن أجنحتها المعتدلة أو المتطرفة. إن ترقيته هي بمثابة تأييد لسياساته”.