الكويت – هاشتاقات الكويت :
هل تملك الكويت صفاً ثانياً من المطربين الشباب؟ ومتى يعزز المطربون الشباب من حضورهم في المشهد الغنائي؟ وماذا ينقصهم ليحملوا لواء الأغنية الكويتية جنبا إلى جنب مع نجوم الصف الأول: عبدالله الرويشد ونبيل شعيل ونوال؟ أسئلة يرن صداها بين أروقة وطرقات الشارع الغنائي.. وجهناها إلى مجموعة من صناع الأغنية الذين اتفقوا على أن الكويت تملك طاقات كبيرة على مستوى الصوت، ولديها عدد لا يستهان به من المطربين الشباب ينقصهم غياب الدعم والتخطيط الذي يضعهم على الطريق السليم، ليصبحوا مؤهلين لتمثيل الأغنية الكويتية خليجياً وعربياً.
من جانبه، يقول الموزع الموسيقي ربيع الصيداوي «نعم الكويت تملك صفا ثانيا من المطربين الشباب، منهم من يتمتع بفخامة الصوت وأسلوب مختلف في الغناء واختيارات مميزة، جميع هذه العناصر مجتمعة تسهم في بناء شخصية متفردة لا تشبه أحدا آخر، لدينا طاقات كبيرة لا ينكرها أحد».
ربيع الصيداوي
وسائل الإعلام
ويرى الصيداوي أن وسائل الإعلام والوصول للجمهور من أبرز الصعاب التي تواجه المطربين الشباب، ولكن بمضي الوقت وظهور مواقع التواصل الاجتماعي أصبح الأمر أيسر، وأضاف «مواقع التواصل الاجتماعي مهدت الطريق أمام الشباب ليصل صوتهم للجمهور في شتى بقاع العالم».
وشدد ربيع على ان المشكلة المادية هي حجر عثرة في طريق أي مطرب شاب، موضحا «ولا أدل على ذلك من المسافة الكبيرة بين ما ينفقه النجوم الكبار على إنتاجهم وما ينفقه الفنانون الشباب، نجوم الصف الأول والفنانون الشباب خارج الكويت هناك من يتبنى أعمالهم ويدعمهم إنتاجيا وإعلاميا، بينما الفنانون الشباب في الكويت فيعانون غياب الدعم».
جهود ذاتية
الملحن فهد الناصر، الذي يعود له الفضل في بزوغ نجم العديد من الشباب، يقول: «عدد المطربين الشباب المتواجدين في الكويت حاليا قرابة الـ30 شاباً، إذا ما استبعدت 10 يعانون من تذبذب المستوى وعدم وضوح الرؤية، يتبقى من 15 إلى 20 شاباً يملكون فكراً، ولكن هناك صعوبات تواجههم، لاسيما أن الأغلب يعتمد على الجهود الذاتية في إنتاج أعمالهم الغنائية».
فهد الناصر
وأضاف الناصر: «عندما كانت تتولى شركات الإنتاج زمام الأمور كانت تهتم بالنجوم الكبار فقط، وتهمل الشباب، الآن بعد أن انسحبت شركات الإنتاج من المشهد، أصبح كل فنان ينتج وفق مقدرته، المطرب الشاب كي يقدم أغنية من إنتاجه الخاص لن يستطيع ان يقدم عملا متكاملا، بمعنى انه قد ينجز أغنية جيدة، ولكن ينقصه التسويق او الإدارة، مع الأسف سيجد دائماً عنصراً ناقصاً يؤثر على مشروعه الغنائي، ومع ارتفاع كلفة إنتاج الأغنية، التي تصل إلى 6 آلاف جنيه، قد يضطر المطرب الى أن يلحن لنفسه، رغم أنه لا يملك مقومات الملحن المحترف، ولكن لديه الأبجديات، من ثم يستعين بموزع لتجميل الأغنية، لذا لا يمكن أن نلومهم إذا ما شاب أعمالهم بعض القصور».
المعترك الفني
واختتم: «الكويت تملك أكبر عدد من المطربين الشباب في المنطقة، وهناك 10 على أقصى تقدير لديهم المقومات، وأرشحهم لدخول المعترك الفني والمنافسة الحقيقة، وأشد على أيديهم وأدعمهم مثل: بشار الشطي، ثم مطرف المطرف وعبدالسلام محمد وبدر الشعيبي وعبدالعزيز الويس وعبدالله طارق وفهد السالم وجاسم محمد وآلاء الهندي وشيماء، والكثير من الأصوات الجميلة».
نجومية ضائعة
الشاعر علي المعتوق يرى أن الكويت تملك صفاً ثانياً من المطربين الشباب، لديهم عناصر النجومية من صوت وكاريزما وحضور، وقال: «لكن مع الأسف نجوميتهم ضاعت بسبب ما يقدمون من أعمال، هناك اجتهادات من مجموعة كبيرة في محاولة للظهور والتميز، لكن مع التراجع الحاد للإنتاج، وتوجه أغلب الشركات الى دعم النجوم الكبار في وقت يعاني فيه الشباب، تذهب هذه المحاولات أدراج الرياح».
علي المعتوق
نص جيد يناسب صوته
واستطرد في السياق نفسه: «مواقع التواصل أصبحت موصلا جيدا للمواهب، ووزارة الإعلام، متمثلة في الإذاعة، تتبنى العديد من الأصوات، ولكن يحتاج المطرب الشاب الى أن يختار نصا جيدا يناسب صوته وعمره، وان يستغل الأجواء من حوله، وان يجتهد ويفكر بعمق في اختياراته».
شركات الإنتاج ترى في النجوم الكبار.. استثماراً آمناً
من المفارقات أن اليوم الذي أصبح فيه الوصول للجمهور أسهل من خلال بوابة مواقع التواصل الاجتماعي، او برامج اكتشاف المواهب، أصبحت أيضا صناعة الأغنية مكلفة، وفي حاجة الى من يدعمها في وقت انسحبت فيه أغلب شركات الإنتاج من المشهد وأغلقت أبوابها في أوجه الشباب، بينما ترى تلك الشركات أن الاستثمار في النجوم الكبار آمن، خصوصا ان المردود من تسويق أغنياتهم وحفلاتهم سيضمن للشركات عوائد مادية تغطي ما ينفق على إنتاج الألبومات.
المصدر – القبس