أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة، أنه سيواصل الحديث مع روسيا رغم الانتقادات التي يثيرها ذلك، كما دعا الصين إلى التحدث علناً ضد “الحرب الإمبريالية” في أوكرانيا.
وقال خلال حفل استقبال أقيم في الإليزيه بمناسبة العام الجديد بالتقويم القمري: إن “هناك موقفاً يجب أن تتبناه كلّ دولنا، وهو احترام السيادة ووحدة الأراضي مهما كانت الصداقات والتحالفات التي يمكننا إقامتهما”.
وأضاف ماكرون، أحد قادة الدول الغربية القليلين الذين ظلوا على اتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير(شباط) 2022، “انتقدني البعض في أوقات سابقة على التحدث إلى روسيا وسأواصل التحدث إلى روسيا”، وتابع متكلماً عن الصين “لكن من يستطيع الدفاع عن وجود نظام دولي حر ومستقر إذا أغمضنا أعيننا على حرب إمبريالية؟”.
وأضاف أمام جمهور من الشخصيات الاقتصادية والفنية والأكاديمية المرتبطة بآسيا، “نحن جميعاً مسؤولون عن هذا النظام ويجب أن نطبّقه”، وسبق أن دعا الرئيس الفرنسي نظيره الصيني شي جين بينغ في قمة مجموعة العشرين في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي إلى “توحيد الجهود” ضد الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أن استقرار العالم يصب أيضاً في مصلحة الصين.
وفي ما يتعلق بمنطقة آسيا والمحيط الهادي، أكد ماكرون أنه يتعين “الحد من التوترات في جميع أنحاء المنطقة، والسماح للسلام واحترام الاستقرار بأن يسودا أنحاء القارة، ما يسمح لنا معاً بمواجهة التحديات الرئيسية في الزمن الحاضر مثل الاحتباس الحراري”.
وتشعر الولايات المتحدة وشركاؤها بالقلق من احتمال إقدام بكين على غزو تايوان، بعد السابقة الروسية في أوكرانيا، كما تُتهم الصين بأن لها أهدافاً توسعية في بحر الصين الجنوبي.
ورحب الرئيس الفرنسي بوجود “العديد من المستثمرين الآسيويين” في فرنسا وبالتبادلات الثقافية بين فرنسا وآسيا، لا سيما من خلال الشتات الصيني والكوري، ومنح ماكرون في المساء وسام جوقة الشرف لحائز جائزة نوبل للآداب غاو شينغجيان (83 عاماً) الذي يحمل الجنسية الفرنسية ويقيم في فرنسا، وقال في خطابه: “لقد شرّفت بلدنا، بحبك له بعمق، وباتخاذه ملاذاً وإطاراً للإبداع”.