مايسترو الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الموسيقى

بدأ الذكاء الاصطناعي يدخل تدريجياً إلى عالم الموسيقى، حيث يعمل خلف كواليس بعض أشهر محطات بث الموسيقى كمنسق آلي يقرر أي الأغاني ستعجب المستمعين.

جعلت قدرة التكنولوجيا على التعلم الآلي من عادات الاستماع لدى ملايين المستخدمين مفتاح برنامج كل خدمة بث موسيقى تقريباً اليوم. لكن وظيفتها لا تتوقف عند هذا الحد. حيث يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً واضحاً في بعض التحديات الأكثر دقة مثل ضبط مستويات الصوت والقضاء على فترات الانقطاع.

على سبيل المثال، أطلقت شركة سونوس Sonos، التي اشتهرت بسماعاتها الصوتية اللاسلكية، في أبريل راديو سونوس Sonos Radio، الذي يستند إلى تقنية التعلم الآلي التي يوفرها الشريك سوبر هاي فاي Super Hi-Fi في أداء مهمة دقيقة تتمثل في إنشاء انتقال سلس بين الأغاني بحيث يقضي على الاختلافات الهائلة في الصوت بين أغنية وأخرى. على سبيل المثال، غالباً ما تكون الأغاني المسجلة في السبعينيات أكثر هدوءاً من الأغاني الحديثة، ويرجع ذلك جزئياً إلى تقنيات التسجيل في تلك الحقبة وتغير الأذواق في الموسيقى.

عملاق الراديو عبر الإنترنت iHeartMedia، الذي يمتلك خدمة البث وقوائم التشغيل الخاصة به، يعمل أيضاً على تشغيل تقنيات التعلم الآلي من سوبر هاي فاي للقضاء على فترة الصمت القصيرة بين الأغاني، والتي قد تحبط المستمعين وتجعلهم يتحولون إلى محطة منافسة.

وأوضح بريندون كاسيدي، كبير مسؤولي التكنولوجيا في سوبر واي فاي، أن التقدم الهائل في برامج الشبكات العصبية التي تتعلم الأنماط من تحليل كميات هائلة من البيانات، قد جعل المزيد من السحر الصوتي المتطور ممكناً.

وإلى جانب استخدام التعلم الآلي في تنظيم قائمة التشغيل DJ، ذكر رئيس التعلم الآلي في سبوتيفاي، طوني جبارة، أن الذكاء الاصطناعي يساعد في بعض المهام الأكثر دقة. يتضمن ذلك إضافة مفاجآت إلى قوائم التشغيل المخصصة، إذ إن تكرار نفس الأغنية كثيراً – حتى لو استمع إليها المستخدم لأسابيع – قد تجعله يشعر بالملل، وهنا يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في «إثارة» المفاجآت استناداً إلى نمط الاستماع المسبق للشخص، وعبر تنشيط قوائم التشغيل المخصصة.

ورغم ذلك، لا تزال خدمات بث الموسيقى تعتمد على القيمين البشر ومحرري الموسيقى. بالنهاية، الموسيقى معقدة – تشبه لغة البشر – ويصعب على الذكاء الاصطناعي فهمها تماماً.

يحب الناس الأغنية لأسباب عديدة، تراوح بين الإعجاب بالكلمات والإعجاب بالفنان أو التماهي مع الأغاني بسبب الترابط الثقافي. هذه العناصر غير الملموسة هي التي توفر سياقاً للموسيقى، ولا يمكن تمثيل هذه العناصر التي يصعب وصفها في البيانات التي يفهمها البرنامج ـ على الأقل في الوقت الحالي.

وأضاف تايلور: «قد يتمكن الذكاء الاصطناعي في مرحلة ما في المستقبل من التعرف على هذه الأشياء».

Exit mobile version