يصاب العديد من الأشخاص بنزلات البرد خاصة في الإجازات الصيفية، و إذا استبعدنا الإصابة بفيروس كورونا، يبقى السؤال: كيف يمكن أن تصاب بنزلة برد إذا كان الجو حارا وكنت دائمًا في الهواء الطلق؟ ألا يجب أن تقل نزلات البرد في الصيف؟ فما سبب انتشارها أكثر من المعتاد؟.
رغم أن الأنفلونزا وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV) يصيبان البشر عادة في الشتاء حيث تنتعش تلك الفيروسات في الطقس البارد، إلا أن الفيروسات الأخرى التي تسبب أعراض البرد، مثل الفيروسات المعوية وفيروس الإنفلونزا من النوع 3، تكون أكثر شيوعا في أواخر الصيف، بحسب (سبوتنيك بالعربي).
يلعب نمط الحياة الاجتماعية في أشهر الصيف دورا في تفشي نزلات البرد، حيث أننا في تلك الفترة نسافر أكثر ونلتقي بالعديد من الأشخاص من مواقع مختلفة، ونحضر الحفلات الموسيقية والنوادي الليلية، وثم نستريح في الأماكن المزودة بمكيفات الهواء شديدة البرودة، وجميعها عوامل مساعدة على انتقال الفيروس.
و من ناحية أخرى، تربط بعض الدراسات التي أجريت على الفئران بين التعرض لدرجات حرارة تصل إلى 36 درجة مئوية أوأكثر باستجابة مناعية أقل، لكن ليس من الواضح ما إذا كان الشيء نفسه ينطبق على البشر.
و هناك أيضا أسباب تتعلق على وجه التحديد بصيف 2022، حيث تسبب وباء كوفيد في فرض قيود على السفر والتفاعلات الاجتماعية ففي عطلة عام 2021، ارتدى الكثير منا للكمامات لتجنب خطر الإصابة بفيروس كورونا، لكن هذه الإجراءات قللت أيضا من مواجهتنا لمسببات الأمراض الأخرى.
تدوم المناعة ضد الفيروسات الموسمية لفترة قصيرة، وابتعاد الجسد عن مواجهة الفيروسات بشكل مبالغ فيه يقلل من قدرته على التعامل معها، لذا فإن المزيد من الناس يجدون أنفسهم اليوم عرضة لهجماتهم ونزلات البرد.