بشكل بسيط، يبدو COVID-19 مشابهاً جداً للأنفلونزا الموسمية. فكلاهما يمكن أن يسببا أعراضاً مثل الحمى وآلام الجسم، وكلاهما أكثر فتكاً بالأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
كما أن الفيروسات المسببة لأمراض الجهاز التنفسي تنتشر عادة بطرق متشابهة وبشكل رئيسي من شخص لآخر عن طريق الرذاذ التنفسي. لكن COVID-19 ليس الأنفلونزا الموسمية. ومن نواح كثيرة، إنه أسوأ بكثير.
الأسباب التي تجعل كورونا أسوأ من الانفلونزا
إن أحد أكبر تحديات فيروس SARS-CoV-2، وهو الفيروس الذي يسبب COVID-19، هو أنه جديد تماماً. هذا يعني أن هناك الكثير من الأمور المجهولة عن كيفية الانتشار، وكيفية الإصابة وانتقال العدوى، وكيف يتسبب الفيروس في تلف الجسم، وكيف يستجيب جهاز المناعة له، وما إلى هنالك من أسئلة يجب البحث فيها للوصول إلى إجابات. وهذا الموضوع يتطلب وقتاً طويلاً.
من ناحية أخرى، كانت الأنفلونزا الموسمية موجودة منذ فترة طويلة، لذلك يعرف العلماء والأطباء الكثير عنها، بما في ذلك أفضل طريقة لعلاج الأشخاص المصابين بالمرض، وكيفية التعامل مع مضاعفات الإنفلونزا مثل مشاكل القلب والالتهاب الرئوي الجرثومي. ولكن مع COVID-19، كل علاج مطروح هو في الأساس تجريبي وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة اانسان.
في سياق متصل، هناك لقاحات سنوي متاحة للأنفلونزا الموسمية. وعلى الرغم من أنها ليست فعالة بنسبة 100٪، إلا أنها لا تزال توفر بعض الحماية ويمكن أن تقلل من شدة المرض. فلقاح الإنفلونزا لا يحمي فقط الأشخاص الذين يتم تطعيمهم، بل يحمي أيضاً المجتمع الأكبر عن طريق إبطاء انتشار فيروسات الأنفلونزا المنتشرة. ولكن بالنسبة لـ COVID-19 المستجد، من المرجح أن يستغرق اللقاح ما بين 12 إلى 18 شهراً، فيما لا توجد علاجات رسمية وفعّالة معتمدة عالمياً حتى تاريخ كتابة هذا المقال.
هذا وينتشر الفيروس التاجي الجديد بسهولة أكبر من معظم أنواع الإنفلونزا الموسمية. في المتوسط، أي شخص مصاب بفيروس كورونا قادر على نقل العدوى إلى 2.5 أشخاص آخرين، مقارنة بـ 0.9 إلى 2.1 أشخاص آخرين مصابين بالإنفلونزا. هذا ويمكن للأشخاص المصابين بفيروس كورونا أيضًا نقله إلى الآخرين خلال مدة تصل إلى 3 أيام قبل أن تظهر عليهم الأعراض.
المصدر: كورونا