ما هي الخطوات التي يجب اتباعها أثناء حدوث زلزال؟

تعد الزلازل واحدة من أصعب المخاطر الطبيعية، وفي كل عام تحدث مئات الهزات الأرضية ذات الحجم الكبير والتي تهز قشرة الأرض، مما يتسبب في أضرار جسيمة وخسائر بشرية.

ضرب زلزال قوي بقوة 7.7 درجة على مقياس ريختر وسط ميانمار، وامتدت هزاته العنيفة إلى الدول المجاورة. كان مركز الزلزال قريباً من مدينة ماندالاي، حيث انهار جسر كبير فوق نهر إيراوادي.

وشعر بالزلزال سكان العاصمة التايلاندية بانكوك، التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر عن مركز الزلزال، حيث انهار مبنى شاهق قيد الإنشاء.

تتعرض جزيرة سانتوريني اليونانية لآلاف الهزات الأرضية منذ أكثر من شهر، ولا يستطيع الخبراء تحديد موعد لانتهاء هذه الهزات.

في يناير/كانون الثاني، لقي ما لا يقل عن 126 شخصاُ حتفهم في التبت جراء زلزال بقوة 7.1 درجة وعلى عمق 10 كيلومترات (6 أميال)، وفقاً لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

في ديسمبر/كانون الأول 2024، انهارت المباني جراء زلزال قوي بلغت قوته 7.3 درجة في جزيرة فانواتو، بينما ضرب زلزال آخر بقوة 7.0 درجة قبالة ساحل شمال كاليفورنيا، مما أدى إلى إصدار تحذيرات من احتمال حدوث تسونامي.

يُعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة وضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/شباط 2023 الأكثر دموية في هذا العقد، حيث خلف أكثر من 59 ألف قتيل في البلدين.

شهدت هايتي في عام 2021 زلازل مدمرة أخرى خلال العقد الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 2200 شخص. كما ضرب زلزال إندونيسيا في عام 2018، مخلفاً أكثر من 4300 قتيل. وفي إيران عام 2017، لقي أكثر من 400 شخص حتفهم جراء زلزال.

التنبؤ بالزلالزل

يؤكد العلماء أنه رغم إمكانية تحديد المناطق المحتمل حدوث الزلازل فيها، إلا أننا ما زلنا متأخرين جداً في تقدير موعد حدوثها. فهل يمكن التنبؤ بها؟

يقول عالم الزلازل الدكتور ستيفن هيكس من إمبريال كوليدج لندن: “للأسف لا”. ويضيف: “لكن ما يمكننا فعله هو تقدير احتمالية حدوث الزلازل. في أماكن مثل كاليفورنيا والولايات المتحدة واليابان، أصبحت التنبؤات الزلزالية أكثر دقة وفعالية”.

إذن، ما الذي يمكنك فعله للبقاء آمنًا وما الذي يجب تجنبه؟

استعد جيداً

Reuters
في يناير/كانون الثاني، قُتل ما لا يقل عن 126 شخصاً في التبت عندما ضرب زلزال بقوة 7.1 درجة على عمق 10 كيلومترات، وفقاً لبيانات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.

على الرغم من صعوبة التنبؤ بموعد حدوث الزلزال، إلا أن الخبراء يؤكدون على ضرورة الاستعداد الدائم، مما يعني أنه يجب أن تكون لديك خطة لمواجهة الزلازل.

يقول الدكتور هيكس: “إذا كنت تعيش في منطقة تشهد العديد من الزلازل، فمن الأفضل أن يكون لديك حقيبة طوارئ في منزلك”. ويضيف أنه يجب أن تحتوي الحقيبة على كمية إضافية من الماء، ومصباح يدوي، وصندوق إسعافات أولية، وبعض الطعام.

ووفقاً للصليب الأحمر، يجب أن تحتوي الحقيبة أيضًا على نقود إضافية ونسخ من المستندات الشخصية الهامة، مثل قائمة الأدوية.

ابق في مكانك إذا كان المبنى الذي توجد فيه آمناً

بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وهي وكالة علمية تابعة للحكومة الأمريكية، فإن خطر الإصابة يكون أقل إذا بقيت في مكانك. لذا تنصح الهيئة بعدم محاولة الخروج من المنزل أو الانتقال إلى غرف أخرى أثناء حدوث الزلزال.

يقول الخبراء إن قاعدة السلامة هي “انبطح، احتمِ، وتمسك”. الركوع على يديك وركبتيك يحميك من الأجسام المتساقطة، مع ترك مساحة للتحرك قليلاً إذا دعت الحاجة. أما إذا كنت تحت طاولة أو مكتب، أو إذا لم يكن هناك مأوى قريب، فينصح بالتمسك بمكانك حتى يتوقف الاهتزاز.

من أولى خطوات الحماية الوقوف عند مدخل المنزل، لكن الخبراء يشيرون إلى أنك ستكون أكثر أماناً إذا كنت تحت طاولة، خاصة إذا كنت تعيش في منزل قديم نسبياً.

غالبًا ما تكون النوافذ والواجهات أول أجزاء المبنى عرضة للانهيار. لذا يُنصح بالابتعاد عن هذه الأماكن الخطرة.

اخرج عندما تصبح الظروف أكثر أماناً

Reuters
يقول الخبراء إنه من الأفضل البقاء في مكانك لتقليل الأضرار.

بمجرد توقف الاهتزاز، يكون الخروج إلى الخارج عادةً أكثر أماناً في حال كان هناك خطر انهيار المبنى الذي توجد فيه.

كل هذا يحدث وأنت في الداخل. ولكن ماذا لو وقع الزلزال وأنت في الخارج؟

يقول الخبراء: “ابقَ في مكانك”. فالابتعاد عن المباني، وأسلاك الكهرباء، والحفر، وخطوط الوقود والغاز يقلل من خطر الإصابة. كما يُنصح بالتوجه إلى منطقة مفتوحة، بعيداً عن الأشجار، وأعمدة الهاتف، والمباني.

تجنب المخاطر

Reuters
يقول الخبراء إن الابتعاد عن المباني وأسلاك المرافق والحفر وخطوط الوقود والغاز من شأنه أن يخفف من خطر الإصابة

يشير تحالف دول الزلازل، إلى أن معظم الإصابات والوفيات تحدث نتيجة سقوط أو تحرك أجسام مثل أجهزة التلفزيون، والمصابيح، والزجاج، وخزائن الكتب. إحدى الطرق لتجنب الإصابات هي تثبيت الأثاث الثقيل على الجدران باستخدام شرائط مرنة.

هناك خطر آخر محتمل يتمثل في تسرب الغاز من الأنابيب المتشققة بعد وقوع الزلزال.

يستشهد الدكتور هيكس بالزلزال الذي ضرب سان فرانسيسكو عام 1906، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 3000 شخص.

ويقول إن “معظم الوفيات وقعت نتيجة انفجار أنابيب الغاز، وليس بسبب الاهتزازات أو انهيار المباني”، وينصح بالابتعاد عن أي مواد قابلة للاشتعال في المنطقة.

Exit mobile version