أعلن المنسق العام لمبادرة معلمون متطوعون والمدير المساعد في وزارة التربية بدر بن غيث ان الخميس آخر يوم لتغيير القسم في الصف الحادي عشر سواء علمي أو أدبي، وعلى الطالب أن يعرف ميوله جيدا حتى لا يتورط في المستقبل، مؤكدا أنه من الطبيعي أن يتردد الطالب في الاختيار ولكن من غير الطبيعي ألا يحدد حتى هذه اللحظة.
وقال بن غيث في لقاء عقده مساء أول من أمس في الجمعية الثقافية النسائية بعنوان “علمي أو أدبي” إن وزارة التربية تخرج سنويا نحو 40 ألف طالب وطالبة يجب أن يكملوا تعليمهم الجامعي في أشبه ما يكون بالسباق وهنا لا توجد أي واسطة في الموضوع، موضحا أن مواد الصف العاشر هي التي تحدد الاختيار سواء علمي أو أدبي.
وأضاف: إذا درجات الطالب منخفضة في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء فإن مكانه ليس في العلمي، أما من يرغب في الالتحاق بالأدبي فإنه سوف يدرس مجموعة من المواد الأدبية واللغات عليه ان يكون ملما بها وراغبا فيها فالأمر ليس سهلا أيضا كما يعتقد بعض الطلبة.
واستشهد بن غيث بقصة لأحد الطلبة الفائقين حين تم الاجتماع معه وزملائه في مسرح المدرسة لتوضيح رغبات الاختيار وكانت المجموعة كلها متفوقة يقارب عددها نحو 180 طالبا اختاروا جميعهم القسم العلمي إلا طالبا واحدا فقط (موضع الاستشهاد) اتجه إلى القسم الأدبي رغم تفوقه ورغم إلحاح إدارة مدرسته.
وأوضح «بعد ذلك انخفضت المجموعة من 180 إلى 90 طالبا في القسم العلمي ثم 40، أما طالب الأدبي فظل متفوقا في قسمه لأنه منذ البداية اعترف بعدم قدرته على تجاوز الرياضيات وهذا الصح»، مبينا أنه في الصف العاشر يعمل الطالب على 10% من المعدل العام وهي أصعب مرحلة في الثانوية وتسمى «الحفرة»، لأنها تجمع المواد العلمية والأدبية معا، أما في الحادي عشر يعمل الطالب على 30% وفي الثاني عشر على 70%.
واستعرض الغيث بطاقة اسأل نفسك بسؤال لماذا ندخل القسم العلمي وتتنوع إجابات البطاقة بين «لأنني لا أحب الحفظ – لأن الأدبي للكسالى – بهدف الحصول على النسبة التي تمكنني من دخول تخصص جيد – لأن أصدقائي سوف يدخلون العلمي – كي ألتحق في تخصص علمي بالجامعة – لأنني لا أحب التاريخ ولا الجغرافيا – لأن درجاتي عالية بالمواد العلمية – لأنها رغبة أسرتي».
كما استعرض الحد الأدنى من نسب القبول في مؤسسات التعليم العالي حيث تبلغ في جامعة الكويت 78% للقسم العلمي و80% للأدبي وفي البعثات الداخلية تبلغ 75%، فيما تبلغ في البعثات الخارجية 80% وهذا لا يعني قبول الحاصل على هذه النسب، لاسيما أن بعض الجامعات تتطلب اجتياز اختبار القدرات.
وكشف بن غيث عن أن مخرجات الثانوية من القسم العلمي في الغالب ما يتجهون لدراسة التخصصات الأدبية خارج الكويت، مستعرضا بعض التخصصات المعتمدة من قبل ديوان الخدمة المدنية وفقا لسوق العمل في الكويت ومعظمها تخصصات علمية، فيما ذكر وجود نحو 1145 مرشحا من قبل ديوان الخدمة المدنية ومسجل بنظام التوظيف المركزي ولم يتم توظيفهم حتى الآن لأن تخصصاتهم غير مرتبطة بحاجة السوق.
وأطلق بن غيث في ختام كلمته كلمة من 3 أحرف يجب أن يكون الطالب ملما بمحتواها كي يتمكن من مواصلة دراسته بنجاح وهي كلمة «رفق» وترمز بحرف الراء فيها إلى الرغبة والفاء الفرصة والقاف القدرة فإذا ما توافرت هذه الشروط الثلاثة لدى الطالب يمكنه اختيار التخصص بنجاح وإكمال دراسته دون أدنى معوقات، محذرا في الوقت نفسه من إجبار الأمهات أو الآباء أبناءهم على اختيار القسم العلمي رغما عنهم لأن هذا غير مقبول وسوف يؤدي إلى فشل الطالب.