(كونا) – استذكر متحف (قصر السلام) ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت في عمل فني ضخم من انتاجه يحمل عنوان (التحرير) وذلك تزامنا مع الذكرى ال33 للغزو.
وعرض الفيلم قصة الغزو العراقي وملحمة التحرير بقيادة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ سعد العبدالله الصباح رحمهما الله.
وتناول دور أبناء الكويت في التحرير ودور قوات التحالف والأمم المتحدة فضلا عن جهود الحكومة الكويتية لحشد التأييد الدولي لقيادة التحرير إلى جانب عرضه آثار الدمار والخسائر البشرية والبيئية والاقتصادية.
وخصص متحف (قصر السلام) مواعيد عرض الفيلم في أيام 1 و2 و3 من أغسطس الحالي على أن يتم تخصيص الفترة الصباحية لأهالي الشهداء فيما تكون فترة ما بعد الظهيرة للعامة وذلك عبر الحجز عن طريق الموقع الالكتروني لمتحف قصر السلام https://aspm.com.w.
ويعرض الفيلم في قاعة أمير الكويت ال13 الشيخ جابر الأحمد الصباح ومن إنتاج مركز الوثائق التاريخية ومتاحف ومكاتب الديوان الأميري.
وعبر الحضور من أهالي الشهداء عن مشاعرهم لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) التي تراوحت بين فرحة التحرير وتحقيق النصر بعد الصمود والمقاومة وبين الحزن على ما حل بالكويت من غدر وما تعرض له شهداء الوطن.
وقال مهدي نجل الشهيد عبدالواحد الصيرفي انه “أتى لمشاهدة الفيلم برفقة أسرته وأبنائه” للتأكيد على أثر هذه الفعاليات الوطنية في ترسيخ تاريخ الكويت للأجيال وتخليدا لذكرى الشهداء وتعزيز الروح الوطنية في نفوسهم.
من جانبها أكدت زوجة الشهيد زكريا القادري ان هذه الفعاليات الوطنية لها تأثير مشهود في نفوس أهالي الشهداء مستذكرة أسر زوجها في بداية الغزو إلى تم العثور على رفاته في العام 2004.
وقالت سحر أخت الشهيد الأردني أشرف محمود أن أخيها “ولد وعاش في الكويت ولم يقبل بأن تحتل أراضيها وانضم إلى مجموعة المقاومة” وتم أسره وتعذيبه واستشهد بعمر 21 عاما في 5 فبراير 1991.
وأكدت ان الغزو لم يكن قضية تمس الكويتيين فقط بل هو قضية عروبة ألغت فيها الحدود الفاصلة مضيفة أنها وأسرتها عاشوا وترعرعوا في الكويت ولم يبخلوا في السعي لرد الجميل لهذا الوطن.
يذكر أن قصر السلام قد دمر بشكل كامل إبان الاحتلال العراقي للكويت في عام 1990 ونهب وطمست ملامحه إلى ان تم تقديم اقتراح في 2013 بإعادة ترميمه من قبل وزير شؤون الديوان الأميري رئيس اللجنة العليا للمراكز الثقافية بضرورة انشاء متحف يجمع تاريخ الكويت.
وتم إكمال متحف (قصر السلام) بعد سنوات من العمل الدؤوب ليضم تحت سقف واحد عدة متاحف منها المعني بتاريخ قصر السلام وآخر بتاريخ الكويت عبر حكامها فيما يضم الأخير تاريخ الحضارات التي سكنت الكويت.
وفي 29 أبريل 2019 تم افتتاح القصر تحت رعاية وحضور الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه ليشكل صرحا تاريخيا حضاريا معماريا فريدا من نوعه يحفظ ويوثق تاريخ الكويت ويعمق مفاهيم الاعتزاز بالوطن ويحاكيها للأجيال.