قالت مجلة ميد إن منطقة الخليج تضع نصب عينيها ان تكون رائدة على مستوى العالم في عصر الذكاء الاصطناعي، موضحة أن الاستثمار في هذا المجال، بالاضافة إلى السياسات الحكومية التي تنصب على التخطيط ذي التوجهات المستقبلية، سيمكن دول مجلس التعاون الخليجي من تحقيق بصمات واضحة ومهمة في مضمار الذكاء الاصطناعي.
وأشارت المجلة إلى أن الاستجابة النموذجية للذكاء الاصطناعي في السنوات الأخيرة كانت تتمحور حول المخاوف بشأن حلول الذكاء الاصطناعي محل الوظائف التي يشغلها الافراد، وبالتالي فقدان هؤلاء مصادر رزقهم، ولكنها بررت هذه المخاوف بالقول انه خلال تاريخ البشرية الطويل، فقد كان التقدم التكنولوجي الجديد يقابل بمخاوف بشأن احتمال تهديده للمجتمع المعاصر والهياكل الاقتصادية التي يقوم عليها.
وفي حين أن المناقشات المتعلقة بفقدان الوظائف وتأثيرها على المجتمع صحيحة ولها ما يبررها، الا ان النهج الأكثر استباقية يتمثل في تبني الذكاء الاصطناعي والتركيز على الفرص والحلول الجديدة التي يمكن أن توفرها التكنولوجيا والتي إما انها لم تتم معالجتها حتى الآن، أو يمكن تنفيذها بشكل أفضل.
وقد اتخذت دول مجلس التعاون الخليجي موقفا استباقيا، بهدف وضع نفسها في صدارة العالم في عصر الذكاء الاصطناعي المعتمد على البيانات.
وأشارت المجلة إلى امثلة على هذا التوجه لدى دول مجلس التعاون الخليجي مثل اطلاق حكومة دبي مخطط دبي العالمي للذكاء الاصطناعي، ثم تعيين 22 من كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي للعمل في الوكالات الحكومية لضمان تسليم المخططات، واطلاق معهد الابتكار التكنولوجي في أبوظبي نموذج Falcon 180B، وهو نموذج مفتوح المصدر واسع النطاق.
وتستغل الشركات التقليدية في الخليج أيضا إمكانات الذكاء الاصطناعي. ففي مارس 2024، طرحت شركة أرامكو السعودية شهادة LLM الخاصة بها من خلال شركة Sail. ويتم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، المعروف باسم أرامكو ميتابرين، على البيانات المتراكمة على مدار التسعين عاما الماضية.
وختمت «ميد» بالقول ان هذه الاستثمار إلى جانب السياسة الحكومية ذات التفكير المستقبلي، سيسمح لدول مجلس التعاون الخليجي بتحديد موقفها بشأن الذكاء الاصطناعي، اذ لطالما اعتبرت المنطقة متأخرة عندما يتعلق الأمر بتبني التكنولوجيا الجديدة، مع الذكاء الاصطناعي، وقد اغتنمت المنطقة الفرصة للتقدم على هذا المنحنى ووضع نفسها كمنطقة عالمية رائدة.