يرى الفنان محمد الصيرفي ان الأعمال التراثية صعبة في تنفيذها لافتا الى ان الصورة التي تظهر على الشاشة للمشاهدين خلفها مجهود كبير وتفاصيل دقيقة وثرية وتحتاج الى تكاتف جهود جميع العاملين في المسلسل.
الصيرفي مشغول حاليا بتصوير دوره في الدراما التراثية «الوصية الغائبة» واستعرض خلال حديثه مع القبس ملامح الشخصية والخط العام لسير الأحداث مؤكدا حرصه على اختيار الدور المميز والعمل القيم بغض النظر عن الماديات معتبرا ان الممثل المحترف لا يلتفت الى المردود المادي بقدر اهتمامه بما يقدم من قيمة عبر اعماله الفنية، مشددا على أهمية النص في ترجيح كفة أي مسلسل عند عرضه فضلا عن المقومات الاخرى التي يجب ان تتوافر لأي عمل يبحث صناعه عن التميز.
بدأنا مع محمد من دوره في «الوصية الغائبة» حيث قال «شخصيتي جديدة واستفزتني بالفعل منذ الوهلة الأولى لقراءة النص، وفي رأيي ان طبيعة العمل ونوعية الشخصية هما ما يشغل الممثل المحترف وليس الماديات لأن المشروع الدرامي القيم لا يعوض».
ويؤثر الصيرفي التكتم على تفاصيل الشخصية لمفاجأة الجمهور عند عرض المسلسل خلال شهر رمضان. ويذهب الصيرفي الى تفاصيل العمل موضحا «الوصية الغائبة يتطرق الى حقبة الخمسينيات والسبعينيات من القرن الماضي وما شهدته من احداث في الكويت وذلك عبر الشخوص الدرامية التي نجسدها نتمنى ان يحقق العمل نفس النجاح الذي حصده مسلسل رحى الأيام لا سيما ان فريق العمل نفسه تقريبا للكاتب والمفكر مشاري حمود العميري حيث انتشر المسلسل على نطاق واسع رغم انه عرض عبر شاشة تلفزيون الكويت فقط وها نحن بصدد التجربة الثانية على التوالي».
وحول مدى تفاعل الاجيال الجديدة مع هذه النوعية من المسلسلات الدرامية، يوضح الصيرفي «الجيل القديم يميل إلى الاعمال التراثية بصورة أكبر من الأجيال الجديدة، غير ان هدفنا ليس فقط مخاطبة شريحة واحدة من الجمهور، وإنما ايضا نحمل على عاتقنا مسؤولية ان نوصل رسالة وننقل عادات وتقاليد تلك الحقبة الثرية، ونوثقها عبر عمل فني غني بتفاصيله الدقيقة».
مجهود كبير محمد يرى ان المسلسلات التراثية صعبة في تنفيذها، ويوضح «خلف الصورة التي تظهر للجمهور مجهود كبير وأيام من العمل الشاق حتى نحاكي تلك الحقبة، أزياء واكسسوارات وديكورات وتفاصيل صغيرة ومهمة، حتى على مستوى الممثل، فيجب ان يمتلك ادواته، ويعيش تلك الاجواء من حيث الاداء وطريقة التعامل، ولكن نحن بمعية مؤلف ملم بتلك الفترة»، مشددا على ضرورة ان تقدم الأعمال التراثية باللهجة الكويتية القديمة.
واضاف «هناك العديد من المفردات القديمة التي اندثرت بمرور الزمن، وانا على المستوى الشخصي اتعلم خلال التصوير بعض المفردات الجميلة التي اصبحت غير دارجة بيننا، حتى اجيالنا نحن وليس فقط الأجيال الجديدة، نعم هناك العديد من الصعاب، ولكني استمتع خلال العمل.. انا عاشق للصعاب».
رؤية العميري الصيرفي اشاد برؤية الكاتب العميري، وقال «جميعنا نتعلم منه ونستفيد من خبرته الكبيرة، لا سيما انه ملم ومثقف، كما ان معنا العديد من الفنانين الكبار الذين نعتز بهم وننهل من خبراتهم الطويلة في الساحة الفنية، لا سيما جاسم النبهان وعبدالرحمن العقل وعبدالإمام عبدالله وزهرة عرفات»، مشيداً باجواء التصوير والروح التي تظلل اللوكيشنات.
واضاف «المخرج حسين أبل يوجه ويحاول ان يقدمنا بافضل صورة للجمهور، ونتمنى التوفيق». كان لجائحة كورونا نصيب من حوارنا مع الصيرفي، الذي استعرض ملامح تجربته ما بين الحظر والعزل، قائلا «في البدايات، تملك العالم أجمع خوف ورهبة من هذا الضيف الثقيل، كنت مثل الجميع احرص على اتخاذ كل التدابير الاحترازية، مع الأسف كان عاما صعبا، فارقنا العديد من الاحباء بسبب الجائحة، وارهقنا نفسيا على خلفية الاخبار الصعبة التي حاصرتنا، ولكن الحياة لا تتوقف، وها نحن نعمل ونتطلع للأفضل».
ويشير محمد إلى انه سوف ينظر في العروض المقدمة له عقب الانتهاء من تصوير «الوصية الغائبة» لاختيار المناسب منها، معتبرا ان النص من اهم مقومات نجاح أي عمل درامي، واستطرد «النص يأتي في المقام الأول، ومن ثم توقيت العرض، وتوزيع العمل عبر الفضائيات، وايضا النجوم المشاركون فيه، جميعها نقاط قوة تعزز من حضور العمل الدرامي خلال الموسم الرمضاني»، مشددا على ان المسلسل الجيد يفرض نفسه.
الجدير بالذكر ان مسلسل «الوصية الغائبة» من تأليف مشاري العميري، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، بينهم جاسم النبهان، عبدالرحمن العقل، زهرة عرفات، عبدالامام عبدالله، مشاري البلام، محمد الصيرفي، محمد العلوي، إسماعيل الراشد، عبدالله الخضر، عبير أحمد، خلود محمد، غدير زايد، زينب كرم، عبدالله هيثم، فاطمة الدمخي وعبدالله الفريح، مدير ادارة الانتاج احمد عبدالله، مخرج منفذ رامي مختار، مدير الاضاءة والتصوير محمد الدعيبس، مساعد مخرج نواف حبيب، مصور عزيز العراك، مصور عبدالله عاصي، مهندس الديكور مبارك المهلهل، مصممة الأزياء سارة، ماكيير آمال العنزي.
و«الوصية الغائبة» هي المحور الرئيس في العمل، والتي تنطلق منها وإليها احداث المسلسل، وينقب المسلسل في تاريخ الكويت المهم والثري بالكثير من القصص التي يمكن تسطيرها في دراما ذات قيمة، حيث يعطي المسلسل صورة حقيقية وناصعة عرفها المجتمع الكويتي في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ حول الوفاء بين تجار الكويت، بتناول دلالات مباشرة وواقعية تمثلت باسماء شخصيات كويتية رفيعة عايشت تلك الفترة او من خلال الإشارة الى المناطق والفرجان التي كانت معروفة حينها.
المصدر: القبس الإلكتروني