شخصية جريئة وصادقة، لا يخشى في الحق لومة لائم، يعبر عن رأيه بموضوعية، ولا يسمح لسفينته بأن تبحر كما تشتهي الريح، ويتجلى ذلك في اختياراته لأدواره بعناية، بدأ مشواره الفني على خشبة المسرح الجامعي أثناء دراسته في كلية العلوم السياسية وعرف بأدوار الشر والكوميديا، له باع طويل في المجال الفني وتجارب إنتاجية عديدة، وقد شهدت الفترة الأخيرة رواجا ونشاطا فنيا له، واقترن اسمه بالعديد من الأعمال المؤثرة والناجحة، انه الفنان محمد العجيمي الذي فتح قلبه لـ «لأنباء» في حوار جريء أكد خلاله أن شبكة «نتفليكس» هي الأولى عالميا، وقد استطاعت أن تتفوق على جميع القنوات الفضائية، وانتقد اعتماد تلفزيون الكويت على النجم الأوحد في التسويق دون الاهتمام بجودة النص والإخراج وباقي العناصر، وأوضح أن الرتابة وفقر الإنتاج هما أكبر معوقات الدراما الخليجية في مقابل الدراما المصرية التي تتخطى نسب متابعتها الملايين، واعتبر أن أزمة كورونا كانت عقبة في طريق «سينمائيات» فضلا عن سوء اختيار الفنانين، مؤكدا أن مسلسل «البرنس» حظي بـ «بروباجندا» أكبر من المسلسل نفسه.. وإلى التفاصيل:
ما رأيك في عرض المسرحيات «أونلاين» وإعلان شبكة «نتفليكس» عرض كلاسيكيات المسرح العربي عبر منصتها؟
٭ في رأيي خطوة جميلة وقوية، لأن شبكة «نتفليكس» هي الآن الأولى عالميا، حيث استطاعت أن تتفوق على كل القنوات الفضائية، كما استطاعت أن تجمع وتنتج لنفسها أفخم الأفلام العالمية بنجوم عالميين، وأرى أن المحظوظ هو من يعرض عمله عبر شبكة «نتفليكس»، وأتذكر أنه مؤخرا تم عرض أحد الأعمال «أونلاين» في الكويت، وحين رغبت في المشاهدة طلب مني آنذاك مبلغ 10 دنانير مقابل المشاهدة، وهذا ما أعتبره من وجهة نظري «استغلالا وأنانية وجشعا»، لأنه من المفترض أن يسوق العمل لكن بسعر معقول ليستطيع الجميع مشاهدته، ويحقق الانتشار سواء للشركة المنتجة وكل من شارك في العمل، وأؤكد أنني مع فكرة عرض الأعمال الفنية «أونلاين» لكن من غير جشع.
«قصة حقيقية»
في رمضان الماضي قدمت «كسرة ظهر»، ألا تعتقد ان طلب «نايف» الشخصية التي جسدتها بأن يتحول «سالم» الشخصية التي جسدها عبدالله السدحان إلى متسول كان مبالغا فيه؟
٭ بالنسبة لمسلسل «كسرة ظهر» والأصداء التي حققها الفضل والحمد والشكر لله، والعمل حقق مشاهدات جيدة ولاقى أصداء طيبة، وأنا شخصيا عندما أقوم بتحميل مقطع من المسلسل عبر حسابي الشخصي بـ«انستغرام» تتجاوز المشاهدات الـ90 ألف مشاهدة، وهذا دليل على نجاح المسلسل، على الرغم من أنني لا أملك نسبة متابعين كبيرة، أما عن طلب «نايف» أن يكون «سالم» متسولا كطلب مبالغ فيه، فأحب أوضح هنا أن هذا الجانب من العمل هو «قصة حقيقية» حدثت في الخليج واستعارها كاتب المسلسل وجسدها في العمل، وحدثت القصة بالفعل بين شخص وصديقه، وباختصار «سالم» كان إنسانا ذكيا لكن «كسر ظهره»، وأحيانا في الدراما أو التراجيديا والكوميدية وأيضا الحياة العادية نرى مبالغات لكنها تحدث في الحقيقة، وممكن أن يكون من وجهة نظر البعض أن هذا المطلب كان مبالغا فيه، والجميع حر في انطباعه عن العمل.
موقف لا تنساه أثناء تصوير أعمالك الرمضانية؟
٭ في بداية الحظر كنت قد انتهيت من كل مشاهدي في مسلسل «كأن شيئا لم يكن» باستثناء مشهد واحد كان من المفترض أن يتم تصويره أمام محكمة في «قضية طلاق وزواج»، واستمررنا لأكثر من يومين نبحث عن مكان نستطيع التصوير به، وكنا نبحث عن هذا المكان أثناء الحظر، وكان عددنا 3 أو 4 أشخاص، وكلما وجدنا مكانا مناسبا للتصوير يأتي الرفض بعد ذلك، حتى عثرنا على أحد الأماكن في «الرقعي» بمدخل شبيه بـ «باب محكمة»، وكان في الأساس هذا المكان عبارة عن «جمعية تعاونية» أو «مكتبة عامة» على ما أذكر، وأخيرا صرخ المخرج. وقال: سنصور المشهد هنا ونستعمل الغرافيك لتغيير اسم المكان، وبعدما انتهيت أنا من تصوير مشهدي الأخير في المسلسل «رقصت فرحا»، وهذا من المواقف التي لن أنساها.
واسطات
حدثنا عن مشاركتك في «الحرملك».. ولماذا لم يعرض على تلفزيون الكويت؟
٭ «الحرملك» عمل «ثلاثيات» وكل «ثلاثية» قصة اجتماعية، وأنا كنت ضيفا في إحدى «الثلاثيات»، وبطلا أساسيا في «ثلاثية» كاملة، والعمل كان رشيقا، وخفيفا، وقصصه عادية جدا تحدث في كل البيوت.
أما عن سبب عدم عرضه في تلفزيون الكويت فكان بسبب التأخير في تقديم العمل إليهم، ولا أعلم ما إذا كانت هناك ملاحظات على العمل من عدمها، ولا يخفى على أحد ان اختيار الأعمال في تلفزيون الكويت معظمها تكون على أساس «الواسطات» ويبحث عن «نجم أوحد» أو نجم كبير، وذلك على عكس منصة «نتفليكس» مثلا التي من الممكن أن تكتفي بنجم واحد، لكن لا بد أن تتوافر في العمل عدة متطلبات، أبرزها قصته الجيدة، وأيضا لا بد أن يكون الإخراج جيدا، والكواليتي جيدة، أما في تلفزيون الكويت فالوضع مختلف تماما حيث يربطون نجاح العمل بالأسماء من النجوم أو النجمات.
وكيف وجدت مشاركتك في «سينمائيات 2020»؟
٭ عندما عرض هذا العمل لاول مرة كنت احد المشاركين فيه لانه عمل يعتمد على مشاركات عديدة من الفنانين وهو كفكرة ممتازة ولكن للاسف في النسخة الجديدة تأثر بأزمة «كورونا» والتعليمات التي طالتها وظهر في حلقات جيدة وحلقات للاسف لم تنل رضا الجمهور، وانا اعتقد لولا وجود أزمة كورونا لظهر العمل بالشكل المطلوب وفي النهاية القائمون عليه بذلوا جهودا يشكرون عليها في ظل الاوضاع الراهنة، والله يعطيهم العافية.
العمل الجماعي
تفضل البطولة الجماعية أم «المطلقة».. ولماذا؟
٭ أنا دائما أحب وكنت أطالب بالبطولة الجماعية، لأنني تربيت على هذا الشيء، في مسرح الجزيرة أغلب الأعمال التي كنا نقدمها كانت بطولات جماعية، وكنا جميعا نتقاسم البطولة. وأنا لا أقتنع بما يسمى «البطولة المطلقة» مع احترامي الشديد لها، لكن «الناس أذواق»، فمثلا العمل الأخير للفنان المصري محمد رمضان مسلسل «البرنس» كان هو البطل، لكن الأسماء الأخرى في المسلسل قامت بأدوار رائعة لا تقل قوة عن دوره بل إن بعضهم سطع نجمهم من خلال العمل وكانوا ندا له بأدوارهم وقوة أدائهم، وبالتالي العمل الجماعي 100% صحيح وأنا من مؤيديه، لكن بعد ما شاركت في أكثر من عمل، خاصة في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة قررت الابتعاد قليلا عن فكرة «البطولة الجماعية» بعد تعرضي للانتقاد صارت الناس تسألني «ليش أنت مو البطل الأول؟»، ولا يعلمون أنني أنا من يختار الشخصية، يعني شخصية «نايف» التي جسدتها في مسلسل «كسرة ظهر» هي التي حددت مصير المسلسل، فـ «كسرة الظهر» في المسلسل تنطبق علي أنا في شخصية «نايف» وتواجدي في المسلسل يمثل «الثلث» بالنسبة لشخصية «سالم» الذي جسدها الفنان عبدالله السدحان وكان هو البطل.
ولماذا تهاجم البطولة المطلقة؟
٭ أنا لا أهاجم، وأحب أن أوضح أن الأمر ليس بـ «الكم» بل بـ «الكيف»، وأرى أن هذا النوع من الأعمال يتخلله الملل و«الرتابة» وأيضا يبعد الناس عن مشاهدة العمل في بعض الأحيان، وهذا يحدث حاليا في أغلب أعمالنا بالكويت، وأغلب نجومنا خصوصا الذي ينتجون لأنفسهم، ليظهروا في جميع المشاهد، ومع احترامي للأسماء الموجودة في الكويت، لكننا لم نصل إلى الأسماء التي نراها في مصر ولا في العالم ولا حتى في نسبة المشاهدة.
«ضيوف الشرف»
من وجهة نظرك لماذا يخشى بعض الفنانين الظهور «ضيوف شرف»؟
٭ الفنانون لا يخافون من الظهور ضيوف شرف لكن للأسف هناك بعض المنتجين يستعينون ببعض الأسماء مثل الفنان احمد السلمان وجمال الردهان او حتى انا ولا يلتزمون بإعطائهم أجورهم مع انهم استفادوا منهم بالتسويق، وأعتبرها حيلة يتبعها بعض المنتجين، وأنا كثيرا ما رفضت الظهور كـ «ضيف شرف» لكني قبلت ذلك في «دفعة القاهرة» لأن الدور كان مؤثرا، كما أنني حصلت على أجري، وأيضا الشخصية التي قمت بتجسيدها نجحت بكل المقاييس، وبنسبة عالية وذلك بشهادة الجميع.
انتقادات عديدة طالت بعض الأعمال في الدراما الخليجية.. برأيك أين الخلل؟
٭ أرى أن الخلل في بعض الأعمال الخليجية يكمن في «الرتابة» وفقر الإنتاج والتكرار، فأكثر القصص التي عرضت من قبل أو تلك التي تعرض حاليا مكررة، ولا يوجد بها جديد، ولا يوجد بها أيضا الشيء الذي يجذب المشاهد.
ما الأعمال التي تابعتها في رمضان؟
٭ خليجيا لم أتابع أي عمل، وعربيا شاهدت عملين: الأول «البرنس» للفنان محمد رمضان، وهذا العمل شاهدت منه أكثر من حلقة، ورأيت أن الدعاية والإعلان و«البروباغندا» التي أحاطت بالمسلسل كانت أكثر من المسلسل نفسه، حيث ان محمد رمضان كان عاديا جدا، والعمل الثاني الذي حرصت على مشاهدته هو «الفتوة» للفنان المصري ياسر جلال، وقد عجبتني كثيرا قصة المسلسل، وأيضا «كاركتر» ياسر جلال، ودور الفنانة إنعام سالوسة الجميل خلال أحداث العمل وأيضا الممثلين الذين برعوا في أدوارهم.