محمد جابر يوجه نصيحة للفنانين : الصحة أهم من الدينار

حصيلة من الذكريات الجميلة فصولها تجارب ولحظات جميلة لا تنسى، كل ما تحمله ذكريات الفنان القدير محمد جابر الملقب بالعيدروسي مشاعر صادقة وصور لأصدقاء المهنة، صور تتأرجح كل لحظة بين ابتسامة ودمعة وضحكة لا يمكن نسيانها. ولأنّ الأيام تمضي ونرحل ويأتي آخرون، فقد وصى الفنان محمد جابر الممثلات والممثلين الشباب بالاعتناء بصحتهم، «لأنّ الصحة أهم من المال»، مشيراً إلى أنه توقّف عن إكمال كتابة عمل جديد بسبب فيروس كورونا. «الجريدة» التقت جابر للحديث عن مشاريعه المقبلة وقضايا فنية أخرى، وفيما يلي التفاصيل:

• أحدث أعمالك؟

– هذا العام لم أقدّم أيّ عمل، وأقولها بصراحة السبب خوفي من «كورونا»، ولله الحمد تطعّمت ووضعي الحالي جيد.

وهناك عروض قدّمت لي من مجموعة كبيرة من الكتاب، لكنّني رفضتها بسبب فيروس كورونا، هناك زملاء وأصدقاء ومعارف رحلوا عن دنيانا بسبب هذا الفيروس، مثل سليمان الياسين ومشاري البلام، لذلك وجب الحذر والابتعاد قدر الإمكان عن الاختلاط، لذلك الوقت غير مناسب أبدا للعمل.

• كونك اشتهرت بتقديم شخصية العيدروسي أواخر الستينيات، حدثنا عن هذه الشخصية، وكيف اشتهرت بها؟

– شخصية العيدروسي هي التي أوصلتني الى القمة، مع احترامي للغير، ففي عام 1965 قدّمنا مسرحية «اغنم زمانك»، وهي من تأليف الفنان المرحوم عبدالحسين عبدالرضا، وبحكم عملنا معا، إلى جانب عدد من الزملاء الآخرين منذ افتتاح التلفزيون عام 1962 و1963 وعام 1964، قمنا بتأسيس الدراما في الكويت وعرضها عبر التلفزيون الرسمي للدولة، وبالتالي حين أعطاني دور الملا الكويتي الذي يشفي الناس من خلال الرُّقية، وكانت من ضمن المرضى في العمل الفنانة سعاد عبدالله، ووقتها قال لي المخرج حسين الصالح، خصص لك طبقة صوت تقدّم من خلالها دور الملا، فقدّمت له صوتا يناسب الشخصية، فقال لي هذا صوت الفنان عبداللطيف الكويتي، لكوني أعشق هذا الرجل، فقال لي اختر اسما يناسب شخصية الملا، ومن دون تردد قلت له «العيدروسي»، لأن قصة العيدروسي لها قصة قديمة أصلها يعود لوالدتي، الله يرحمها، حين كانت تذهب الى محل الزيران، وكنت أسمعهم وأنا صغير، وهذا الاسم بقي في ذاكرتي، ووقتها اشتهرت هذه الشخصية منذ عام 1965 حتى عام 1985، ولم تتوّقف شخصية العيدروسي، واستمررت في تقديمها عبر 3 مسلسلات، ووقتها هذه الشخصية أخذت الكثير من الوقت الذي كنت أقضيه مع عائلتي.

• ما رأيك بمستوى أعمال الدراما الحالية؟

– جيدة، وسابقا كانت الدراما الكويتية في غرفة الإنعاش، واليوم انطلقت ومستمرة بقوة بأجود الأعمال الحالية.

• مسلسل تراثي أو عمل أعجبك.

– «مسلسل الداية»، وهو قصة وسيناريو وحوار حياة الفهد، وأعجبني كثيرا الدور الذي قدّمته حياة الفهد، ووقتها اتصلت بها، وقلت لها ألا تمثّل في دور يكتبه أحد آخر لك، لذلك أنت اكتبي لنفسك، لأنّ «الداية» فعلا قدّمت من خلاله حياة الفهد إحساسا قويا، وكان أول مشهد من هذا المسلسل، اتصلت بي وطلبت منّي المشاركة في دور رأت فيه شخصيتي، لأن حياة الفهد تدرس الشخصيات وتكتب لهم ما يناسبهم، لذلك أشاهد «الداية» دائما، لكونه عملا تراثيا جميلا.

• تؤيد أن يكتب الممثل العمل نفسه الذي سيمثّل فيه؟

– طبعا.. أفرح حين يكون الممثل هو الكاتب نفسه، لأنّه قادر على دراسة الشخصيات.

• قدّمت أعمالا تراثية خلّدت في التاريخ، لماذا اختفت هذه الأعمال اليوم؟

– على سبيل المثال مسلسل الداية أشاهده يوميا، كما أنني قدّمت من ضمن الأعمال التراثية «بياعة النخي»، والكثير من الأعمال الجيدة التراثية، وكل الأعمال أولادي وأعتز بهم وأحبهم.

• هل تصبّ الشللية في مصلحة الفن؟

– بصراحة أنا لا أعرف لها، ولا أستطيع العمل ضمن هذه الأجواء.

•كتبت الكثير من الأعمال، وأبدعت في مجال الكتابة، هل من جديد؟

– عندي أفكار كثيرة ولكن أين هي الفرصة، وعندي مسلسل عنوانه «الشحاذ» كتبت منه 18 حلقة، ولم أكمله بسبب فيروس كورونا.

• هناك فنانون يعملون وينتجون وملتزمون بالإجراءات الصحية؟

– وصلني خبر أن الممثلة أم سالم انتصار الشراح مريضة، والله يعافيها، لذلك علينا المحافظة على صحتنا قبل التفكير بالعمل.

• أكثر اللحظات التي تشدّك الى حنين الماضي؟

– كثير من اللحظات الجميلة التي استذكرها، ومنها كلما مررت من برج التحرير تذكرت الماضي الجميل، وكلّما مررت من أمام منزلي القديم الذي ولدت وعشت فيه بحدود 15 سنة، وموقعه الآن بيت التسليف أتذكر الماضي أيضا، لأنّ برج التحرير كان يسمى بساحة الصفاة، وكل الكويت كانت تأتي اليه للشراء.

• عمل قدّمته في الستينيات والسبعينيات وتتمنى تكراره؟

– كل شيء قديم قدّمته مع الفنان عبدالحسين عبدالرضا، لأننا كنا ننسى أنفسنا بالضحك كلما شاهدنا فن زمان.

• معروف عنك الصدق والطيبة والإخلاص والوفاء… هل واجهك خذلان أو خيبة أمل من الوسط الفني؟

– هناك مثل يقال «حلّ لسانك تلقى الناس خلانك»، وأذكر ذات يوم قال لي أحد من متابعيني، كلما رأيتك على شاشة التلفزيون أغلقه، فقلت له من حقك، وبعد ذلك اتصل بي، قال لي أحببتك عقب رؤيتي لأعمالك جيدا في التلفزيون، وفهمت الأدوار التي تقدمها صح أحببتك.

• من هم الفنانين القدامى الذين عملت معهم وما زلت تتواصل معهم؟

– أغلبهم رحلوا عني، وسابقا كنا في المسرح العربي مع الراحل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي وغانم الصالح وحسين الصالح وجوهر سالم وفؤاد الشطي، والآن الله يطول بعمره سعد الفرج ما زلنا نتواصل معا، وسعد يقول لي لا ترحل أخاف الجلوس وحدي، والله يحفظه، وتربينا إخوان أيام المسرح العربي.

• هل محمد جابر عنيد؟

– لا أحب العناد، أحب الهدوء.

• هل يجتمع حب الفن مع العمل الحر؟

– لا يجتمعان، خاصة أنني لما دخلت مجال العمل الحر عورني قلبي، ثم آثرت الخروج منه.

• كلمة أخيرة تود أن تقولها.

– تحياتي لـ «الجريدة»، وأتمنى لكم التوفيق، وأتمنى لأولادي وبناتي الفنانين أن يحافظوا على حياتهم، فصحّتهم أهم من الدينار.

المصدر: الجريدة الكويتية

Exit mobile version