كونا – أكدت مديرة إدارة تعزيز الصحة في وزارة الصحة الدكتورة عبير البحوه أن ارتفاع معدل انتشار زيادة الوزن والسمنة بين سكان الكويت لاسيما لدى الفئة العمرية بين 18 و29 سنة والانتشار المرتفع غير العادي للخمول البدني يستلزمان ضرورة التدخل المبكر للحد من السمنة وزيادة الوزن والوقاية منهما.
وقالت البحوه إن الإحصائيات تظهر ارتفاع نسبة السمنة وزيادة الوزن في الكويت التي تحتل المرتبة الأولى عربيا وتصل نسبة زيادة الوزن إلى 77 في المئة من عدد السكان بينما تبلغ نسبة السمنة أكثر من 40 في المئة.
وأوضحت أن زيادة الوزن مشكلة عالمية ويتوقع أن يرتفع معدلها إلى أكثر من 4 مليارات شخص بحلول عام 2035 مقارنة بأكثر من 6ر2 مليار في عام 2020 ويعكس ذلك زيادة في نسبة عدد السكان من 38 في المئة من سكان العالم في 2020 إلى أكثر من 50 في المئة متوقعة بحلول 2035.
وأضافت أن ارتفاع معدل انتشار السمنة من المتوقع أن يكون أكثر حدة بين الأطفال والمراهقين من 10 في المئة إلى 20 في المئة من فتيان العالم خلال الفترة بين عامي 2020 و2035 ومن 8 في المئة إلى 18 في المئة من فتيات العالم والكويت ليست بمنأى عن هذه النسب.
وذكرت البحوه أن السمنة أحد عوامل الخطورة للعديد من الأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم في وقت تظهر التقديرات أن السمنة خامس عامل خطر رئيسي للوفاة ومن هنا تأتي الحاجة إلى الجهود للحد من انتشارها.
وأشارت إلى أن هناك أعراضا مصاحبة للسمنة لدى الأطفال منها ضيق التنفس والتعب العام وزيادة التعرق وصعوبة في التنفس أثناء النوم والشخير وألم المفاصل وارتجاع المريء والبلوغ المبكر عند الفتيات وتأخر البلوغ عند الذكور.
وقالت إن أسباب السمنة عند الأطفال مردها إلى العادات الغذائية الخاطئة والخمول البدني والعامل الوراثي وجرثومة الفلورا المعوية التي تؤثر على عمل الأمعاء والنظام المناعي إضافة إلى قصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ.
وأفادت بأنه على المستوى المحلي وطبقا لإحصائيات الكويت ووفقا لمنظمة الصحة العالمية يعاني واحد من كل خمسة بالغين في منطقة الخليج من السمنة المفرطة ومن المتوقع أن تصل نسبة السمنة بين البالغين في الكويت إلى 52 في المئة بحلول 2035.
ونبهت البحوه إلى أن السمنة عند الأطفال تتسبب بحدوث مجموعة من المضاعفات منها الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسب الكوليسترول في الدم وأمراض الكبد وآلام العظام والمفاصل واضطرابات تنفسية واضطرابات في الأكل علاوة على المشكلات الاجتماعية والنفسية.
وأشارت إلى أن العلاج من السمنة لدى الأطفال يستلزم العلاج متعدد التخصصات ويرتكز على التثقيف الغذائي والتدريب البدني والتدرب مع مجموعات وجلسات علاجية عند طبيب نفسي عند الحاجة وجلسات تدريب أسبوعية في المنزل وعلاج بعض الحالات الصحية مثل السكري وقصور الغدة الدرقية.
وقالت إن العمليات الجراحية التي تستهدف المعدة والأمعاء من أجل تخفيف الوزن تعتبر خيارا علاجيا بالنسبة للمراهقين فقط دون الأطفال لكنها لن تحل محل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية بل هي خطوة أولية تساعد المراهق على بدء برنامج إنقاص الوزن.
وأكدت البحوه أن الوقاية من السمنة عند الأطفال من الأمور المهمة التي تقع على عاتق الوالدين من خلال مجموعة من الخطوات ومنها نمط الطعام وتجنب الوجبات السريعة وتناول الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والتحكم في أحجام الوجبات وتناول الأطعمة قليلة الدسم والاستعاضة عن المشروبات الغازية بالماء والعصير الطبيعي والحليب قليل الدسم.
وشددت على أهمية النشاط البدني وتحديد روتين نوم ثابت وقضاء وقت أكبر مع العائلة بعيدا عن التلفاز أو ممارسة ألعاب الحاسوب ويفضل إيجاد أنشطة بديلة مع العائلة تتمتع بالتسلية والمرح للأطفال.
ولفتت إلى أهمية مشاركة مختلف إدارات وزارة الصحة في برامج التوعية الصحية مع تطوير الاستراتيجيات وخطط العمل المرتبطة بالحد من زيادة الوزن والسمنة والخمول البدني لدى السكان ودمج التربية البدنية الإلزامية في المناهج الدراسية.
وأكدت البحوه ضرورة تشجيع إنشاء حدائق عامة ومساحات ترفيهية لتعزيز الأنشطة البدنية التي قد تؤدي دورا حيويا في الوقاية المبكرة من زيادة السمنة بين الأطفال في الكويت.
وذكرت أن الإدارة تقيم حملات مستمرة للحد من انتشار السمنة بالتعاون مع عدة إدارات منها التغذية والإطعام والأمراض المزمنة كما تقوم بالشراكة المجتمعية مع جهات خارج الوزارة للحد من ارتفاع معدل السمنة خلال السنوات الخمس المقبلة.