مروان بودي: «طيران الجزيرة» حقّقت 30% ارتفاعاً بالنقل الجوي مقارنة بما قبل «كورونا»

قال رئيس مجلس إدارة شركة طيران الجزيرة، مروان بودي، إن «الجزيرة» استطاعت تحقيق نهضة كبيرة، مسجلة حركة نقل جوي أعلى 30 في المئة مما حققته قبل جائحة كورونا، في حين أن سوق النقل الجوي ككل لم يصل إلى مستوى عام 2019 خاصة في دول الخليج، متطلعاً لعودة أسواق المنطقة إلى ما كانت عليه قبل «كورونا».

وأكد بودي في مقابلتين تلفزيونيتين على قناتي «العربية» و«CNBC عربية»، أمس، على هامش مشاركته في منتدى دافوس 2024، أن لدى «الجزيرة» خطة طموحة للوصول بأسطولها من 24 طائرة حالياً إلى 50 طائرة، حيث وقّعت عقداً كبيراً مع «إيرباص» خلال جائحة كورونا لشراء 28 طائرة بقيمة تبلغ نحو 3 مليارات دولار، على أن يكون وصولها ابتداءً من عام 2026.

وأفاد بأن «الجزيرة» سدّدت دفعات مقدمة لشراء الطائرات بتمويل ذاتي من الشركة، مبيناً أنها لم تلجأ إلى التمويل الخارجي أو الديون لتمويل الطائرات حتى الآن، وأنها ستنظر من سنة 2026/2027 بكيفية تمويل شراء الطائرات بالطريقة الأنسب، سواء كانت تمويلاً تجارياً أو عبر إصدار سندات أو عن طريق بيع واستئجار الطائرات، فالعروض متاحة، في حين تكلفة التمويل ستكون أعلى مما كانت عليه.

وأفاد بودي بأن السعودية تُعد من أكبر أسواق «الجزيرة» حالياً، حيث فتحت الشركة أكثر من وجهة هناك في سنة ونصف السنة وتعتبر حالياً من أكبر الناقلين من خارج السعودية إلى أسواق المملكة، كما افتتحت الشركة وجهات في شرق آسيا وما يُسمى بآسيا الوسطى والجمهوريات التابعة للاتحاد السوفياتي سابقاً، ليبلغ عدد الوجهات التي تخدمها «الجزيرة» حالياً 62 وجهة.

وتوقع أن تنقل «الجزيرة» خلال العام الجاري أكثر من 6 ملايين راكب، منوهاً إلى أنها نقلت نحو نصف مليون شهرياً خلال الشهرين الماضيين.

وأوضح بودي أن «الجزيرة» حقّقت زيادة في عدد الركاب العام الماضي، مع ظهور نمط جديد تمثل في حركة كبيرة للركاب الترانزيت تمر عبر الكويت، رغم أن البلاد لاتزال مغلقة بالنسبة لما يتعلق بالتأشيرات، متوقعاً حدوث تغيير مع الحكومة الجديدة نحو الانفتاح والاهتمام بالسياحة، إذ من شأن ذلك أن يستقطب أعداداً كبيرة من السياح تودّ زيارة الكويت والاستمتاع بالبلد.

وأشار إلى نهضة كبيرة في حركة النقل الجوي في الكويت والخليج والمنطقة، مضيفاً: «هناك ازدهار في نشاط السفر خليجياً خلال السنوات الثلاث الماضية ونتوقع أن يستمر الازدهار خلال الأعوام الثلاثة المقبلة».

وبالنسبة للسوق المصري، ذكر بودي أنه سوق نشط سياحياً وكذلك على مستوى حركة المقيمين في الكويت، مؤكداً أنه لم يلحظ أيّ تأثير مباشر لحرب غزة وتداعياتها على سوق السفر في مصر، إذ لايزال واعداً وآمناً، خاصة للسياح.

التوترات الجيوسياسية

وقال بودي إنه بعد أن كنا ننظر في نهاية عام 2023 للتضخم وأسعار الفائدة وارتفاع تكلفة الوقود على أنها أهم التحديات التي تواجه قطاعات الأعمال، ومنها قطاع الطيران، باتت التوترات الجيوسياسية في المنطقة الهاجس الأكبر للقطاعات الاقتصادية عامة.

وأوضح أن تلك الأحداث ترفع تكاليف الشحن واستقدام العمالة وتكلفة الوقود، ما يزيد التكاليف التشغيلية للشركات عموماً، ومن بينها شركات الطيران، وبالتالي سينعكس ذلك بالطبع على المستهلك النهائي مع مرور الوقت، مضيفاً أن: «الحركة على الطيران عالية، والدول السياحية مستمرة في نهضتها، والطلب على السفر مرتفع في دول الخليج ومصر، فالحركة لم تتأثر حتى بالتوترات الجيوسياسية في المنطقة لكن التكاليف ستكون أعلى».

وأضاف بودي: «مازالت أسعار تذاكر الطيران هادئة ولم تتأثر. نحن في بداية ما يحدث لكن رقعة التوترات تتوسع، فلم تعد في غزة فقط بل أصبحت في البحر الأحمر وقناة السويس، ما يؤثر على الإمدادات ويرفع التكاليف»، مؤكداً أن كل القطاعات ستتأثر إذا طالت مدة التوترات الجيوسياسية الحالية، لاسيما أن الفقاعات المصاحبة لها آخذة في الانتقال من منطقة لأخرى، وأي دواعي حروب تؤثر بلا شك على المستهلك، الذي قد يتردد في السفر.

وأوضح أن «ارتفاع أسعار التذاكر وارد، فالعملية لا تتوقف على ارتفاع تكلفة الوقود فقط، إذ إن أي قطاع عمل يحتاج قطع غيار ومواد يستوردها، وما نستورده من أوروبا والمناطق الأخرى أصبح يحتاج وصوله 5 إلى 6 أسابيع بعد أن كان يصلنا خلال 2-3 أسابيع، الأمر الذي يؤثر على جميع القطاعات الاستهلاكية، ومن بينها قطاع الطيران»، متوقعاً استقراراً أو زيادة في الأسعار، لكن دون حدوث طفرة.

وأشار بودي إلى أن هناك شركات طيران انسحبت من أسواق المنطقة لأنها وجدت صعوبة بالمنافسة فيها، منوهاً إلى أن أسعار التذاكر في 2023 هبطت أكثر من أي وقت مضى، لأن العرض كان أكثر من الطلب.

تفاؤل بـ 2024 وتخوّف من تأثير الظروف الإقليمية

حول توقعاته لسوق السفر في عام 2024، قال بودي: «متفائلون بـ2024 نتيجة مؤشرات عدة، كاستقرار معدلات الفائدة واستمرار ازدهار حركة السفر»، مضيفاً: «تعيش منطقة الخليج استقراراً وازدهاراً لا يتوافر في أي منطقة حول العالم، لكن التخوّف من الظروف الإقليمية وتأثيرها على منطقتنا».

وتابع: «2024 سنة واعدة في منطقة الخليج، وفي الكويت بالذات، فنحن في سباق على مستوى المنطقة علينا أن نلحق به» لافتاً إلى أن ميزانية الدولة قوية جداً، إضافة إلى أن القوانين التي أُقرّت في الفترة الأخيرة تدفع المستهلكين للصرف أكثر، ما يُنبئ بحركة سفر أقوى في الكويت.

 

Exit mobile version