(كونا) — أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير حمد المشعان أن العمل الإنساني والخيري إحدى الركائز الأساسية في سياسة دولة الكويت الخارجية وجبلت عليه البلاد وأهلها وحكامها منذ نشأتها وقبل استقلالها إلى يومنا هذا.
وقال السفير المشعان في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري الذي يصادف اليوم الثلاثاء إن دولة الكويت دأبت منذ نشأتها على نصرة المحتاجين في كافة أنحاء العالم وتقديم الدعم والعون الإنساني لهم.
وأضاف أن ذلك يأتي من منطلق إنساني وديني وإجتماعي وهذا متأصل في طباع الشعب الكويتي الأصيل وقيادته الحكيمة إلى أن اكتسبت دولة الكويت سمعة عالمية كبيرة في المجال الإنساني والخيري وتبوأت مكانة مرموقة في مصاف دول العالم بأنها أكثر الدول في العالم نشاطا في هذا المجال ووصلت خيراتها إلى شتى بقاع العالم في سبيل التخفيف من معاناة الدول والشعوب بغض النظر عن الدين والانتماء والعرق والجنسية.
وأوضح أنه على المستوى الحكومي الرسمي يساهم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والعربية في تقديم الدعم والمساعدة للدول العربية والدول النامية الأخرى في تطوير اقتصاداتها وتحقيق الجهود الإنمائية للدول العربية والدول الأخرى.
وذكر أن ذلك يتم بتقديم القروض والمنح والمعونات لدعم التنمية الاقتصادية والبشرية في الدول النامية عن طريق مشاريع تسهم في دعم وتحسين كل القطاعات الصحية والتعليمية وغيرها على مستوى العالم لافتا كذلك إلى استضافة الكويت العديد من المؤتمرات الإنسانية لتخفيف معاناة الدول والشعوب التي تتعرض لأزمات إنسانية صعبة ومعقدة.
وعلى مستوى القطاع الأهلي أفاد المشعان بأن الجهات الإنسانية والخيرية الكويتية تشكل علامة مهمة وبارزة في العمل الخيري والإنساني الكويتي إذ قامت الجمعيات الخيرية الكويتية بتقديم المساعدات والتخفيف من معاناة المنكوبين والمحتاجين حول العالم وهو جزء من الواجب والحس الوطني الإنساني الذي عرفت عنه الكويت ويعبر عنه موقفها الرسمي قيادة وحكومة وشعبا.
وعلى مستوى وزارة الخارجية أشار إلى أنه بناء على قرار مجلس الوزراء رقم (867/ثانيا) بتاريخ 7 أكتوبر 2001 الذي أناط بالوزارة مسؤولية الإشراف على العمل الإنساني الكويتي في الخارج فإن (الخارجية) تساهم في تعزيز ريادة دولة الكويت دوليا بما ينسجم مع مكانتها كمركز إنساني عالمي وبما يتوافق مع استراتيجيتها الرامية إلى تحصين العمل الإنساني والخيري الكويتي والقائمين عليه.
وقال إن وزارة الخارجية ممثلة بفريق العمل الإنساني بإدارة التنمية والتعاون الدولي وببعثاتها الدبلوماسية في الخارج تتولى الإشراف الكامل على كل أعمال الجهات الإنسانية والخيرية الكويتية ومتابعة كل المشاريع التي تقوم بها كافة الجهات الإنسانية والخيرية الكويتية.
وتابع السفير المشعان أنه تتم تسمية مسؤولين للعمل الإنساني في كل بعثة دبلوماسية في الخارج لضمان حماية العمل الإنساني والخيري الكويتي من أي شائبة وصولا إلى المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني التابعة لوزارة الخارجية.
في هذا الشأن أشار إلى أن (الخارجية) استحدثت وأطلقت المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني التي تشرف عليها الوزارة كليا وتوفر قاعدة بيانات كاملة حيال كل الجهات الأجنبية التي تتلقى التبرعات الكويتية أو التي تتقدم بطلب الحصول على تبرعات خيرية من الجهات المانحة الكويتية.
وبين أن (الخارجية) تضطلع بدور مهم بشأن التبرعات المقدمة من الجهات الإنسانية والخيرية الكويتية إلى الخارج ومتابعة ما يتم صرفه لتنظيم النشاط الإنساني الكويتي في الخارج وصيانته وحمايته من شبهات تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
وأفاد في هذا الإطار بأن المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني لوزارة الخارجية تقوم بحصر التعامل مع الجهات الإنسانية التي يتم اعتمادها من الوزارة فقط بعد أن تقوم الجهة الأجنبية الراغبة في الحصول على الاعتماد بتلبية المتطلبات والشروط اللازمة حتى يتم اعتمادها.
وذكر السفير المشعان أن هذه الشروط تتضمن العديد من المتطلبات التي يجب على الجهة الأجنبية استيفاؤها من بينها شرط أن تكون تلك الوثائق مصدقة من سفارة دولة الكويت إلى أن أصبح عدد الجهات المعتمدة في وزارة الخارجية عبر المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني 951 جهة مقسمة على مختلف قارات العالم.
وأضاف أنه يمكن للجهات الإنسانية والخيرية الكويتية التعامل هذه الجهات الأجنبية المعتمدة فقط في الخارج وذلك حماية لمؤسسات العمل الإنساني والخيري الكويتية من التعامل مع أي جهة مشبوهة وتحصينا للعمل الإنساني والخيري الكويتي من أي شائبة سواء في مجال غسل الأموال أو تمويل الإرهاب أو مخاطر من التعرض لاستغلال تلك الأعمال.
وعلاوة على ذلك أفاد بأن المنظومة الإلكترونية المذكورة تسمح للجهات الإنسانية والخيرية الكويتية بالإطلاع على كل طلبات الدعم والمساعدة التي تتقدم بها الجهات الأجنبية المعتمدة في مختلف البلدان بما يكفل تجنب الإزدواجية في تقديم الدعم ومراقبة كافة الأموال والتبرعات والتحويلات المالية من خلال وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في الخارج حماية لسمعة العمل الإنساني والخيري الكويتي وعدم استغلال تلك الأموال لأغراض أخرى.
ولفت السفير المشعان إلى أنه تماشيا مع ما تم ذكره وضعت (الخارجية) آلية لتحويل الأموال وتتبعها والمقدمة من الجهات الإنسانية والخيرية الكويتية للجهات الأجنبية المعتمدة في الخارج عبر خدمة مسار للتحويل المالي في المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني بما يكفل عدم استغلال تلك الأموال وكذلك تحصينها من مخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأوضح أن الجهات الإنسانية والخيرية الكويتية تقوم بتحويل الأموال إلى حساب وزارة الخارجية التي تقوم من ثم بالتنسيق مع بنك الكويت المركزي بتحويل الأموال إلى حساب البعثات الدبلوماسية بالخارج ومن حساب البعثات الدبلوماسية إلى حساب الجهات الأجنبية المعتمدة.
وقال إن ذلك يتم بما لا يتعارض مع القوانين والإجراءات المعمول بها في الدول المتلقية للتبرعات بحيث تشرف البعثات الدبلوماسية على عمل الجمعيات في الخارج والتأكد من استخدام الأموال في الغرض المخصص لها ومتابعة مشاريعها تحصينا للعمل الإنساني والخيري الكويتي ومؤسساته وحمايته.
وتابع أن (الخارجية) تساهم كذلك في تسهيل زيارات ومهام الوفود الإنسانية والخيرية الكويتية إلى الخارج ومتابعتها إذ ألزمت الوزارة كل الوفود الإنسانية والخيرية بتسجيل بيانات الزيارة والسفر عبر المسافر الآمن في المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني سواء كانت هذه الزيارة لأغراض إغاثية أو خيرية وإنسانية أو لمتابعة الجمعية لأعمالها الإغاثية والخيرية أو المشاركة بأي مؤتمر إنساني.
وقال السفير المشعان إن ذلك يتم لتحصين القائمين على الوفود الإنسانية والخيرية وضمانا لسلامتهم وتقديم الدعم والمساعدة عبر البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج فبمجرد تسجيل الوفود الإنسانية والخيرية لبياناتها يأتي إشعار لوزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في الخارج تتضمن كل المعلومات عن الوفد المسافر ومواعيد الوصول والمغادرة وما الغرض من السفر.
وأشار إلى أن وزارة الخارجية ستعمل على تطوير المنظومة الإلكترونية للعمل الإنساني عبر إطلاقها منصة بيان لحماية أموال التبرعات الخيرية الكويتية من أي ثغرات أو خروقات أمنية في سبيل صون العمل الإنساني والخيري الكويتي وحمايته من شوائب ومخاطر غسل الأموال وتمويل الإرهاب موضحا أن الوزارة تعكف على إطلاق تلك المنصة في القريب العاجل.
وعن تاريخ وإنجازات العمل الخيري الإنساني للكويت استذكر الحملات الإغاثية والفزعات الإنسانية التي أطلقتها الكويت لإغاثة الدول والشعوب المنكوبة حول العالم في ظل توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الأمين الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وسمو الشيخ أحمد نواف الاحمد رئيس مجلس الوزراء حفظهم الله ورعاهم وبإشراف وزارة الخارجية بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى.
وتابع أن آخر تلك الحملات كانت في فترة الزلزال الذي تعرضت له تركيا وسوريا إذ أصدر مجلس الوزراء وبناء على التوجيهات السامية قرارا بإطلاق جسر جوي إلى تركيا لنقل المساعدات الإغاثية العاجلة.
وتابع أن (الخارجية) بناء على تكليف مجلس الوزراء تولت التنسيق لتفعيل الجسر الجوي وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بإشراف مباشر من الوزير الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح بالتنسيق مع إدارة التنمية والتعاون الدولي بالوزارة وبعثة الكويت الدبلوماسية لدى تركيا.
وأضاف في ذات السياق أنه استكمالا للدور الإنساني الرائد للكويت في دعم الوضع الإنساني في الدول الشقيقة والصديقة ونظرا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والصحية في السودان جراء أزمته الراهنة وانطلاقا من حرص الكويت في الوقوف مع الدول الشقيقة والصديقة فقد أصدر مجلس الوزراء بناء على التوجيهات السامية قرارا بإنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات إغاثية وطبية عاجلة للسودان.
وأوضح أن مجلس الوزراء كلف وزارة الخارجية التنسيق مع الجهات المعنية لإرسال تلك المساعدات إلى السودان بالسرعة الممكنة وبدورها قامت الوزارة وبإشراف مباشر من الوزير الشيخ سالم الصباح بتشكيل لجنة ضمت في عضويتها الجهات الحكومية المعنية كوزارات الدفاع والصحة والمالية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي لتأمين وصول المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية والطبية إلى مستحقيها بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة في السودان.
وأفاد السفير المشعان بأنه في ظل ما قامت به الكويت من مد يد العون والمساعدة لكل شعوب ودول العالم ومحاولة التخفيف من معاناتهم فقد كلل بإعلان الأمم المتحدة في التاسع من سبتمبر 2014 بتسمية دولة الكويت مركزا للعمل الإنساني وتسمية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمه الله قائدا للعمل الإنساني نظير ما قدمته الكويت من إسهامات إنسانية كبيرة ولدورها قيادة وحكومة وشعبا في الوقوف إلى جانب شعوب العالم ومحاولة التخفيف من معاناتهم.
وأشار إلى استمرار سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه القيام بذلك الدور الفعال بتعزيز دور دولة الكويت الرائد في المجال الإنساني من خلال دعم المنكوبين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم.