تظاهر عشرات الآلاف من المحتجين في دول بمنطقة الشرق الأوسط وخارجها، الجمعة، دعماً للفلسطينيين وللتنديد بإسرائيل التي تكثف ضرباتها على قطاع غزة، رداً على هجمات حركة حماس.
في الوقت نفسه تعتزم جاليات يهودية في فرنسا وأماكن أخرى تنظيم مسيرات، تضامناً مع إسرائيل التي تعرضت لأكثر الهجمات دموية في تاريخها مطلع الأسبوع.
وتتركز الأنظار على المسجد الأقصى في القدس الشرقية كنقطة اشتعال محتملة.
ودعت حماس التي تدير قطاع غزة الفلسطينيين إلى نفير عام، الجمعة، احتجاجاً على القصف الإسرائيلي للقطاع، وحثتهم على التوجه إلى المسجد الأقصى ومواجهة القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وقالت حماس إنه يجب على الفلسطينيين البقاء في المسجد طوال اليوم.
وأدى الهجوم الذي شنته حماس على تجمعات سكنية إسرائيلية في مطلع الأسبوع، إلى مقتل ما لا يقل عن 1300 إسرائيلي.. وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحكومات أخرى حماس منظمة إرهابية.
ورداً على هجوم حماس، بدأت إسرائيل في تنفيذ قصف وضربات جوية عنيفة على قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1500 فلسطيني أغلبهم نساء وأطفال.. ويبدو أن الاجتياح البري للقطاع المحاصر بات وشيكاً.
وظهر تعاطف ودعم قوي لإسرائيل من حكومات غربية والكثير من المواطنين بسبب هجوم حماس، لكن رد إسرائيل أثار أيضاً الغضب خاصة في أغلب دول العالمين العربي والإسلامي.
صرخات ألم
في بغداد، شارك عشرات الآلاف من العراقيين في مسيرة في ساحة التحرير بوسط المدينة، وهم يلوحون بأعلام فلسطين وأحرقوا علم إسرائيل وهم يهتفون بشعارات مناهضة لها وللولايات المتحدة.
وقال أحد المتظاهرين وهو معلم في 25 من عمره: “مستعدون للانضمام للقتال وتخليص الفلسطينيين من الفظائع الإسرائيلية”، وكان يحيط جسده بكفن أبيض مثل معظم المتظاهرين للرمز إلى استعدادهم للقتال حتى الموت.
وفي إيران ذكر التلفزيون الرسمي أن مسيرات نظمتها الدولة أقيمت في أنحاء البلاد دعماً لحركة حماس وتنديداً بالقصف الإسرائيلي لغزة.. وإيران واحدة من أعداء إسرائيل الرئيسيين وحكومتها من الداعمين الأساسيين لحماس.
وردد المتظاهرون خلال المسيرات هتافات “الموت لإسرائيل.. الموت للصهيونية” وكان كثيرون يحملون الأعلام الفلسطينية ورايات جماعة حزب الله اللبنانية.
ووصفت وسائل الإعلام الرسمية المسيرات الإيرانية بأنها “صرخات ألم مشترك.. ألم سحق النظام الصهيوني (إسرائيل) للإنسانية”.
وفي إندونيسيا، انضم رجل الدين الإسلامي أبوبكر باعشير العقل المدبر المشتبه به لتفجيرات بالي عام 2002 التي أسفرت عن مقتل 202 شخص، إلى عشرات الأشخاص في مسيرة ضد إسرائيل في مدينة سولو بإقليم جاوة.
وقال في كلمة أمام المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بالأعلام الفلسطينية: “لا يمكن أن نكون ضعفاء في مواجهة إسرائيل.. نأمل أن يكون هناك من بين هؤلاء الشباب من هم على استعداد لإرسالهم إلى (الأراضي الفلسطينية)”.
وفي داكا عاصمة بنغلادش، ردد نشطاء مسلمون شعارات خلال احتجاج أقيم بعد صلاة الجمعة، للتنديد بما تقوم به إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
ونظم أعضاء الجالية الإسلامية في اليابان احتجاجاً بالقرب من السفارة الإسرائيلية في طوكيو، ورفع المشاركون لافتات وهتفوا بشعارات مثل “إسرائيل إرهابية” و”فلسطين حرة”.. وفي سريلانكا رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “فلسطين لن تسيري وحدك أبداً”.
وخرج المتظاهرون أيضاً إلى الشوارع في الجزء الخاضع للهند من إقليم كشمير على الرغم من إلغاء صلاة الجمعة، في المسجد الرئيسي في سريناغار عاصمة الإقليم لتجنب الاضطرابات.. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “اللهم احفظ إخواننا وأخواتنا في غزة وفلسطين”.
ومن المقرر تنظيم مسيرات في روما وميونيخ وإسطنبول وبلغراد ومدن أخرى، دعماً للفلسطينيين واحتجاجاً على قصف غزة.
مسيرات مؤيدة لإسرائيل
وعلى الجانب الآخر من الصراع، من المقرر أن ينظم اليهود في مدن أوروبية وقفات احتجاجية ومسيرات دعماً لإسرائيل.
وفي وارسو، من المقرر أن يقود كبير حاخامات بولندا، مايكل شودريتش، صلاة متعددة الطوائف في وسط المدينة من أجل إحلال السلام.
ومن المقرر أن يجتمع أعضاء الجالية اليهودية في فرنسا في أكبر كنيس في باريس، بعد ظهر الجمعة، استعداداً لاستقبال يوم السبت المقدس عند اليهود.
وفي العاصمة باريس، أطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، مساء أمس الخميس، لتفريق مسيرة محظورة لدعم الفلسطينيين، في حين حث الرئيس إيمانويل ماكرون الشعب الفرنسي على الامتناع عن جلب الصراع بين إسرائيل وحماس إلى الوطن.
وكانت الحكومة الفرنسية حظرت في وقت سابق الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين، قائلة إنها “من المرجح أن تؤدي إلى اضطرابات في النظام العام”.
وفي الولايات المتحدة اتخذت وكالات إنفاذ القانون إجراءات لحماية التجمعات السكنية لليهود والمسلمين قبل الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين.
وفي هولندا أغلقت السلطات المدارس اليهودية، الجمعة، لأسباب تتعلق بالسلامة، كما جرى إغلاق مدرستين يهوديتين في لندن.