القهوة هي المشروب المفضل لشعوب كثيرة ومن بينها الشعب الألماني، “لكن القهوة تثير المناقشات دائمًا: يقسم البعض على تأثيرها المحفز، بينما يرفع آخرون أصابعهم (محذرين) من الكافيين الموجود فيها”، بحسب ما كتب موقع “تي أونلاين” الألماني.
ويقول أولريش لاوفس، مدير العيادة الشاملة لأمراض القلب بمستشفى جامعة لايبزيغ في شرق ألمانيا: “وفقًا لحالة الدراسة الحالية، لا يوجد دليل على أن القهوة لها آثار سلبية على القلب. ومع ذلك، لا توجد أيضًا بيانات ذات حجة قوية تثبت فائدة إيجابية واضحة للقلب”.
لذلك من يحب القهوة بإمكانه شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا، سواء في شكل إسبريسو أو كابتشينو أو لاتيه ماكياتو أو قهوة مفلترة، والاستمرار في الاستمتاع بقهوته حتى لو كان يعاني من مرض في القلب. ويقول لاوفس للموقع الألماني: “لا يجب أن تنظر فقط إلى المشروب على هذا النحو، ولكن إلى عامل الشعور بالسعادة. اشرب فنجانًا من القهوة دون ضغوط واشعر بالاسترخاء والرضا!، ويفضل أن تكون بصحبة جيدة، فهذا مفيد لصحتك. وينطبق الشيء نفسه على تناول الشاي الأخضر والشاي الأسود وأنواع الشاي الأخرى”.
هل تعطل القهوة ضربات القلب؟
يقول موقع تي إونلاين إن شاربي القهوة لا يتعرضون لخطر الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب. وهذه هي نتيجة تحليل أجراه باحثون في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو (UCSF)، بعد دراسة بيانات حوالي نصف مليون شخص في المملكة المتحدة منذ عام 2006.
والأكثر من ذلك، يقول أطباء القلب أيضًا إنه مع كل فنجان قهوة إضافي، يمكن تقليل مخاطر عدم انتظام ضربات القلب بنسبة ثلاثة بالمائة. ومع ذلك، لم يقدم فريق البحث أي أسباب. لكن من الممكن أن “تلعب خصائص القهوة المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات […] دورًا”، بحسب ما نقل الموقع.
ويؤكد الباحثون، مع ذلك، أن المزيد من التحقيقات ضرورية. لأن بيانات التحليل كانت مبنية بالكامل على التقارير الذاتية. بالإضافة إلى ذلك، لم يتم تسجيل نوع القهوة التي شربها الأشخاص.
هل يزيد الحليب من خطر الإصابة بتصلب الشرايين؟
في النهاية فإن الحليب مثل المنتجات الحيوانية الأخرى، يحتوي على الكوليسترول. وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم يعزز الترسبات في الشرايين. لا داعي للقلق هنا أيضًا، يقول لاوفس ويضيف: “إذا كنت تستهلك الحليب بكميات طبيعية، فلا توجد آثار سلبية على القلب تقلق بشأنها”.
عصير الفاكهة “مقلق”
وفي المقابل فإن طبيب القلب الألماني لديه تحفظات بشأن الاستهلاك العالي للمشروبات الغازية وعصائر الفاكهة المحلاة. فتناول كميات كبيرة من السكر أو الفركتوز بشكل دائم يؤدي بسرعة إلى فائض في السعرات الحرارية. وهذا مرتبط بزيادة الوزن. وإذا حصل الكثير، تخرج عملية التمثيل الغذائي عن مسارها الطبيعي. وهذا ينطبق بشكل خاص على مرضى السكري وزيادة الوزن. وهذا يزيد أيضًا من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، يوضح أولريش لاوفس.
ومع تطور المرض، هناك خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية. ويقول لاوفس: “كوب عصير البرتقال الطازج في الصباح ليس هو المشكلة. السكر يصبح مشكلة مثلا إذا كنت تشرب عدة أكواب من الكولا يوميا. “يزيد استهلاك المشروبات الغازية بشكل خاص بين الشباب من خطر الإصابة بالسمنة. وهذا يمكن أن يكون خطيرًا على الصحة – والقلب – على المدى الطويل”. ويتعرض البنكرياس أيضًا لإجهاد مستمر، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري.
النبيذ والكحوليات
وهناك ثقافات يكون فيها شرب النبيذ الأحمر أو الأبيض مرتبطا بجلسات المساء سواء كان الشخص وحده أو مع آخرين، وهذا محل نقاش ساخن أيضًا بخصوص تأثيره على القلب. وهناك توقعات بأن النبيذ الأحمر أفضل من النبيذ الأبيض بالنسبة للصحة، لكن وفقًا لطبيب القلب لاوفس، لا يوجد دليل قاطع على ذلك أيضًا. ويقول لاوفس إن شرب النبيذ أو الكحوليات يجب أن يكون باعتدال عموما، لكنه يحذر: “يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الدهون في الدم تجنب الكحول. بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي التقليل من الآثار المحتملة للكحول على الأعضاء الأخرى، مثل الكبد، وخطر الإدمان”، حسب قوله.