مفاجأة..خلايا جهاز المناعة تسرٍّع الإصابة بأعراض الشيخوخة!

هل تتخيل أن الخلايا، التي من المفترض أن تدافع عن أجسامنا في مواجهة مسببات الأمراض المختلفة، قد تتسبب في الإسراع بوقوعنا ضحية لأعراض الشيخوخة؟ للأسف توصل عدد من العلماء لنتائج تؤكد هذا!

الخلايا التائية (المعروفة بـ T cells)، هي خلايا تلعب دوراً أساسياً في ضمان مناعة الجسم لمقاومة مسببات الأمراض التي قد تصيبه. لكن دراسة حديثة كشفت على أن هذه الخلايا، وهي تقوم بدورها الأصلي، قد تسرّع إصابتنا بالشيخوخة.

وتوصلت الدراسة المذكورة التي تمّ إجراءها على عينة من فئران التجارب، إلى أن عملية منع الالتهاب أو تعزيز إمدادات الجسم بمركبات الأيض، والتي تقوم بها هذه الخلايا، ترتبط بدرجة حدّة بعض أعراض الشيخوخة، وفقاً لموقع ScienceMag للعلوم.

ووصف أخصائي المناعة بجامعة RMIT الأسترالية، كايلي كواين، ما توصلت له الدراسة بأنه ”مذهل“ حيث تربط النتائج بشكل مباشر بين الإصابة بالالتهاب وعملية تخزين وحرق الطاقة في الجسم وبين الإصابة بأعراض الشيخوخة.

ويشرح موقع ScienceMag للعلوم أنه مع التقدم في العمر، تبدأ الخلايا التائية، بالتخلى عنّا تدريجيا حيث تقِّل قدرتها على محاربة مسببات الأمراض، وهكذا يصبح كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وأقلّ استجابة للعلاج.

ولأن الخلايا التائية لا ترتبط فقط بأعراض الشيخوخة، بل في قدرتها على الإسراع بها، ولذلك قرر العلماء اختبار ما إن كان بمقدورهم تأخير عقارب الساعة.

وبحقن فئران التجارب بعلاج يقلل من إفراز الخلايا التائية لواحدة من المركبات المحفزة للالتهابات، شهد أداء الفئران تحسنا ملحوظا وزادت قوة ضربات القلب لديهم. كما أن حقن الفئران بعلاج يزيد من قدرتهم على استخراج الطاقة من الطعام، وهي القدرة التي تقلّ مع التقدم في العمر، أصبح لدى الفئران كم أكبر من الطاقة.

وبالرغم من تحمس هؤلاء الباحثين لتجربة الأمر على البشر، إلا أن هناك أيضا باحثون يشككون في ذلك، إذ يرى الباحث بكلية الطب بجامعة نورث ويسترن الأمريكية، نافديب شاندل، أن الخلايا التائية المعدلة جينيا لدى الفئران تختلف عن مثيلاتها لدى كبار السن. ولكنه يشير كذلك إلى أن اعتلالاً بالخلايا التائية ربما يساهم في سرعة ظهور أعراض الشيخوخة لدى البعض مقارنة بآخرين.

وتتفق مع شاندال الباحثة بمعهد بوك لأبحاث الشيخوخة، جوديث كامبيسي، قائلة إن ”الدراسة تضيف لفهمنا بشأن كيفية تغيير عمل النظام المناعي مع التقدم في العمر، ولكن إلى أي مدى تحاكي نتائج الدراسة ما يحدث بالجسم لدى التقدم بشكل طبيعي في العمر؟ لا أدري!“.

 

المصدر: DW

Exit mobile version