د.خديجة سميح القلاف: “الراحل صباح الأحمد أيقونة السياسة والإنسانية”
رحل عنا .. والدنا وأميرنا قائد الإنسانية وأيقونة العمل الإنساني سموّ أمير البلاد المغفور له الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عن شعبه ووطنه فشعرنا في نعيّه باليتم ، ارتحل صباح الكويت إلى البارئ عز وجل عن مخلدا لتاريخٍ سياسيٍّ عريق وحكمة دبلوماسية نادرة دولياً ، حمل هموم الوطن والمواطن وقضايا المشتركات الإنسانية العربية والإسلامية ، فكان سموه الشعلة التي أنارت درب العمل السياسي الإنساني ليلقب سموه بقائد الإنسانية ، رحم الله والد الجميع “بوناصر”، لذا فأنني بمزيد من الحزن والأسى أرفع آسمى آيات التعازي لأسرة آل الصباح الكرام حكامنا الحكماء ، وللشعب الكويتي والأمتين العربية والإسلامية.
استطاع سموّ الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، أن يسلط الضوء على الكويت والكويتيين ، فكانت الكويت في عهد الشيخ صباح مصنع القرارات العربية والمواقف الدولية، في قلب كل عربيّ ومسلم وأجنبيّ ، منه يتعلم كل متعلم معنى التسامح والولاء فأوصانا بالعمل بمفهوم المواطنة التي تستحقها بلادنا، أوصانا سموه بالكويت وأخر وصاياه رحمه الله “ما أوصيكم بالكويت”، ففي ظل التشرذم الخارجي الذي تشهده بعض الأوساط الخارجية دعانا سموه نحو نبذ الكراهية والعمل على التنمية المستدامة، وتوثيق عرى الترابط والتراحم وتطهير الفساد، وأكد على ضرورة اجتماع السلطتين التنفيذية والتشريعية على البر والتقوى وعلى مبدأ التعاون الوطني الذي ألزمنا به حقاً علينا للكويت.
أعتبر سموّ أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد أبرز الشخصيات السياسية المؤثرة في العالم ، فكان أول من رفع علم الكويت فوق مبني هيئة الأمم المتحدة في 14 مايو 1962 ، وجعل أمن الكويت واستقرارها فوق أي اعتبار، كما ثبت دعائم الدستور والقضاء ومؤسسات الدولة فجعلها خطوطاً حمراء كما جعل الكويت عاصمة((للقمم)) ومحور للتعاون والتضامن بين شعوب العالم لفض المنازعات وإغاثة الإنسان ، كان يؤمن سموه أن الأزمات لا يمكن مواجهتها دون تكاتف دولي.
هو أمير المبادرات الخيرية والإنسانية وعميد الدبلوماسية لأكثر من نصف قرن، ومن مؤسسي أسس دبلوماسية الوسطية والتوازن كنهج ومنهج مجتمعي وسياسي وفكري كويتي وخليجي، قام سموه بمحاربة الإرهاب وأهتم بمستقبل نقص الغذاء ومساعدة البلدان في مواجهة الكوارث الطبيعية.
يعّد سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رائد الوساطة العربية والخليجية لحل الخلافات دون التدخل في شؤون الدول المتنازعة، حافظ سموه على ثوابت القضايا العربية ومنها.. كالقضية الفلسطينية وإغاثة اللاجئين، كما دعا لمواجهة صراع الثقافات، امتلك والدنا وأميرنا الراحل عقلية قلما امتلكها سياسيو العالم، فاستحق والدنا صباح الأحمد أن يكون أيقونة السياسة و الإنسانية بجدارة ، وأقول لسموّه وقد غيبه عنا الموت السمع والطاعة في حلّك الذي لن يعود وفي ترحالك الذي سيطول.
رحمك الله يا سمو الأمير إلى جنان الخلد، وسددنا ووثق خطانا بسموّ أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أطال الله في عمره ، أميراً للكويت فهو خير خلف لخير سلف.