#مقالات | د.هادي عواد العنزي: “وجهة نظر”
من المفترض بعد خلاص العالم من جائحة كورونا بإذن الله، لابد وأن تبني كل دولة استراتيجياتها على مختلف الصعد من خلال ثلاثة محاور وطني واقليمي وقومي.
والتركيز فيجب أن يكون منصبا على المحورين الأول والثاني فكل دولة يجب أن تسعى لتحقيق اكتفائها الذاتي اولا ثم محيطها الإقليمي، فدول الخليج مثلا في محيطها تستطيع أن تقيم مشاريع تكاملية بينها، خاصة وأن بعضها تملك البيئة المناسبة والقائمة حاليا كما في السعودية التي كانت قبل سنوات من الدول المنتجة للقمح وحققت الاكتفاء الذاتي في هذه الغلة، وعمان أيضا تشتهر بالامكانات الزراعية المتنوعة.
كما ارى أنه يجب ضم الاردن مثلا وسوريا واليمن بعد استقرارهما السياسي لاستراتيجية الأمن الغذائي الخليجي والتكامل الصناعي، وأن يكون هناك تناغما وتنوعا في الاستثمارات الزراعية ذات الغلات الزراعية الاقتصادية الكبيرة، كمزارع القمح والذرة وغيرها، والمشاريع الصناعية الاستراتيجية بانواعها لضمان أمنها الاقتصادي.
ونظرا لوقوع هذه الدول ايضا على أهم الممرات المائية في العالم، كهرمز والمندب والاحمر والمتوسط، فيجب استثمار هذه الخاصية وتشجيع الاستثمار في مجال اللوجستيات.
ولكل دول مجلس التعاون دورا رائدا في هذا المجال خاصة السعودية وقطر والإمارات، حيث تحتل مراكز متقدمة على مستوى العالم حسب الإحصائيات الأخيرة في مجال اللوجستيات.
أما على المستوى القومى فلابد من تشجيع الاستثمار في بعض الدول العربية التي تتميز باستقرار سياسي نوعا ما، او عبر ربط هذه الاستثمارات باتفاقيات دولية تضمن هذه الاستثمارات من أي تقلبات سياسية أو ابتزاز سياسي.
فالسودان مثلا إحدى هذه الدول التي تتوافر لديها كل عوامل الإنتاج او يمكن توفيرها بشيء من السهولة النسبية، وكذلك التكلفة الاقتصادية المناسبة والموقع والايدي العاملة الرخيصة وإقامة مشاريع كبيرة، لتنوع إمكاناتها الطبيعية ولسابق تجربة في مشروع الجزيرة الذي أقامته الكويت في الثمانينات، وبالتالي سيكون ذلك كفيلا بتحقيق فوائد اقتصادية كثيرة لجميع الأطراف، ويعم الرخاء الاقتصادي، والقضاء على البطالة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والأمن الاقتصادي والغذائي والصناعي للدول العربية.