#مقالات | منيفة العازمي: “بما في قلبي”
في كل مرة نواجه معضلات مختلفة من شتى تقلبات الحياة أو من مجابهة الناس والاختلاط بهم فإننا نكتفي باظهار القليل وكبت الكثير مما يعلق في القلب ، مما يؤدي لظهور أحوال متغيرة أحيانا في اطباع البشر .
هل من الممكن أن تنقلب العداوة الى مودة والبغض إلى رضا والبعد الى القرب والتنافر إلى التجاذب والألفة ؟؟؟ هل يعد ذلك نفاقاً وتشتتًا وتباين هائل في الطباع والاحوال ؟؟؟ أم أن النظرة بالعين المجردة عندما يختلط بها المنظور القلبي والتنقيح العقلي يخرج الانسان باعتقاد مختلف وقناعة مغايرة .
فكم رأينا من قصص مختلفة كان القصاص قائماً فإذا بالعفو يظهر حين التقاء طرفين لا شأن لهما بما سبق من خلاف واختلاف وتباين ، ان الخلافات لا تورث ولا شأن للاجيال بها وهذا الامر من المهم جدا بمكان أن يعيه أي شخص دخل بخلاف أو وقع في جدال مع اطراف اخرى ، فمن غير العدل أن يطغى الخلاف على كل اوجه الحياة معاملة وحكماً وتشريعاً فلا سمع ولا بصر ولا عدل الا لمن نحبهم ونرضا لهم قولا ً .
إن الخلاف إذا وقع فلا عدل يرجى ولا قناعة تظهر ولا مبادئ تحترم ولكن اذا سمت الانفس وترفعت الارواح عن البغض والتنافر الى أن الخلاف انما هو اختلاف في وجهات نظر وتباعد مؤقت في مصالح لم تجتمع وقد يسخر الله لها القادم من الايام فتنجلي الغمة وتتقارب العقول وتعفو الانفس فيكون ما وقع زيادة في كل خير ورفعة للمنازل بين المتخاصمين بينهم وبين بعض .
كم من مصيبة تقع للانسان ولا يعلم ما بها من خير ومنافع ولكن اذا صبر وشكر وذكر كان كل ما وقع انما خير ومسرات وانقلاب في الاحوال ، إن الخلافات ما هي الا معضلات تقع فيحضر معها البعد والتنافر وهذا أمر طبيعي لوجود ثغرة ما أو نظرة لم تكتمل أو ورقة تم اقتصاصها أو قول ورأي لم يسمع فوقع الحكم الناقص ويتبعها الوقع النفسي السيئ ، ولكن أن تطول المدة الزمنية بذلك فهذا من الظلم وليس من العدل أن يزاد به فوق 3 أيام وذلك بما نص عليه الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام وأن خيرهما من يبدأ بالسلام وترك الخلاف .
إن الخلافات تعد من الامراض التي تلوث الارواح وتفكك المجتمعات وتؤخر العقول وتخفض الاجور ، وهي مما يثقل كواهل الرجال ويزيد من الفجوات بين النساء ويباعد بين الأجيال ولذلك كله كان النهي عن الخلاف من أسس الدين الاسلامي الحنيف ومن أصوله التقارب والمحبة والمودة وترك ونبذ جميع الخلافات بالمعاملة والمعاملات اليومية في جميع المجالات .
إن الحياة قصيرة وان ازدادت الايام ، وهي سريعة وإن طال المسير وهي مؤقتة وإن اعتقد الانسان دوامها ، ولذلك كله كان من الحكمة أن تزين بالمنطق وتحكم بالعدل وأن تترك الخلافات صغيرها وكبيرها حتى يعيش الانسان بسعادة أبدية وتزدهر العقول بما هي مخلوقة له وبما هي مسخرة له من العمل والجد والاجتهاد بعمارة هذا الكون والعيش به برغد وسعادة يستحقها .
تعليق واحد