#مقالات | منيفة العازمي: “فيروس كورونا!”
عطلت الاعمال واوقفت الحياة وتسللت بالاجساد الضعيفة وتكاثرت على الاسطح حتى بات الناس يتخوفون من جس الكثير من الاجسام وصارت المعقمات هي الصديق الصدوق في كل خروج ودخول الى المنازل ، لا اكرهك ولكنني اتعجب من مخلوق صغير داهم البيوت والعالم بأكمله حتى صار مرضاً عالمياً يتحدث به الكل ويحذر منه الجميع .
فيروس كورونا لقد كنا نعيش قبلك بأمان وننعم بالعيش الرغيد والملل من الروتين الاعتيادي ونتذمر من الخروج الى الاعمال اليومية ونشتكي من الروتين الذي كنا نحيا به ، اما اليوم وبوجودك المريب وبعد تطبيق الحجز الجزئي وانتظارنا بالبيوت فقد استشعرنا نعمة ” الملل ” وقد عرفنا عافية الجسد وصحة العقول وروعة الاستيقاظ من النوم ونحن في صحة وعافية ، لقد فهمنا معنى الامن والاما ن الذي كنا نتمتع به ليل نهار .
لقد بتنا نتطلع لذاك اليوم الذي نستيقظ به وقد حلت مشكلة انتشارك وتفشيك في هذا العالم الضعيف لقد صرنا نتمنى أن نعود لذات التوقيت الذي كنا نتبعه للنهوض من الأسرة ونحن في كسل شديد متطلعين لنهاية أسبوع لذيذة نتمتع بها بنوم هانئ وعيش رغيد ، اليوم نواصل التعلق بالتلفاز وبالاجهزة الالكترونية علنا نستقبل خبر الوصول لعلاج يفتك بك أو انقضاء لمدة الحجز الجزئي وقد زالت المشكلة وانزاح الهم وعادت الحياة لطبيعتها .
اليوم نرى الكل يعجز عن التصدي لفيروس لا يرى بالعين المجردة ولكنه يفتك بالاجساد ويتسلل للاجهزة التنفسية بشراسة بشعة وبقوة نعوذ بالله منها ، اليوم نعرف أن القوة بالعقل البشري قد أعلنت استسلامها كما حدث في بعض الدول المتقدمة التي اجتاحها هذا الفيروس لتعلن للعالم فقدها للسيطرة عليه وتسلله لفئات عديدة من مجتمعات العالم الاوربي .
اليوم نعرف أن العلم سلاح وان الطب بأكمله قد وقف حيرة في مواجهة هذا الفيروس القاتل عاجزين عن التصدي له الا بالقليل مما عرفوه ومما حاولوا به بكل الطرق للتقليل من خطر انتشاره وتفشيه ، اليوم نعرف نعمة التقدم والعيش في دولة صغيرة كبلدي ” الكويت ” ولكنها كبيرة بما احتوت عليه من كوادر تعمل ليل نهار لتحجم هذا الفيروس البغيظ .
اليوم أتمنى أن تكون مجرد كابوس قد أثقله النوم ، اليوم أتمنى أن اعود لبيتي وقد صرت أملك قرار الخروج والدخول بمحض ارادتي ، اليوم أتمنى أن لا تعود للظهور ثانية ابداً وأن يتم استكشاف دواء شافٍ لكل المرضى بك من كل مكان اليوم نتمنى أن تعود الحياة كما كانت كما حدث في الصين التي واجهت وجودك بحزم وعلم وانقياد شعبي مذهل مما تسبب في السيطرة عليك ، اليوم أعلم أن الكل بات يدعو بذات الامنيات ويردد ذات الدعاء فاللهم استجب ولا تطل هذه الغمة علينا وعجل بفرجك يا كريم .