#مقالات | منيفة العازمي: “يا عيد”
فرحة ناقصة بحظر كلي قرر على الجميع لسلامتهم وتحقيق الامن الصحي للكل ، ولكنها فرحة تحتاج لإنعاش، فالناس كانت تتهافت للصلاة في مصلى العيد وتلبس من الجديد والجميل ما تتباهى به أمام الجميع فرحاً واشتياقاً للعيد، ومن بعدها تلتف الموائد بالقلوب العطشى للقاء الاحبة وانتظار الصغار لادخال الفرحة لقلوبهم الصغيرة بما تجود به الأنفس.
فرحة العيد هذا العام مختلفة يحفها الخوف ويحيط بها الحذر والترقب ، ففي العيد تتواصل الناس مباشرة وبلا أي حواجز او موانع اما العيد هذه السنة فقد اتسم بالتواصل الالكتروني الذي صار نعمة نحمد الله عليها ليل نهار ، عيد هذا العام نبارك به الاحبة عبر شاشات الاجهزة الالكترونية ونترقب الرد منهم ببالغ الشوق والحب.
لعل في الامر خيراً لا نراه ولعل في الأجواء ما يبشر بقرب انجلاء الغمة وانحسار الوباء وعودة الحياة الطبيعية الى مجراها ، ولعل في هذا التباعد ما نعيد به محاسبة النفس في التقصير بحق من لهم الواجب علينا وفي النظر بروح الأمل بأن القادم أجمل وأن الله سيتغمدنا برحمته عاجلا ام آجلا .
عيد هذه السنة بلا شك مختلف ومغاير لما اعتدنا عليه من سماع التكبيرات عبر مكبرات الصوت ومن مشاهدة الناس وهي تتسابق لاداء صلاة العيد وتلقي التهاني والتبريكات بعدها ، فهذه السنة الصلاة انما تكون في البيوت والتكبيرات تعلن ايضا في البيوت والتلاقي بين افراد الأسرة والأقرباء عبر شاشات الاجهزة الالكترونية في البيوت.
مدة زمنية وسوف تمضي شئنا أم ابينا، وهي أزمة حلت بالعالم بأكمله ولعل في ذلك تخفيف وتسرية وجبر للخواطر، أيام وسوف تنقضي وتصبح ذكرى نتندر بها مستقبلا وسوف تصبح قصصا نتداولها جيلا بعد جيل وسوف تكون سجلا حافلا بالعديد من المواقف والكثير من الحكايات.
عيد هذا العام مختلف تماماً ذو وقع يصعب على الجميع تداركه واستيعابه ولكنها ارادة الله وليس للعبد سوى الرضا والتسليم، عيد هذا العام يحتاج لجهد كبير في تخطيه من تساؤلات الصغار والحاحهم في المطالبة بالخروج او في اظهار الفرحة في ارتياد الحدائق والمجمعات كما هي عادتهم في كل عيد ، ويحتاج منا الصبر والتعاون الكبير مع الدولة في خطتها لاحتواء هذا الوباء.
عيد هذا العام سوف يكون باجتهاد فردي لكل رب أسرة وبابداع متروك لكل ربة منزل او فرد في اي عائلة في اقامة الفرحة في ارجاء المنازل، وهو عيد سيمضي بفرحة اتمنى ان تحلق في سماء الجميع وتلازم دقايق وثواني ذلك اليوم وأن تعبر تاريخ ذكراها وقد قرب الفرج ولاح فجر القضاء على هذا الوباء وتحققت الامنية بانجلاء الغمة وانتهاء المرض والتخلص من هذه القيود المخيفة من الاصابة بهذا الداء واصابة الجهود في التوصل لدواء شاف ولقاح يحصن الاجساد.