آراء

#مقالات | هبة الأفندي : “وإذا كانت النهاية؟.. الكورونا تتعجب!”

عجبا عليك ايها الإنسان البسيط الذي تنتظر ما قبل مرحلة الوحش بوقت قليل لكي تقرر تعلن في هذا الوقت رفع الراية البيضاء وبداية مرحلة جديدة من الاهتمام بالنفس والاهتمام بمن حولك وتبدأ الرعاية والوقاية الحقيقة من شىء كان تنظر اليه نظرة سخرية, وكانك شىء محصن لا يمكن لاحد تدميره.

انه نفس الشىء الذي كان يرهب العالم ولكن ياتي امامك وكانه لعبة صغيرة لا تهتم لها.

ولكن لا اعلم اذا كان السبب وراء ذلك هو التبلد بسبب عبء الحياة ام انك شعب مؤمن بطبعه ام ضلال وعدم ادراك حجم الخطورة ام تقليل من حدتها حتي لا نرتعب ام نحن شعب يتميز بخفة الدم؟

اذا كان هذا الوباء الحقيقي الذي سوف ينهي العالم هل سوف تكون بنفس السخرية من استقباله هل ستظل تقول انها نهاية العالم والمسيخ الدجال اوشك علي الظهور؟ هل سوف تظل بنفس درجة التبلد من نشر هذه النكت ام سوف تبدأ بكل عزم مع القليل من الخوف خطوات التحصين وتبدا بتغير نفسك لكي تكون مستعدا لمواجهة نهاية العالم؟ منتظرا لقاء ربك في اي وقت مقدر لك الموت او لمن حولك! هل سوف تظل كما انت ام تبدا في الصلاة والتقرب إلي الله والدعاء؟

هل سوف تظل قاطعا لرحمك ام سوف تجري ليحتضنوك وتتطلب مسمحتهم ؟ هل ستهب مسرعا لكي تصالح من حولك أم سيظل التكبر يملي قلبك؟ هل ستظل تكابر عن الاعتراف ما في داخلك من مشاعر حب او عتاب ام تذهب سريعا لتعبر عن هذه المشاعر الجميلة لمن تحب او من تهتم لامره؟ هل ستظل تنشر بكل سخرية ان هذه نهاية العالم ام ستنشر نصائح للتقرب من الله؟

هل ستظل شخص الذي يقلل من حجم المشكلة ام ستبدا باخذ كل خطوات الحرص والرعاية والوقاية لك؟ هل سوف تتكبر عن الاعتراف بحجم المشكلة ام ستبدأ بالاعتراف بها حتي تواجها؟ فذا كانت هذه بالفعل نهاية العالم كما تسخر، هل انت شخص كامل لا تحتاج تغير شىء بدخلك او علاقة ربك بك؟ هل انت مستعد بكل ما تحمله كلمة التغيير من معاني كي تقابل هذه النهاية التي تستهين بها؟

التقليل من خطورة الشيء هو سلاح ذو حدين لان التهوين يجعل الناس تتطمئن ولا تصاب بالذعر ولكن التهوين الزائد يجعلنا نفكر في اننا دبابات محصنة لا يصل الينا المرض ونسرع في النزول وكان هذا المرض ليس له اساس من الصحة وبالتالي يتحول الخيال إلى حقيقة، ما تقوله عن نهاية العالم والوباء الذي سيدمر البشرية يصبح حقيقة.

فلتكن معتدلا بين الجانبين حتي تسرع هذه الايام التي اصبحت تشبه بعضها وتمر كانها يوم واحد متكرر ولا نعلم في اي يوم نحن!

هبة الأفندي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى