ويوضح مؤسس «الملجأ» الذي يعتمد في عمله على هبات خاصة «عندما ينقل عامل زراعي معلومات إلى صيادين غير قانونيين، حتى لو كان ذلك بعبارة صغيرة على شاكلة +في المكان الفلاني هناك 5 حيوانات وحيد قرن+، فإنه سيحصد أموالاً تفوق راتبه الشهري».
أستاذ التاريخ السابق هذا الذي أصبح مربّي حيوانات لاحقاً، تلقى اتصالات في 2011 تبلغ فيه بمقتل 3 حيوانات وحيد قرن هي أنثيان وصغير، فيما بقي حيوان مولود حديثاً على قيد الحياة.
وقد حاول إيجاد مكان يصلح لإيكاله مهمة رعاية وحيد القرن الأبيض. ويقول: «أجريت اتصالات هاتفية وأدركت ألا مكان مقبولاً لهذا الصغير. فقلت لمحدّثي عبر الهاتف +حسناً، سأنشئ واحداً+».
وتلخص مهمة هذا «الملجأ» الحيواني بثلاث كلمات: «الإنقاذ» و«التأهيل» و«الإطلاق». وفي المكان، قلة من الزوار ولا سياح، بداعي الحفاظ على السرية، لكن أيضاً لعدم تعويد الحيوانات على وجود البشر، وإلا «سيكون من الصعب جداً تحضيرها للعودة إلى الحياة البرية».
وتعمل في المكان 4 موظفات ومتطوعتان يهتممن بـ«عدد» من الحيوانات بأكثريتها من فصيلة وحيد القرن الأبيض، مع بعض السود أيضاً.
وتوضح مديرة الموقع يولاند فان دير ميرفي (38 عاماً)، أن العاملات ينمن في الأشهر الخمسة الأولى مع صغار الحيوانات في كل ليلة لدرجة «نصبح كأمهات لها».
وتقول «هي تلتصق بنا خلال الليل طلباً للتواصل والدفء»، فيما يشبه حظيرة في الهواء الطلق. وتضيف: «إذا ما أردنا الذهاب لتناول الطعام أو قضاء حاجتنا، علينا استدعاء بديل لنا، وإلا فإن الصغير سيعاني التوتر وسيبكي ويصرخ» بصوته الرفيع الشبيه بصوت الدلفين، وفق أريي.
وفي السنوات العشر الأخيرة، قضى الصيادون غير القانونيين على آلاف حيوانات وحيد القرن في البلاد طمعا بقرونها المطلوبة جدا في آسيا، خصوصا في فيتنام، بسبب مزاياها الكثيرة المزعومة. وقد يزيد سعر الكيلو من هذه القرون عن 110 آلاف دولار، في تجارة غير قانونية تتحكم بها شبكات إجرامية.
وفي «الملجأ»، يتشارك أصغر 3 حيوانات الملجأ عينه، وهما «أنثيان وذكر» تنتظر عبوات الرضاعة المليئة بمزيج من الحلب والأرز المغلي بفارق ساعات بين الجرعة والثانية.
وتزن الحيوانات الصغيرة عند الولادة نحو 40 كيلوغراماً، ويتعين الانتظار حتى بلوغها سن الخامسة لتكون جاهزة للدفاع عن نفسها بوجه الحيوانات المفترسة لها، وعندها يمكن إطلاقها في محمية أوسع في الجوار.
وتزور ناشطة بيئية باستمرار الموقع حيث تبلغ النساء العاملات بأنباء «نزلاء» الموقع سابقاً.