يقع المستخدمون في حيرة عند اختيار متصفح الإنترنت الذي يطمحون أن يوفر لهم تجربة مناسبة خاصة مع اختلاف متصفحات الإنترنت في مزاياها ومعاييرها، فبعض المتصفحات قد يلبي احتياجات جزء من المستخدمين، ويخيب ظن البعض الآخر منهم إما بسبب بطء السرعة أو مستوى الأمان المتدني أو حتى مدى التوافق مع المواقع والأنظمة المراد استخدامها، ولا يمكن لأي شخص بمختلف اهتماماتهم أن يستغني عن متصفحات الإنترنت التي يحتاجون إلى استخدامها دائما إما لتصفح المواقع أو العمل والتعلم أو الشراء من الإنترنت أو حتى الوصول إلى الشبكات الاجتماعية، الأمر الذي أوجد منافسة شرسة بين المتصفحات لجذب الحصة الكبرى من المستخدمين.
وبحسب إحصاءات موقع Similarweb حول نسبة استخدام المتصفحات على مستوى العالم خلال شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، لمستخدمي أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، فقد بلغت حصة متصفح جوجل كروم 62.16 في المائة من إجمالي المستخدمين على مستوى العالم، تلاه متصفح سفاري من “أبل” بنسبة 23.72 في المائة، ثم متصفح مايكروسوفت إدج بحصة 4.93 في المائة، ومتصفح سامسونج 2.66 في المائة، ومتصفح فايرفوكس 2.86 في المائة، فيما توزعت 3.68 في المائة على المتصفحات الأخرى.
أما نسبة استخدام المتصفحات في المملكة للفترة ذاتها فقد اختلفت بعض الشيء، حيث بلغت نسبة استخدام متصفح جوجل كروم 48.05 في المائة من إجمالي المستخدمين في المملكة، تلاه متصفح سفاري من “أبل” 42.86 في المائة، ثم متصفح مايكروسوفت إدج بحصة بلغت 3.36 في المائة، فمتصفح سامسونج 3.05 في المائة، ومتصفح فايرفوكس 1 في المائة، فيما توزعت 1.69 في المائة على المتصفحات الأخرى.
وحول معايير اختيار المتصفح المناسب للمستخدمين، قال المهتم بالتقنية، فيصل السيف في حديث لـ “الاقتصادية”: الحديث عن متصفح مثالي لكل المستخدمين هو أمر صعب، إن لم يكن مستحيلا، حيث إن مزايا متصفحات الإنترنت وقدراتها تختلف من برنامج لآخر، كذلك هي اهتمامات المستخدمين والغرض من التصفح، فقد نجد متصفحا يركز على التجربة الأمنية في حين أن طبقات الحماية الإضافية قد تحرم المستخدمين من بعض المزايا، في حين نرى متصفحا فائق السرعة إلى أن المخاطر التي تحف به لا يمكن تجاهلها، لذلك يجب على المستخدمين قبل اختيار المتصفح، تحديد الهدف من التصفح، هل هو لمشاهدة الفيديو أو التداول المالي أو ممارسة الألعاب أو إجراء الأبحاث والدراسات.
تابع “بعد تحديد الهدف من التصفح، يجب على المستخدمين أخذ معايير أساسية بعين الاعتبار للوصول إلى تجربة التصفح المناسبة وتتركز هذه المعايير في: السرعة والأمان والخصوصية، وتخصيص التجربة والتوافق مع التطبيقات الإضافية، إلى جانب الميزة الرئيسة وهي الأداء مقارنة باستهلاك موارد الجهاز، وبالمجمل، كل المتصفحات قد تفي بالغرض ولكن بقدرات متفاوتة”.
وأشار السيف إلى أهمية توفر درجة عالية من الأمان والخصوصية في المتصفح، خاصة للمستخدمين الذين يقومون بالوصول إلى حساباتهم البنكية أو حسابات التداول أو أداء أعمالهم، فالتداول والشراء من الإنترنت على سبيل المثال يتطلب استعمال معطيات حساسة مثل كلمات المرور وأرقام البطاقات البنكية، لذلك المتصفح يجب أن يكون مؤمنا بما يكفي لتجنب أية عمليات اختراق محتملة، إلى جانب أهمية المحافظة على خصوصية بيانات المستخدمين، فالشركات التي تعمل على الإنترنت تجني الأموال انطلاقا من جمع بيانات المستخدمين، سواء لبيعها لأطراف أخرى أو لإظهار الإعلانات المناسبة، رغم ذلك، هناك متصفحات تحمي خصوصية المستخدم ولا تقوم بجمع أي من بياناته.
وأضاف السيف: “عامل الأداء يعد من أهم العوامل التي يجب على المستخدمين أخذها في الحسبان عند اختيارهم للمتصفح، حيث تختلف الأجهزة من حيث المواصفات الخاصة بكل منها، لذا إذا كان المستخدم يمتلك جهازا لا يعمل بمواصفات عالية، عليه اختيار متصفح لا يستهلك الكثير من موارد الجهاز وبشكل خاص الذاكرة، حيث إن كثرة الاستهلاك قد تؤثر في أداء التصفح، خاصة إذا كان الهدف من التصفح مشاهدة محتوى الفيديو أو الألعاب على الإنترنت، والتي بدورها تأخذ حيزا كبيرا من الذاكرة، وقد يؤثر استخدام متصفح ذي استهلاك كبير بطئا في الألعاب أو الفيديو. إلى جانب أهمية توفير المتصفح لخدمات ومزايا الملحقات وهي المعروفة بـ Extensions أو Add-ons، والتي من شأنها تغيير تجربة التصفح بإضافة مزايا توافقية من البرامج والخدمات، وتخصيص الشكل والتصميم بما يتوافق مع كل مستخدم وبحسب رغبته إلى جانب القدرة على مزامنة معلومات التصفح مع الأجهزة الأخرى”.
ومن أبرز المتصفحات وأكثرها استخداما، يأتي متصفح جوجل كروم الأكثر شعبية، حيث يعده الملايين من أفضل وأسرع المتصفحات، ويتميز بالسهولة في الاستخدام والسرعة في الأداء، وهناك كثير من الإعدادات التي يمكنك ضبطها، وفقا لاحتياج المستخدم.
كما يأتي متصفح سفاري وهو المتصفح الافتراضي لأجهزة الآيباد والآيفون ونظام الماك، ويمتلك شعبية واسعة لدى مستخدمي الآيفون بالذات، متصفح Safari يشبه المتصفحات الأخرى ولا يختلف كثيرا عنها، فبالإمكان للمستخدمين تصفح مواقع الويب وفتح نوافذ متعددة، كما أن هذا المتصفح من أوائل المتصفحات التي دعمت HTML5.
كما يأتي متصحف إدج من “مايكروسوفت” كبديل أساسي للمتصفح السابق “إنترنت إكسبلورير”، الذي يعد المتصفح الأساسي للأجهزة العاملة بنظام ويندوز، والذي أثبت جدارته على مجاراة غيره من متصفحات الإنترنت.
أما متصفح سامسونج، فهو المتصفح الرسمي من الشركة والذي يوفر تجربة خاصة وآمنة، ويدعم الإضافات، مع قدرته على حظر الإعلانات المنبثقة على أي موقع ويب، ويوفر تجربة مميزة لمشاهدة الفيديو.
كما يأتي متصفح فايرفوكس كأحد أسرع متصفحات الإنترنت، ويعده الكثيرون الأكثر أمانا وخصوصية، حيث لا يسمح لأحد بتعقب المستخدم على شبكة الإنترنت، ولا يستهلك الكثير من ذاكرة الجهاز.