أعلن مهرجان أنطاليا السينمائي الدولي مساء السبت 6 أكتوبر الجاري، منح بطل الفيلم الطفل السوري (زين الرفاعي) (12 عاماً) جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم “كفرناحوم” للمخرجة والفنانة اللبنانية نادين لبكي، الذاهب للتباري بإسم لبنان في مسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية، مع حظ وافر للوصول إلى التصفية النهائية.
الطفل السوري زين الرفاعي، إبن درعا السورية، يعيش الآن في النرويج مع ذويه بعدما أمضى عدة سنوات نازحاً في لبنان بعيداً عن تداعيات الحرب في سوريا، وقد وُفّق الفريق المساعد لـ “نادين” في العثور عليه كنموذج للطفل الذي تبحث عنه لبطولة فيلمها “كفرناحوم” وسرعان ما تم إعتماده للدور بعد أول تجربة كاميرا، ويعرف كل من شاهد الفيلم القدرة التي أبداها وأظهرها “زين” خلال التصوير وكأنه ممثل محترف، يتصرف بثقة وأعصاب باردة جداً وقدرة على إستيعاب كامل الطلبات والملاحظات التي يتلقاها من المخرجة التي كانت حريصة بالمقابل على تأمين كافة الأجواء الملائمة لأخذ أقصى ما يُمكن من “زين” أمام الكاميرا.
“زين” الذي بات في عالم مختلف بعد الفيلم وبعد قبوله مع عائلته في النرويج، يريد بكل بساطة أن يتابع تحصيله العلمي وأن يعود حين تستتب الأمور تماماً في سوريا إلى بلدته التي إشتاقها كثيراً، وهو عبّر عن حبه وإحترامه لذويه بعدما لعب في الفيلم دور الطفل المشرد الفقير الذي يدّعي على والديه لأنهما أنجباه من دون القدرة على تربيته في أجواء ملائمة له كآدمي.
وقد إعتبرت الجائزة ثاني حالة إستثنائة في جوائز المهرجانات العالمية، بعد 28 عاماً على المعركة التي خاضها المخرج الكبير “يوسف شاهين” عام 1990 في أيام قرطاج السينمائية عندما أصر رغم إعتراض بعض أعضاء لجنة التحكيم على منح الطفل التونسي “سليم بوغدير” إبن شقيق مخرج فيلم “حلفاوين – عصفور السطح” “فريد بوغدير”، جائزة أفضل ممثل، وقال: “أنا رئيس اللجنة وعندي صوتان أمنحهما لهذا الطفل” وهكذا كان.
الفيلم يعرض حالياً على الشاشات اللبنانية، وتعلن مخرجته أن قضية الأطفال المشردين تتحمل تبعاتها حتى النهاية وهي ستعمل على الدعم والمساعدة ما أمكنتها الوسائل المتاحة.