ازدحمت الفعاليات ضمن مهرجان كان السينمائي الـ 75 خلال الأيام الماضية، وظهر على السجادة الحمراء نجوم الفن والمشاهير وعارضات الأزياء، ومن النجمات عارضة الأزياء بوبي ديليفين والنجمة آن هاثاواي وماريون كوتيار، وغيرهن.
تطرّق المهرجان، أمس، إلى موضوعَي الدين والسياسة، مع عرضه فيلم “صبي من الجنة”، وهو عمل تشويقي تدور أحداثه داخل جامعة الأزهر بالقاهرة التي تمثّل أهم مؤسسة متخصصة في العلوم الإسلامية السنّية.
وتدور أحداث الفيلم، وهو من إخراج السويدي من أصل مصري طارق صالح، بعد وفاة الإمام الأكبر للأزهر؛ الذي يُعتبر مرجعية لملايين المؤمنين.
وتنطلق بعد وفاته معركة حول مَن سيخلفه، يتنافس فيها رجال الدين والإخوان المسلمون وأجهزة أمن الدولة مع الأئمة، ويشكل تعيين خليفة للإمام الأكبر قضية شائكة يرغب الجميع في التدخل بها، واللجوء من دون أي رادع لأي خطوة قد تخدم مصلحتهم.
ووسط كل هذا الصراع، يظهر آدم، وهو ابن صيّاد متحدّر من عائلة متواضعة وصل حديثاً إلى الجامعة، وتتبدّل الأحداث كلّها عندما يُقتل في الجامعة طالب أُرغم على لعب دور عميل سري لمصلحة جهاز أمن الدولة.
ولاستكمال مهمة الطالب المقتول، أجر إبراهيم، (وهو ضابط في أمن الدولة)، الشاب آدم على العمل بدوره لمصلحة الجهاز الرسمي. وعلى مدى نحو ساعتين، تتوالى الأحداث التي أخرجها طارق صالح بين الأدلة والادعاءات الكاذبة، واستند المخرج إلى كلاسيكيات أفلام الإثارة في ديكور نادراً ما يتم اللجوء إليه، وهو عبارة عن مقاهٍ في القاهرة أُنشئت “على الطراز الأميركي”، ويلتقي فيها عناصر أمن الدولة والعملاء بجانب الجامعة.
ولم يتمكن صالح، المولود في استكهولم لأم سويدية وأب مصري، والذي يؤكد أنّ وجوده في مصر “غير مرغوب فيه” منذ عرض فيلمه السابق، من التصوير في الجامعة المرموقة التي تضم مئات آلاف الطلاب، ولجأ إلى مسجد السليمانية في إسطنبول ذي الهندسة المعمارية والديكور المميزين.
وبعد فيلمه التشويقي البارز السابق “حادث النيل هيلتون” (2017، حائز جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان صندانس)، الذي يتحدث عن نظام شرطة عنيف وفاسد، غيّر صالح في فيلم “صبي من الجنة” توجهه، مركّزاً أكثر على الصراع الحاصل بين القوتين السياسية والدينية، لكنّه احتفظ بنظرته التي لا هوادة فيها عن مصر. وراودت المخرج فكرة الفيلم، بعدما أعاد قراءة “اسم الوردة”، وهي رواية للكاتب الإيطالي أمبيرتو إيكو تدور أحداثها في أحد الأديرة.
ويؤدي دور ضابط الشرطة الممثل اللبناني المقيم في السويد فارس فارس. أما دور الشاب آدم، فأُسند إلى توفيق برهوم المولود في إسرائيل، والذي أنهى حديثاً تصوير فيلم عن حياة المسيح للمخرج الأميركي تيرينس ماليك.
من جانب آخر، عدل المخرج الفرنسي الكمبودي الأصل، ريثي بان، عن استقالته من رئاسة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة تيك توك ضمن مهرجان كان السينمائي، وتولى مجدداً هذه المهمة قبل ساعات من تسليم جوائزها.
وقال المخرج بعد إعلانه قراره عبر “تويتر”: “لقد تراجعت تيك توك وأعادت إلينا سيادتنا”، وأكد أن اللجنة “ستتمكن من منح الجائزة للأفلام التي وقع اختيارها عليها”.
جريدة الجريدة.كوم