«موسيقى من الكويت».. أمسية كلاسيكية من فرقة «مركز جابر» في فيينا

قدمت فرقة «مركز جابر»، المكونة من 60 عازفا ومؤديا، أمسية كلاسيكية بعنوان «موسيقى من الكويت»، في أول فعالية فنية موسيقية عربية في قصر الهوفبورغ بڤيينا، مع انطلاق فعاليات العام العربي النمساوي، والمتزامن مع أعياد الكويت الوطنية، بحضور عدد كبير تجاوز 400 شخص، على رأسهم الشيخ محمد العبدالله، نائب وزير الديوان الأميري، ممثلاً عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وهاينز فيشر رئيس جمهورية النمسا السابق (2004-2016)، والسفير صادق معرفي سفير الكويت في النمسا، كما شهد الحفل حضور نخبة من السياسيين والسفراء المعتمدين في النمسا.

 

أحيت فرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي أول فعالية فنية موسيقية عربية في قصر الهوفبورغ التاريخي بجمهورية النمسا في العاصمة ڤيينا، مع انطلاق فعاليات العام العربي النمساوي، والمتزامن مع أعياد الكويت الوطنية، حيث قامت فرقة المركز المكونة من 60 عازفا ومؤديا بتقديم أمسية كلاسيكية بعنوان “موسيقى من الكويت”، تم خلالها تقديم 10 قطع موسيقية وغنائية تشكل ألوانا مختلفة من التراث الموسيقي الكويتي من فنون البحر والبر، يتخللها تعريف بطبيعة تلك الفنون وظروفها التاريخية والآلات المستخدمة بكل فنٍ على حدة.

 

حضور رفيع

 

وامتلأت قاعة الهوفبورغ بحضور نوعي وكبير تجاوز عدده 400 شخص، على رأسهم الشيخ محمد العبدالله، نائب وزير الديوان الأميري، ممثلا عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وهاينز فيشر رئيس النمسا السابق (2004-2016)، والسفير صادق معرفي سفير الكويت بالنمسا.

كما شهد الحفل حضور نخبة من السياسيين والسفراء المعتمدين في النمسا، إضافة إلى عدد من مديري المنظمات الدولية في منظمة الأمم المتحدة بڤيينا، ومنهم غادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا، فضلا عن مشاركة نخبة من المثقفين ورجال الصحافة والاعلام.

قصر المحكمة

يعتبر قصر الهوفبورغ من أهم المباني التاريخية، وتم بناؤه في العصور الوسطى عام 1279، ومعنى التسمية باللغة الألمانية “قصر المحكمة”، وكان في الأصل مقر الأسرة الحاكمة في فيينا منذ إنشائه حتى عام 1918 بعد خسارة إمبراطورية النمسا الحرب العالمية الأولى.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 أصبح القصر مقرا لرئيس الجمهورية، كما تتبعه عدة مصالح حكومية، وتمت توسعة القصر على مدى أكثر من 700 عام، حتى وصل إلى حجمه الحالي، ويحتوي على جناح الملكة الشهيرة إليزابيث والملقبة بالملكة سيسي (1837-1898) وهي زوجة الإمبراطور فرانز جوزيف الأول، وهو جناح متاح للسياح للاطلاع، بخلاف العديد من الأجنحة التاريخية ذات الأهمية.

 

إشادة بالمستوى

وبعد نهاية الحفل، أعرب هاينز فيشر، في تصريح لـ”كونا”، عن سعادته بهذا الحفل الموسيقي الذي وصفه بالراقي، مشيدا بالأداء الفني لفرقة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وأكد عمق العلاقات بين النمسا والكويت وتميزها على مختلف الصعد، مشيرا إلى أهمية تعزيز العلاقات الثقافية والفنية لما لها من دور كبير في تعزيز التواصل بين الشعوب.

في هذا السياق، عبر مدير مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة عن اعتزازه بمساهمة المركز في هذه الأمسية الثقافية المميزة التي تحتفي بالإرث الكويتي المميز مع إبراز جمالياته في أبرز عواصم الفن والثقافة في العالم.

وتوجه خاجة بشكره الجزيل وامتنانه الفائق لكل من ساهم في إتمام هذه الفعالية الثقافية التي حظيت باهتمام ورعاية سامية من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، وعلى رأسهم السفير صادق معرفي، وطاقم سفارة الكويت في النمسا، الذين تميزت جهودهم بالحرص والتفاني لإتمام هذه الأمسية بالشكل المرجو.

تعاون وشيك

وأشار خاجة إلى ثراء هذه الرحلة ثقافيا، والتي تضمنت حضور كل أعضاء الوفد لأمسية موسيقية كلاسيكية ضمت عزف كونشرتو الموسيقار الروسي رحمانينوف

(1873-1943) من أداء فرقة ڤيينا سيمفوني العريقة في قاعة ڤيينا فيلهارمونيك العريقة، والتي تعتبر من أهم القاعات الموسيقية في العالم، على هامش تعاون مشترك مع الفرقتين ڤيينافيلهارمونيك وڤيينا سيمفوني ليقوموا بتقديم أمسيات موسيقية على خشبة مسرح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الموسمين المقبلين بإذن الله، مؤكدا أهمية التبادل الثقافي مع الدول الرائدة في هذا المجال.

كما كشف عن اتاحة الفرصة لحضور الأمسية بالتعرف على مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي عبر تقنية محاكاة الواقع الافتراضي والتي تتيح لمن يستخدمها التعرف على المبنى بشكل ثلاثي الأبعاد وكأنهم موجودين بالفعل في المركز، مصحوبا بمحتوى فني بصري وسمعي تم تطويره من قبل المركز، جاعلا من تلك التجربة أكثر متعة.

كما تمت إقامة معرض مصغر للآلات الإيقاعية الكويتية، والتي تستند إليها الموسيقى الكويتية الفلكلورية، مثل الطبل البحري، الربابة، الصرناي، المنجور، الطنبورة والمرواس، متضمنا شرحا لتلك الآلات واستخداماتها بثلاث لغات (عربية وإنجليزية وألمانية) كما تم توزيع هدايا ذات صلة بالأمسية للحضور، إذ تم توزيع مئات المراويس.

برنامج متنوع

وأشار مدير الموسيقى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي د. أحمد الصالحي أن فرقة المركز، بقيادة المايسترو خالد نوري، قدمت ألوانا متنوعة وأصيلة مستمدة من التراث الكويتي، شملت الغناء البحري والبدوي وغناء المناسبات والترفيه، وتضمن الحفل شرحا مقتضبا لنوع الغناء وآلاته الموسيقية الإيقاعية قبل تقديم الفقرة للجمهور.

واضاف أن الأداء الموسيقي صاحبته الصفقة (الشربكة) والحركة والرقصات التقليدية، مثل رقص الفريسة والسامري، وقام كورال الفرقة بأداء دور المطرب بالحفل بشكل جماعي أو فردي، والذي حاز استحسان وتقدير الجمهور الغربي، كذلك تم توزيع كتيب على الجمهور يحتوي على معلومات عن الفنون التي تم تقديمها خلال الحفل بثلاث لغات: العربية والإنكليزية والألمانية، وتم اختتام الحفل برائعة الملحن الكويتي الراحل مرزوق المرزوق “أنا الخليجي”، والتي كانت بناء على طلب السفير صادق معرفي، والتي تعبر عن انتماء الكويت للجسد الخليجي.

شراكة ثقافية

وتم تقديم هذه الأمسية بالتزامن مع انطلاق فعاليات الموسم الثقافي المشترك بين النمسا والدور العربية، بعنوان “شراكة ثقافية وتاريخ ممتد”، والتي توليها مختلف الدول العربية والنمسا أهمية لما لها من أثر ثقافي وحضاري.

وصرح رئيس بعثة الجامعة العربية في فيينا السفير سمير قوبعة بأن الثقافة والفن والموسيقى من أفضل أشكال الحوار الذي يقرب الشعوب ببعضها، وسط ما يعيشه العالم من أزمات ومشاحنات.

وقال رئيس مجلس السفراء العرب في فيينا عزالدين فرحان إن هذه الفعاليات تهدف إلى إطلاع المجتمع النمساوي على المكون الثقافي والحضاري العربي المبني على المحبة والسلام، وتماشيا مع هذا السياق تم تخصيص جناح في المعرض المصاحب للفعالية لتبيان دور صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد في دعم الحركة الثقافية والفنية.

الجولة الرابعة

يذكر أن هذه الرحلة تعتبر الرابعة في مسيرة فرقة مركز الشيخ جابر الأحمد للموسيقى خارج الكويت والأولى أوروبيا، بعد أن احيت الفرقة استعراض الثمانينيات في الدوحة، والمنطقة الشرقية والرياض بالسعودية، في فبراير ومارس 2019 وتم على اثرها تقديم 10 أمسيات، ويتم التحضير لجولات أخرى في الوطن العربي وأوروبا للعديد من العروض التي قام المركز بإنتاجها وتقديمها سواء في موسمه الثقافي الحالي أو في المواسم السابقة.

برنامج الحفل

شهد الحفل تقديم مجموعة مميزة من الأغنيات، منها “يا حبيبي هل جفاك النوم”، ألحان محمد جواد أموري، و”يا ذا الحمام” كلمات محمد بن لعبون واللحن فلكلوري، و”يا من يعاوني على الونة” كلمات عبدالله الفرج واللحن فلكلوري، و”أبشري يا عين” كلمات يوسف المنيع والحان عثمان السيد.

وتم ايضا تقديم اغنية “يا من يبشرني” كلمات بدر بورسلي والحان خالد الزيد، و”سرى ليلي” كلمات بدر بن عبدالمحسن والحان سراج عمر، و”والله مادريت” كلمات وألحان عبدالله الفرج، و”شدوا الظعاين” كلمات حمد الملغوث واللحن فلكلوري، و”بان بدر التمام” كلمات فهد بورسلي والحان احمد باقر، و”عاشت كويت العروبة” كلمات طلال السعيد واللحن فلكلوري.

Exit mobile version