تتجه الفنانة اللبنانية ميرفا القاضي في المرحلة المقبلة للتركيز على الغناء الذي كانت دخلت عبره المجال الفني، قبل أن تخوض تجربة التمثيل في مجموعة كبيرة من الأعمال التي فرضت اسمها على الساحة الفنية في لبنان والعالم العربي.
لكن اتجاه القاضي نحو الغناء، والذي ستترجمه عبر مجموعة من الأغنيات الخاصة بها، بالإضافة إلى معاودة تقديمها بصوتها وطريقتها لأغنيات فرنسية تحبها، لا يعني ابتعادها عن التمثيل، بحسب ما صرحت عبر «الراي»، بل هي تنتظر العرض الذي يُقْنِعُها بعدما اعتذرت عن عروض كثيرة وصلتْها، لأنها كما تقول مع النوعية وليس مع الكمّ.
هل قررتِ التركيز على الغناء في هذه المرحلة والابتعاد عن الدراما؟
– هذا صحيح.
أريد التركيز على الغناء في هذه المرحلة وأحضّر لمجموعة من الأغنيات الجميلة جداً. وبعد انتهاء الموسم الرمضاني 2021، سأطرح أول أغنية وهي بعنوان «حاجة سبيسيال»، وهي جزائرية لبنانية من كلمات شريف رضا وتوزيع طارق قادم وقمتُ بتسجيلها في لبنان وصوّرتُها تحت إدارة المخرج شريف عبدالنور.
على أمل أنه بعد انقضاء شهر رمضان، تكون الحياة قد عادت بشكل تدريجي إلى لبنان، وربما نعود الى حياتنا شبه الطبيعية.
كما أن هناك أغنية ثانية من كلمات وألحان طلال قنطار وهي ستُطرح قربياً.
• هذه الأغنية كنت تحدثتِ عنها قبل فترة طويلة؟
– قبل نحو عام، ولكن الظروف التي نمرُّ بها في لبنان لم تساعد على طرحها، كالثورة و«كورونا» والأوضاع الصعبة التي نعيشها، لذا ارتأيت أن أنتظر ريثما يتحلحل الوضع.
• لماذا قررتِ التفرغ للغناء حالياً مع أنك حققتِ نجاحاً لافتاً في الدراما وشاركتِ في أعمال مهمة وتمكّنتِ من إثبات حضورك بقوة كممثلة؟
– المسألة لا علاقة لها بقرار مسبق بالابتعاد عن التمثيل، بقدر ما هي مرتبطة بالأعمال التمثيلية التي تُعرض عليّ.
أنا انتقائية جداً وحريصة على اختيار أدواري، ولا أريد أن أعود وأقدم أدواراً تشبه التي كنت قد أدّيتُها سابقاً. إلى ذلك، فإن الإنتاجات ليست على أفضل ما يرام.
ولكن لا شك في أنني سأعود إلى التمثيل.
وعندما تتوافر الفرصة المناسبة والدور الذي أريده والذي يضيف إلى رصيدي كممثلة، فسأقبل به.
• هل حبك للتمثيل يعادل حبك للغناء؟
– نعم، وربما أحب الغناء أكثر بقليل مما أحب التمثيل.
أنا دخلتُ مجال الفن من بوابة الغناء وليس من بوابة التمثيل.
• ولكنك ما لبثتِ أن ركزتِ على التمثيل؟
– هذا صحيح، ولكنه أخذ الكثير من وقتي، لأنني عندما كنت أنتهي من تصوير مسلسل كنت أبدأ بتصوير مسلسل غيره.
والوقت يمرّ بسرعة، ولا يمكن الجمع بين أكثر من عمل في وقت واحد، خصوصاً أنه لا توجد في العالم العربي شركات إنتاج ووكالات تساعد الفنانين.
أنا لم أركز بشكل متعمّد على التمثيل، ولكن الحياة أخذتْني باتجاهٍ معين، والآن قررتُ أن أعود وأركز على الغناء.
كما أنني أطرح «Covers» لبعض الأغنيات الفرنسية التي أحبها من خلال معاودة تأديتها بطريقتي الخاصة مثل «La Chanson des vieux amants» لجاك بريل، كما طرحتُ قبلها أغنية بعنوان «زينة».
• لا أحد يمكن أن يتجاهل أن هناك تصويراً شبه دائم للمنصات.
ألم تصلك عروض للمشاركة في بعض الأعمال التي تُعرض على المنصات؟
– العروض كثيرة، ولكنها لا تقنعني. لستُ من النوع الذي تهمّه الكمية، بل تهمني النوعية، نوعية العمل ودوري فيه، فلماذا أضيّع وقتي في أعمال غير مُناسِبة.
• هل هذا يعني أن البعض يقبلون بأي أدوار لمجرد العمل وكسب المال، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية؟
– لا شك في أن الوضع الذي نعيشه صعب جداً وهو يطول كل الناس من دون استثناء، سواء كان اقتصادياً أو اجتماعياً أو سياسياً أو صحياً.
هو وضع غير صحي ولا طبيعي.
وأظن أن لبنان يحتاج إلى سنوات كي يقف على قدميه مجدداً، وعندما يتحقق هذا الأمر لا يلبثون أن يعيدونا 10 سنوات إلى الوراء.
وكل هذا يؤثّر على الإنتاج والعمل في كل المجالات.
الإنتاجات اليوم ليست كما كانت عليه قبل 5 أعوام، حيث كان هناك الكثير من الإنتاجات الضخمة، وذلك مردّه إلى أن الوضع كان جيداً في لبنان.
• لا شك في أن الأدوار التي تعتذرين عنها يقبل بها غيرك، فهل هذا يعني أن البعض يعمل من أجل المال فقط؟
– لا علاقة لي بغيري.
كل شخص يفكر بطريقة معينة، وبالنسبة إليّ، لا أقبل إلا بالعمل الذي أقتنع به، والذي يعجبني دوري فيه ويمسّني وأشعر بأنه يمكن أن يضيف إلى مهنتي كممثلة.
• ربما هناك مَن يعمل كي يعيش؟
– وهذا حقه، وكلنا نعمل من أجل أن نعيش.
ولكنني انتقائية في أعمالي ولا أقبل بأي دور.
المصدر: الراي