أقام نادي رقي للثقافة والإعلام أحد أنشطة الملتقي الإعلامي العربي ثالث جلساته الحوارية بإستضافة أحد أهم القامات الإعلامية في الكويت الأستاذ يوسف عبدالحميد الجاسم والذي تحدث عن مسيرة 50 عاما من العطاء في هذا الإعلام.
في بداية الحوار عبر الأمين العام للملتقى الاعلامي العربي ماضي الخميس عن عميق ترحيبه باستضافة الإعلامي الكبير يوسف الحاسم في مقر الملتقى الاعلامي العربي ضمن جلسات نادي رُقي الحوارية.
من جانبه استذكر الإعلامي يوسف الجاسم البدايات فتكلم عن رباعية النجاح و هي (الحلم) الذي يجب أن تسعي لتحقيقه ولا يذهب في مهب الريح و(الشغف) الذي يمثل الدافع الأقوى للإبداع ويطبق من خلال احترام العمل و(الإرادة) التي تعتبر المحرك للعزيمة لتنفيذ الحلم وأخيرا (الإدارة) الجيدة التي تستطيع ان تصل بك إلي تحقيق الهدف وهذه الرباعية هي التي استخدمتها منذ تخرجي فأعطتني قدرة علي التوازن .
وذكر الجاسم أن حبه للإعلام بدأ منذ شغفه ببرنامج قضايا وردود الذي كان يقدمه بداية المرحوم ناصر عبدالمجيد الصانع وبرنامج أوراق خليجية للدكتور محمد الرميحي وبرنامج الدائرة المستديرة للدكتور عبدالله النفيسي، واستطرد قائلا أن الفترة التي بدأ بها كانت مزدهرة بالنشاط السياسي ومفعمة بالحس الوطني والقومي وكان من المهتمين في هذه الأنشطة منذ دراسته الجامعية فعمل نائب الإتحاد الوطني لطلبة الكويت وقبلها الإتحاد المحلي لطلاب الكويت، كان مهتما بالقضايا العامة وبعد تخرجه وتوجهه لجمعية الخريجين أختار لجنة قضايا وردود لأنها لجنة تهتم بأعداد البرامج فدخل في جو أعداد و تحضير المواضيع وكانت المفاجأة في سنة 1973 عندما طلب منه المرحوم ناصر الصانع أخذ مكانه في تقديم برنامجه الذي أستمر العمل به حتي سنة 1998 وكان في تلك الفترة يقوم بالموازنة بين تقديم البرامج وعمله الوظيفي كأحد القيادات في الخطوط الجوية الكويتية، وبعد التقاعد تفرغ للعمل التلفزيوني فقدم 13 برنامج في 2035 حلقة تلفزيونية حوارية، وأستمر هذا العطاء 50 عاما من الإبداع والأفادة.
وفي جوابه عما إذا حصل تطور في الإعلام السياسي منذ 1973 حتي الآن أم حصل تراجع في طرح البرامج الجادة أجاب بأننا تأخرنا في الوقت الحالي و قال أنهم أبناء الزمن المتوهج فقد عجن أبناء تلك الفترات بالسياسة وكان عليهم أن يبقوا حاضنين للثقافة والإعلام المتقدم والفكر الحر وحرية الرأي خاصة بأننا نمتلك دستور وقوانين منظمة وعلينا الاستعانة بها لتعديل قانون المرئي والمسموع الذي يعد مقيدا للعمل الإعلامي وأضاف الجاسم أنا أشعر بأنني لا أنتمي لهذه المرحلة.
ثم تحدث عن برنامجه قضايا وردود الذي أستمر لمدة 21 عام علي تلفزيون الكويت في 520 حلقة وبرنامج 6/6 في 80 حلقة وأشار انه في تلك الفترة كانت البيئة الإجتماعية و الإعلامية تسمح وتساعد هذه البرامج وأيضا كان هناك مساحة من حرية في القوانين لأن الإعلام كان يدار من قامات كبيرة أما الأن التراجع في تفكير المشرع في الدرجة الأولي فأضحى المجتمع والإعلام وصناعة الإعلام هو من يدفع الثمن، وأنه في السابق كان المجتمع الخليجي يتابع إعلامنا وبرامجنا التلفزيونية.
وفي سؤال من الأستاذة رقية ابراهيم الشيخ رئيسة نادي رقي عن السوشيال ميديا وكيفية مواكبتها للإعلام أجاب الجاسم أنهم لا يعملون بطريقة احترافية لكن لا نستطيع تجاهلهم علينا أخذ الجانب الإيجابي للسوشيال ميديا فلا يجب علي الناشطين بها تجاهل المدارس الإعلامية ولا يستطيع الإعلامين الابتعاد عن السوشيال ميديا وإلا سيصبحون خارج اللعبة وأعطي مثل بان تويتر استطاعت أن تكتم فم أكبر رئيس في العالم، وأعتبر أن اليوتيوب هو المكان الأفضل لحفظ الأرشيف ليكون مرجع لمن أراد المشاهدة أو الاستفادة وذكر أن التوجه لعرض البرامج علي المحطات لأنها تضمن مشاهدة جماهرية مرتفعة لا تضعك في قلق تطبيقات الميديا من عدد المتابعين أو عدم القدرة علي الاستمرار في حين يحقق الشباب الناشئ بحركة غريبة أو فكرة مبتكرة عدد هائل من المتابعين مما يدل علي اختلاف ما يقبل عليه هذا الجيل.
وتحدث الإعلامي الكبير يوسف الجاسم عن برنامج ملفات من إخراج الدكتور علي حسن الذي يقدمه حاليا ويعرض علي قناة شاهد وذكر أنه خلاصة 50 عاما من العمل الإعلامي وقدم بقالب غير ممل وبرتم سريع وله جزء ثاني و وضعه ضمن برامج البحث الإستقصائي.
وعن إتقان صياغة السؤال وطريقة الطرح قال أنها خلاصة سنوات تعود للتفوق الدراسي في المرحلة الثانوية والتراكم الفكري والثقافي من المرحلة الجامعية والثقافة العامة وأن الدراسة الأكاديمية لن تكفي حتي تصقل بالمعرفة والعلم والإطلاع.
يعمل الجاسم حاليا علي كتابه الذي يتكون من 600 صفحة تحت أسم كبار حاورتهم.
لم يغيب عن الجلسة الحوارية فارس الأعلام الكويتي محمد السنعوسي فوصفه الجاسم بالصديق الرائع بمهنيته وأنسانيته وأنه مدرسة متعددة الأركان وقد تأثر به علي كل الأصعدة.