في ظل جائحة فيروس كوفيد-19 او كورونا المستجد ، برز دور الإعلام بمختلف صوره في تعزيز العديد من الجوانب خاصةً تلك المتعلقة بصناعة الأخبار و رفع الوعي وتعزيز الإدراك لدى الجمهور المتلقي في كل دول العالم.
ولعل دولة الكويت بما تمتلكه من مناخ دستوري وسقف من حرية التعبير أتاح لممارسي الإعلام من أداء دور مهم خلال هذه المرحلة الحساسة من العمل بشكل يبين مدى ما يمكن للإعلام الحر من فعله عندما يكون تحت ضغوط الأزمات.
فنحن عندما نجمع مفهوم الإعلام والصحافة فإننا في حقيقة الأمر لا نبتعد كثيراً من كون ان الصحافة أحد الفروع الرئيسية للإعلام ولا نقصد الصحافة الورقية الكلاسيكية فحسب بل الصحافة الحديثة التي باتت تملك أذرع تتمثل في قنوات اتصال جديدة عبرها يتم ممارسة الصحافة بشكل جديد.
الصحافة الجديدة التي أقصدها هي تلك التي تقدم المادة الإعلامية التي “تُعلم” المتلقي وتمنحه “المعلومة” بما يدور حوله وتجعله على اطلاع مستمر بالمستجدات والمعلومات من خلال قوالب استحدثتها التقنيات الإعلامية الجديدة مما جعلها مؤثرة اكثر من أي وقت مضى.
لطالما سمعنا بحرية الصحافة ، ولكن هل ندرك واقع أن هذه الحرية لا يمكن ان تكون حرة 100% لأنها في نهاية الأمر صحافة “حرة” مسؤولة! لذلك فالمسؤولية تلك تقيّد الحرية المطلقة، وهو امر صحي في ظل ما يشهده فضاء الإعلام من ممارسات غير مسؤولة للأسف الشديد.
ما يدفعني لهذا التفكير هو حجم الأثر الذي تركه بعض ممارسي الإعلام – حول العالم وليس في الكويت فحسب – من بث و نشر رسائل إعلامية لا تعكس أي احساس بالمسؤولية، فتم تغييب أهداف الإعلام الحقيقي بحثاً عن الإثارة ونشر الأخبار غير الدقيقة او معلومات دون تحقق من صدقها بل والكاذبة في أحيان كثيرة، وهذا الأمر دعى العديد من المؤسسات للمناداة بضرورة العمل نحو “محو الأمية الإعلامية” بما يحقق قدرة الناس المتلقين لكشف الإعلام الموجه والمضلل والمتلاعب والمأجور وغير المهني، والذي سأطلق عليه إسم “الإعلام الأسود” او “Black Media”.
وشخصياً اعتقد بأن هذه الطائفة من وسائل الإعلام “السوداء” تمارس دور هدّام للمجتمعات ولا تهتم بأي صور تعكس المسؤولية التي يُفترض ان تتمتع بها ان كانت حرّة! فهي لكونها غير حرّة في الحقيقة وتخضع لمؤثرات ثانوية قد تتمثل في توجيه او بضغط او بدفع من كيان داخلي او خارجي، تجاري او سياسي، فردي او جماعي، محلي او اجنبي، مادي او غير ذلك!
ولأن هناك من يؤمن بهدف الإعلام و رسالته فهناك من يتصدى لمثل هذه الصور السوداء للإعلام بالمهنية والمصداقية وبالقيم الحقيقية للإعلام والصحافة فعلى الدول والمجتمعات دعم تلك الوسائل “الحرّة المسؤولة” لأداء دورها في محاربة الأمية الإعلامية التي تسبب بها الإعلام الأسود.
جملة اعتراضية
ما حدث مع الزميلة الإعلامية بيبي الخضري من ممارسات غير مقبولة بمنعها من أداء مهمتها الإعلامية الرسمية وهي تمارس دور وطني و حر و مسؤول، تصرفات مرفوضة، وتجعلنا نؤكد أن حرية الرأي وممارسة الحق في التعبير يحمل ضمانة دستورية نص عليها دستور دولة الكويت ويجب إحترامه.
رئيس تحرير جريدة هاشتاقات