شكّل 2019 مرحلة ذهبية في حياة الفنانة اللبنانية عبير نعمة، وكان عاماً مليئاً بالمفاجآت الفنية التي عادت بالخير عليها وبينها تَعاقُدها إنتاجياً مع شركة «يونيفرسال ميوزك» وإصدارها لألبومين، «حكاية» وآخَر مع مارسيل خليفة.
نعمة التي خاضت تجربة فنية جديدة في 2019 من على خشبة مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت من خلال بطولة عمل استعراض مسرحي حضرت فيه كممثلة، أعلنت أنها ستكرّر هذه التجربة في 2020 التي ستكمل فيها نجاحات العام الذي انطوى.
● ألبومك الأخير «حكاية» يروي حكاياتك غناءً، فهل ترين أن قصص حياتك تتشابه مع حكايات سائر النساء؟
– الحياة حُبلى بالحكايات، وبعض قصصي تتقاطع مع قصص حصلتْ مع عدد كبير من النساء، ولكن تبقى هناك خصوصية لكل قصة لأن ما يَجْري معنا يُشْبِهُنا نحن فقط.
● في 2019 قمتِ بنشاطات فنية عديدة ومختلفة وكان عاماً مزدحماً بالإصدارات والحفلات، فهل تعتبرينها سنتك الذهبية فنياً؟
– كانت سنة خير، وألبوم «حكاية» ترك بصمةً جميلة جداً وأَثَراً طيّباً، وكل الأغنيات نالت ما تستحقه، وهي كانت مرحلة ذهبية، لأنني تعاملت مع شركة «يونيفرسال ميوزيك» في حين كل ما قدّمتُه قبلها كان بجهد فردي، وأيضاً بسبب تَعامُلي مع مارسيل خليفة. هي كانت مرحلة ذهبية بإصداراتها، وأنا مستمرّة على هذا النحو، خصوصاً أنني بصدد التحضير لألبوم غنائي جديد. مَن يعمل لا بد أن يحصد ثمار تعبه، وأنا وكل فريق العمل في «يونيفرسال ميوزك» اشتغلنا من كل قلبنا والنتيجة كانت إيجابية جداً.
● في ظل الظروف التي يمرّ بها لبنان أصدرتِ أغنيةً وطنية، كيف تنظرين إلى تعاطي الفنانين مع هذه الظروف وهل يمكن القول إنه لا يتعدى كونه استعراضاً على «السوشيال ميديا»؟
– أغنية «هيدا وطني» من كلمات جرمانوس جرمانوس وألحان جوزف خليفة وتوزيع جورج قسيس، وهي تصدّرتْ المرتبة الأولى لفترة من الزمن ولا تزال متصدّرة في لبنان حتى اليوم، وهذا أمرٌ يعني لي الكثير.
طرحتُ هذه الأغنية كنوعٍ من المشاركة مع الناس، ولم أتوقّع أن تترك كل هذا الصدى. الاحتجاجاتُ التي حصلت في لبنان شارك فيها الفنانون وكل فئات المجتمع بشكل واضح، ويمكن القول إنه للمرة الأولى جمعتْ المصيبة بين كل المواطنين اللبنانيين فنانين وغير فنانين، ومن مختلف الفئات الاجتماعية. ومع أن البعض منحازون سياسياً لبعض الأفرقاء، ولكن الوجع واحد. ولا أظن ان مشاركة الفنانين كانت استعراضية، والفنان الذي يعطي من قلبه لا بد وأن يصل، لأن الناس يشعرون ويتفاعلون مع ما يقدمه.
● ما موقفك من الانتقادات التي طالت النجوم اللبنانيين الذين أحيوا حفلات خارج لبنان ليلة رأس السنة؟
– سمعتُ بعض الانتقادات حول هذا الموضوع، وفي رأيي أن النقمة يجب أن تكون على السلطة والحكومة والفساد و30 عاماً من السرقة، لأن هذا ما أَوْصَلَنا إلى ما نحن عليه اليوم. لا يحقّ لأحد أن يلوم الفنان لأنه من الشعب وهو بحاجة لأن يعيش، والغناء ليلة رأس السنة مهمّ جداً بالنسبة إليه لأنه يجني أموالاً طائلة. شخصياً أنا لا أغني ليلة رأس السنة بل أمضيها مع أهلي، ومَن لم يتمكن من السهر ليلة رأس السنة لأنه لا يستطيع دفْع تكاليفها، فهذا ليس عيباً، ويمكنه التعويض بالسهر مع الناس الذين يحبهم وليَدَعْ الفنانين يتصرّفون بالطريقة التي يرون أنها مُناسِبة لهم.
● لا شك في أن حركتك الفنية صارت أكثر نشاطاً واستقراراً بفضل تعاونك مع شركة إنتاج عالمية، فهل تتوقّعين غياب بعض الفنانين لغياب الدعم الإنتاجي عنهم؟
– تَعامُلي مع شركة «يونيفرسال ميوزك» نعمة كبيرة في حياتي وهي أتت في مرحلة مهمة وعوّضت عن الكثير. هي شركة عالمية، ومَن أتعامل معهم فيها أشخاص رائعون، وهذا ما أتاح أمامي الفرصة للتعبير عن نفسي مع كل ألبوم أُصْدِرُهُ وأن أكون صادقةً وحقيقيةً وبالطريقة التي أريدها، ما جعلني أُوَفَّقُ في أعمالي.
لا أريد أن أتوقّع شيئاً لغيري من الفنانين، وأتمنى أن تتحسن الأوضاع في لبنان وكل الدول العربية لتعود الأمور وتنهض بلادنا تدريجاً. الإصلاح يحتاج إلى وقت، خصوصاً أننا في لبنان نعيش في غابة منذ 30 عاماً، وأتمنى التوفيق للجميع وأن تصبح أمورهم أفضل وأن يُوَفَّقوا بكل ما يقومون به، وآمل ألا تتأثر الموسيقى بسبب تردّي الأوضاع. في كل الظروف التي تمرّ بها الشعوب، يبقى هناك دور للموسيقى للتعبير عن المراحل وإذا اختفتْ الموسيقى فهذه تُعَدُّ كارثة، لأن الموسيقى هي ذاكرة الناس، والفنان لا بد وأن يصل صوتُه للناس إذا كان لديه شغف حقيقي بالفن، على أمل أن تتحسن الظروف الإنتاجية وتصبح أفضل خلال الفترة المقبلة.
● في رأيك هل يعود عدم بروز أسماء جديدة في مجال الغناء إلى الظروف الإنتاجية الصعبة أم لأسباب أخرى، خصوصاً أن هذا الواقع عمره سنوات طويلة؟
– الوضع صعب من كل النواحي.
وعلى مستوى الموسيقى، فإن المنصات الموسيقية كثيرة و«السوشيال ميديا» أصبحت أهمّ من الإنتاج لأنه بإمكان أيٍّ كان أن يطرح فيديو على «يوتيوب» أو منصة أخرى ويشاهده ملايين الناس. اليوم، ظروف الفن تَغَيَّرَتْ بينما كانت محصورة سابقاً بعدد محدّد من المُنْتِجين، وأصبح كل شيء أكثر سهولة. في المقابل، أعتقد أن الساحة الفنية تحتاج إلى غربلة بسبب وجود عدد كبير من الأسماء التي لا بد أن تتغربل مع الوقت.
● هل يمكن أن تخوضي خلال الفترة المقبلة تجارب فنية جديدة إلى جانب الغناء؟
– هذا الأمر تَحَقَّقَ فعلاً من خلال مشاركتي في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت بعملٍ مسرحي استعراضي ضخم هو «أبيض وأسود» الذي تم تنفيذه مع أهمّ شركات الإنتاج في العالم على مستوى الرقص والأزياء والإخراج. هذا العرض كان من بطولتي ومثّلتُ فيه، وهذه ليس المرة الأولى التي أمثّل في عمل مسرحي غنائي استعراضي وسأكرر هذه التجربة خلال هذه السنة، كما أن هناك مشروعاً آخَر مختلفاً أنتظره ولا يمكنني أن أتحدث عنه وأتمنى أن يتحقق.
● ما أهمّ مشاريعك للفترة المقبلة؟
– بدأت بالتحضير للألبوم الجديد وأنا في مرحلة اختيار الأغنيات، كما أن هناك أغنيتيْن أتوقّع أن يكون صداهما كبيراً عند الناس وبينهما أغنية ستشكل مفاجأة لهم. هذا عدا ارتباطي بمجموعة من الحفلات خارج لبنان وبينها حفلة في دار الأوبرا في البحرين وحفلتان في مهرجان الموسيقى الكلاسيكية في دبي وجولة في أميركا وحفلات في هنغاريا وغيرها من المشاريع التي سأعلن عنها في وقتها.